13/12/2020 - 22:21

عن ظاهرة فرط الحركة وقلة التركيز

تكوين العلاقات الاجتماعية هي واحدة من المهام الرئيسية التي تواجه الطفل، وهي التي تسمح له باكتساب مهارات التعامل مع الاخرين التي من شأنها أن تفيده عندما يصبح بالغا

عن ظاهرة فرط الحركة وقلة التركيز

بالفترة الأخيرة نسمع كثيرا عن هذه ظاهرة، فرط الحركة وقلة التركيز، فكل طفل أو طفلة لديهم صعوبة بالمدرسة أو مشاكل سلوكية، نعزيها للظاهرة، ظاهرة التركيز والإصغاء ، وغالبا بدون حاجة لها، بأغلب الحالات الأهل والطاقم التعليمي وللأسف، يفتقدون للمعلومات الكافية عن الاضطراب.

ADHD هو اضطراب نقص الانتباه والتركيز وفرط الحركة عند الأطفال وهو خلل عصبي خلقي يؤدي إلى ضرر في قدرات الإدارة والتحكم التي يعبر عنها بصعوبة في التركيز، الانتباه صعوبات في تنظيم وإدارة الوقت والأنشطة، وغير ذلك.

مهم جدا التوضيح، أن هناك درجات لحدة الاضطراب، وكل شخص بتعامل وبشعر وبتعايش مع الاضطراب بشكل مختلف، لا يوجد شخص كالآخر، لكن يوجد تشابه عام لأعراض الاضطراب. 

المحامية ريم شلبي، موجهه مجموعات أهل ومرافقه اسريه
تخصص اضطراب فرط الحركة وقلة التركيز

ما هو تشتت الانتباه:

- يوجد قسم في الدماغ المسؤول عن قدرة الانتباه، هذا الجهاز معقد ومركب، فهو بمثابة "الحارس" الذي يقرر من المسموح له بالدخول ومن لا، فهو يغربل ويختار المهم والأهم، اليوم بالذات نحن في عصر تزداد فيه المحفزات الكثيرة والملهيات وضجة داخلية وخارجية، ولو لم تكن لدينا إمكانية وقدرة الاختيار بين المهم والأهم لكنا سننهار حتما، هذا الجهاز يساعدنا في قرار عمل الأولويات في الخيار في وقت محدد.

 - الناس الذين يعانون من اضطراب في قلة التركيز وتشتت الانتباه، لا يوجد لديهم هذا الحارس المنظم لهم، ونتيجة لذلك كل من يعاني من هذا الاضطراب، عمليا هو موجود بضجيج داخلي وخارجي مخيف، تخيلوا بأن في داخل رأس كل واحد منكم يوجد 20 تلفزيون بعملون في نفس الوقت وكل واحد بقناة مختلفة.

 خلل في الوظائف الإدارية:  ماذا نعني؟

* انعدام القدرة على الإحساس بالوقت

* صعوبة بالقيام بالمهام المركبة من أكثر من مرحلة

* أغلب المهام تترك بدون انهاء

 * إضاعة دائمة للأغراض أقلام، دفاتر، كتب ومعاطف بالشتاء وغيرها

* عدم التذكر بإطفاء الضوء من الغرفة بعد أن يتركوها.

* عند البالغين إضاعة الحقيبة، التلفون، النظارات بشكل يومي ودائم

 * الحركة التي تميزهم هي الخبط على أجسامهن وجيوبهم للبحث عن الأغراض.

 * الاندفاع: ردة الفعل سريعة وبدون تفكير

 * عدم التروي والتأني،

* عدم التخطيط والتفكير لردة الفعل.

يجب على الأهل والمعلمين إدراك هذه العلامات والإشارات كعلامة من علامات الاضطراب العضوي الموجود لدى الولد أو البنت، وليس بإرادتهم وسيطرتهم.

فرط الحركة:

 غالبا ما يكون هذا المؤشر لدى الذكور، فهؤلاء لا يهدؤون في حركة مستمرة.

