في مناقشة كتاب «أن تكون عربياً في أيامنا» في البحرين: الديمقراطية كلمة من يريد أن يزيح هويتنا لمجــاراة العولمة

-

في مناقشة كتاب «أن تكون عربياً في أيامنا»  في البحرين: الديمقراطية كلمة من يريد أن يزيح هويتنا لمجــاراة العولمة

نظم نادي برين للكتاب في البحرين بالتعاون مع حملة كلنا نقرأ فعالية شبابية لمناقشة كتاب ''أن تكون عربياً في أيامنا'' للدكتور عزمي بشارة، وذلك يوم أمس الأول في مقر دعم المنظمات الأهلية.

وطرح الكاتب البحريني علي الديري ورقة تضمنت قراءة في الكتاب، والقومية العربية من منظور بشارة، كما شاركت عضو مجلس الشورى والكاتبة سميرة رجب كضيفة في النقاش، فأثرته بمداخلاتها التي وجهتها للدفاع عن القومية العربية، ودعوتها للشباب التمسك بعروبتهم باعتبارها هويتهم.

حضر النقاش الذي أداره الشاب أحمد الحربان، أكثر من ثلاثين شاباً وشابة، قرأ معظمهم الكتاب، واهتم آخرون منهم بقضية القومية العربية ونقدها.

وكان للشباب المشاركين مداخلات متعددة مع الكاتبين، تباينت فيها وجهات النظر والآراء، وظهر من خلالها تعدد الثقافات لدى الشباب البحريني.


الديري: اللغة العربية جزء من مشكلة مفهومنا للأمة والقومية

استهل الكاتب علي الديري مداخلته في الجلسة النقاشية بقوله ''سعيد لأنه لا يزال هناك شباب يقرأون، وهم حالة نادرة، وسعيد أيضاً لأن هناك شباب يقرأون في القضايا القومية والسياسية''.

واستطرد الديري منتقداً اللغة العربية في التعامل مع مفاهيم القومية والأمة والمواطنة، بقوله إن اللغة اللاتينية قد اشتقت عبارات الجنسية والقومية من نفس الجذر الذي يعني أمة وهو nation، أما في اللغة العربية فهناك مشكلة في مصدر الكلمات، إذ تأتي كل كلمة من حقل آخر، وحيث إن اللغة هي أداة الفكر، فإن اللغة العربية جزء من مشكلة مفهومنا للأمة والقومية والمواطنية، وأضاف ''العالم مبتلى بالتعدد''.

وحين بدأت الدعوة لمناقشة كتاب الدكتور عزمي بشارة عبر صفحة ''كلنا نقرأ'' على موقع الفيس بوك، فقد لفت الكاتب الديري تعليقا على الموقع لشابة أجابت على معنى أن تكون عربياً؟ بقولها ''أن تكون عنصرياً''، وبين الديري إن ربط مفهوم العنصرية بالقومية لها تجارب بشرية سابقة كهتلر الذي أقام الدولة الأمة، وقام بتصفية شاملة للناس، ماعدا الألمان. ويرى الديري إن مفهوم الأمة ليس سطراً في مقرر مدرسي، وإنه لا يمكن اختزال القومية في حقبة زمنية، لأنها تتغير باستمرار، مدللاً على كلامه بكتاب تصورات الأمة المعاصرة لنصيف نصار.

وعطفاً على مناقشة كتاب عزمي بشارة قال الديري ''ميزة عزمي بشارة هو تحديد مفهوم القومية والعروبة في كتابه، وإن الشكل الجديد الذي قام به بشارة هو وضع القومية على طريق الديمقراطية، حيث جعل القومية إحدى أدوات الديمقراطية، فانشغل بشارة بما لم ينشغل عنه السابقون بالتحرر من الاستعمار والتأكيد على إن العرب أمة قديمة لها الحق في السيادة''.
وأضاف ''عندما التقيت عزمي بشارة في البحرين، تحدث حول تكوينه الفلسفي عبر حياته في ألمانيا، وكيف أعاد قراءة الوضع العربي، خصوصاً إن الأمة مجموعة بشرية لديها مجموعة مشتركات، لكنها من وجهة نظر بشارة جماعة متخيلة''.