مهم للأهل معرفة:

- الكثير من الأهل يشعرون (بحق) أن سعادة الطفل وقدرته على التكيف في المجتمع هي أكثر أهمية من علامته في الحساب مثلا، ومع ذلك عندما يتم تشخيص ADHD-اضطراب قلة الانتباه والتركيز وفرط الحركة عند الأطفال، فهناك ميل عند الأهل للتركيز على الناحية التعلمية وإهمال المجال الاجتماعي والعاطفي.

كيف يؤثر نقص الانتباه والتركيز وفرط الحركة عند الأطفال ADHD على المجال العاطفي؟

من السهل التصور كيف تؤثر هذه الصعوبات في القدرة على التعلم والأداء في المدرسة، ولكن  من ناحية ثانية كيف تؤثر على المجال العاطفي؟

- واحدة من الطرق الهامة التي يكون فيها علاقة للـ ADHD بالمجال العاطفي هي التجربة المدرسية. الأطفال الذين يعانون من الـ ADHD، وخصوصا عندما لا يعالجون ولا يتلقون المساعدة التي يحتاجون إليها، يواجهون تجارب صعبة، مثلا الفشل وللأسف أيضا التأنيب، الازدراء وعدم فهم المعلمين لهم، وذلك بسبب ميلهم للتشويش في الصف.

هذه التجارب تؤدي لتكوين صورة ذاتية سلبية، الكثير من الأطفال الذين يعانون من ADHD يعرفون أنفسهم بأنهم كسالى، سيئون، عاجزون وأشرار.

الـ ADHD والمجال الاجتماعي:                                            

- تكوين العلاقات الاجتماعية هي واحدة من المهام الرئيسية التي تواجه الطفل، وهي التي تسمح له باكتساب مهارات التعامل مع الاخرين التي من شأنها أن تفيده عندما يصبح بالغا، بأن يشعر أنه محبوب ومحترم والتمتع بالعديد من تجارب الطفولة.

- الأطفال الذين يعانون من ADHD، ولا سيما المصابون بفرط الحركة عند الأطفال، غالبا ما يعانون من صعوبات في المجال الاجتماعي والشخصي بسبب صعوبة فهمهم لاستيعاب القواعد الاجتماعية، ميلهم للتورط  في الصراعات،  وميلهم لعدم احترام الرموز الأساسية للتعامل بين الناس،  وبالتالي فإن هؤلاء الأطفال غالبا ما يعانون من الشعور بالوحدة، الصراعات، وحتى النبذ ​​الاجتماعي، وهذه بطبيعة الحال تؤثر أيضا على الصورة الذاتية وعلى حالتهم المزاجية الأساسية.

- التجارب الاجتماعية والمدرسية التي يوجهها الأطفال الذين يعانون من ADHD وفرط الحركة تؤدي في كثير من الأحيان لصعوبات في العلاقات الأسرية، أن تكون والدا/ة لطفل مصاب بال-ADHD يمكن أن يكون تحديا يرافقه عدد غير قليل من الصراعات والإحباطات. وكذلك أيضا العلاقات مع الأشقاء التي ترافق في كثير من الأحيان بالغيرة والغضب.

نصائح للتعامل العاطفي مع أطفال الـ ADHD

1- التشخيص:

من هو الشخص المخول للتشخيص؟

 يتم التشخيص فقط عند معالج نفسي تربوي أو طبيب أطفال تخصص بالموضوع، او طبيب أعصاب للأطفال،  هنالك أختبار يسمى اختبار "الموكسو" لا يعطي نتيجة حقيقية في كتير من الأحيان يرافقه خداع واستغلال بكل موضوع التشخيص، مهم للأهل التوجه لمختص وموجود عادة في كل صناديق المرضى.

- بعد التشخيص مهم كثيرا، يجب التوجه لإرشاد ومرافقه أسريه عند المختصين بالموضوع، ببساطة لأن الاهل بحاجه لدعم ولتفسير ولتعلم آليات وأدوات للتعامل السليم مع الاضطراب.

لماذا من المهم عمل تشخيص؟

- التشخيص لا يعني إعطاء دواء وعقاقير، فهذا يتعلق بقناعاتكم بالموضوع، وإنما التشخيص مهم لأنه يبين الكتيرمن المعلومات عن الأولاد، مثل القدرات العقلية، ما هي الطريقة الأنسب لهم للدراسة؟، وجود أو عدم وجود عسر تعلمي.

- إذا تركنا الأولاد دون تشخيص ودون علاج فسوف يعاني هؤلاء من تدني احترام الذات، القلق، أعرض الاكتئاب والمشكلات السلوكية.

لذلك عندما يتم تشخيص ADHD ينبغي التركيز ليس فقط على العلاج الذي سوف يساعد في المعالجة التعلمية وانما أيضا تكريس الانتباه للمجال العاطفي والشخصي.

2. الشرح المباشر:

 الأطفال المصابون بالـ ADHD لا يعرفون مشكلتهم ولكن عموما فانهم يميلون إلى لوم أنفسهم ("أنا كسول، ولد شرير")، ولذلك، من المهم أن نشرح لهم ما هو الـ ADHD وكيف يؤثر على أدائهم من أجل الحد من الشعور بالذنب والأضرار باحترام الذات.

3. منح الدعم:

 من الصعب رؤية معاناة الطفل، والكثير من الأهل يحاولون تعويض الطفل عن الصعوبات من خلال تنازلات بشأن الواجبات وتدليلهم. ولكن في كثير من الأحيان فإنه يمنع من التعامل مع التحديات ويدرك الطفل أيضا أن الأهل لا يتوقعون منه الكثير. فمن المهم وبناء عليه تحقيق التوازن بين التعاطف وتفهم صعوبات الطفل وبين متطلبات الأداء والسلوك المناسب.

4. الثناء التشجيع وليس فقط التوبيخ: 

سلوك الأطفال الذين يعانون من ADHD قد يكون مزعجا ومحبطا، وغالبا ما يصبح التعامل معهم يعتمد على التوبيخ وليس على الثناء، التشجيع الإيجابي  لذلك فمن المهم الثناء على السلوكيات الإيجابية، والطلب أيضا من الطاقم التعليمي في روضة الأطفال أو المدرسة الاهتمام بهذه السلوكيات.

5. تكوين تجارب ناجحة: 

بما أن العديد من الأطفال الذين يعانون من ADHD لا يتمتعون بتجارب النجاح في المدرسة، فمن المهم تمييز المجالات التي يكون فيها الطفل موهوبا ونطويرها.

6. توفير الوساطة الاجتماعية: 

غالبا ما يحتاج الأطفال الذين يعانون من ADHD لوساطة ومساعدة في المجال الاجتماعي. يجب الانتباه لأنماط السلوك التي بها الإشكالية للطفل المصاب بفرط الحركة، الهيمنة، تفسير أي لمسه لطفل بالضربة، عدم تفهم الاخرين، ومساعدته على التعرف عليها وإرشاده بشكل مباشر في كيفية التصرف، يمكن في الأعمار الصغيرة دعوة أطفال آخرين لأنشطة ترفيهية يشارك فيها الأهل لمساعدة الطفل على توسيع الدائرة الاجتماعية  

7.التوجه للعلاج:

 العلاج الدوائي لاضطراب نقص الانتباه والتركيز وفرط الحركة عند الأطفال هو علاج شائع، لكنه غير كاف لأنه لا يساعد في التعامل مع العوامل المتضررة مثل الصورة الذاتية ونقص المهارات الاجتماعية

لذلك إذا اتضح أن الطفل يعاني من صعوبات اجتماعية أو يواجه أعراض عاطفية مثل الاكتئاب، القلق، تدني احترام الذات والمشاكل السلوكية فمن المهم التوجه والتشاور مع مختص في هذا المجال وبناء برنامج علاجي مناسب، الذي من شأنه السماح للطفل بالاستمتاع، التواصل وتقدير الذات.

مشاهير عانوا من الاضطراب:

 بيل غيتس ستيفن شبيلبيرغ، مايكل فلبس، ماجيك جونسون، مايكل جوردون، الرسام بيكاسو والرسام فان جوخ

والت ديزني، بيتهوفن، موتسارت، سقراط، أغاثا كريستي، نابليون، جون كاندي، أبراهم لينكولن، البرت أينشتين، نيوتن، لوي باستير وغيرهم كثيرون.

التعليقات