رجب: محاولات لتقسيم العرب .. والعربية ثرية

أما عضو مجلس الشورى والكاتبة سميرة رجب فقد بدأت مداخلتها بسؤال الكاتب الديري ''ماهي هويتك؟''، وحين أجاب إجابة فلسفية قالت ''أقصد هويتك المكتوبة في جوازك؟''، قال ''بحريني''، فردت ''إذاً أنت عربي''، ببساطة هذه هويتك.
وأكدت في مداخلتها على إن اللغة العربية أكثر ثراءً من اللغة اللاتينية، وإن اللغة اللاتينية تقوم بإضافة كلمات وأفعال جديدة إلى مصطلحاتها بطريقة مفتعلة مثل التلفون و.phone
وأشارت إلى إن الهوية التي نتحدث عنها، والتي يقصدها عزمي بشارة هي الهوية العربية، وإن العرب قوم يشتركون في عناصر كثيرة كالأرض والتاريخ واللغة. وقالت إن هناك فرق بين القومية والأمة، فالقومية العربية هوية، بينما الإسلام عقيدة وليس هوية، مشيرة إلى إنه ذكر مصطلح القوم في القرآن الكريم أكثر من 100 مرة. لكنها استطردت بقولها ''الإسلام والعروبة وجهان لعملة واحدة، ولا يوجد عربي إلا وهو مسلم، حتى المسيحي العربي، يملك الثقافة العربية الإسلامية''. ورأت إن العرب ليسوا مجموعة من الأمم، رغم انتسابهم في الأصل لأماكن أخرى، لكن بمجرد العيش على الأرض العربية والتكلم باللغة العربية، فإنهم يصبحون عرباً.

وألمحت إلى وجود محاولات لجعل العرب عدة أمم وأعراق، كالأكراد الذين يأخذون جزءاً من الأرض العربية، ومحاولة طائفية أخرى كمحاولة فصل الأقباط، غير إن العرب لا يزالون أمة عربية، والوطن العربي واحد من المحيط إلى الخليج، وهو ما يردده العرب، داعية الشباب إلى التمسك به وعدم التفريط فيه، وقالت ''هناك لغة جديدة في المنطقة، ثقافة يراد لها أن تدخل في عقولكم''.

وأوضحت إن الأمة أمام تحد جديد ومهم الآن، فقد أصبحت الديمقراطية الكلمة السحرية أمام من يريد أن يزيح هويتنا لمجاراة العولمة، بل أصبحت الديمقراطية أيديولوجية جديدة.

وانتقدت المتمسكين بها بقولها ''كل من يريد الديمقراطية لا يستطيعون إعطاءنا منظورا كاملا عنها''. وقالت إن الفكر القومي توجه سياسي، لكن العربية هوية، وبالتالي يمكن للعربي أن يتبنى توجهاً سياسياً غير قومي. وأشارت إلى تمسك بعض الدول بقومياتهم كالفرنسيين الذين يرفضون التحدث باللغة الإنجليزية، والإيرانيين والبريطانيين الذين وصفتهم إنهم ''متمسكون بهويتهم بطريقة عنصرية''، وبينت إن للعرب هويتهم أيضاً ويجب أن يتمسكوا بها، إذ لا يوجد إنسان بلا هوية.

فيلم ومطويات عن القومية

تلا مداخلات الكتاب مجموعة من مداخلات الشباب المشاركين في قراءة الكتاب، كما تضمنت الفعالية عرضاً لفيلم قصير حول أحوال الأمة العربية بين الماضي والحاضر أعدته الشابة حصه المالود، واستعراضاً لمقتطفات من الكتاب قدم على شاشة العرض ، إضافة إلى توزيع مطويات تتضمن مقتطفات عن آراء متباينة حول قضية القومية العربية بين مؤيد ومعارض.

"الوقت البحرينية"

التعليقات