واقع الشباب العربي المنهك يزداد سوءا إثر كورونا

بدد فيروس كورونا أحلام الشباب العربي بالاستقرار والعيش بكرامة وزاد الوضع الاقتصادي سوءًا، نتيجة تقلُص الاقتصادات المحلية والعالميّة ما ضيّق الخناق أكثر على الاقتصادات العربيّة الضعيفة أصلًا من قبل الجائحة.

واقع الشباب العربي المنهك يزداد سوءا إثر كورونا

من بغداد (أ ب)

بدد فيروس كورونا أحلام الشباب العربي بالاستقرار والعيش بكرامة وزاد الوضع الاقتصادي سوءًا، نتيجة تقلُص الاقتصادات المحلية والعالميّة ما ضيّق الخناق أكثر على الاقتصادات العربيّة الضعيفة أصلًا من قبل الجائحة.

وباتت الاضطرابات المجتمعية ظاهرة عالمية في أعقاب الوباء، لكنها تتجذّر بشكل خاص في الدول العربيّة، التي تشهد موجات من الحروب والنزوح واللجوء.

يعتقد كثيرون أصبحوا عاطلين عن العمل في دول غربية، أنهم سيستعيدون وظائفهم في نهاية المطاف أو يتعافون بطريقة ما من الركود، إلّا أن اقتصادات بعض الدول العربية على حافة الانهيار الكامل.

وقال أخصائي توظيف منظمة العمل الدولية التابعة للأمم المتحدة من بيروت، طارق حق، إنه "بالنسبة للعديد من الشباب، فإن رؤية الاقتصادات تنهار، والأحلام تتلاشى أمام أعينهم. سيكون بلا شك أثر كبير على الصحة العقلية والرفاه".

حتى قبل الوباء، قُدرت نسبة تشغيل الشباب في المنطقة العربية عام 2019 بنحو 26.4٪، مقارنة بالمعدل العالمي البالغ 13.6٪، وفقًا لتقديرات منظمة العمل.

في حين أنه من السابق لأوانه تقديرات ما بعد فيروس كورونا، تشير بيانات مبكرة إلى أن أكثر من 70٪ من الشباب في المنطقة يعملون في وظائف غير رسمية، 40٪ منهم يعملون في تلك القطاعات الأكثر تضررا من الوباء.

في العراق، حيث تقل نسبة 60٪ من السكان عن 25 سنة، أدى الانهيار الكبير في عائدات النفط إلى استنفاد الموازنة، ولا يستطيع حوالي نصف خريجي الجامعات العثور على فرص عمل في القطاعين العام والخاص منذ عام 2018.

في العراق ولبنان، أدى الغضب من الفساد ونقص الخدمات الأساسية وفشل الحكام في خلق وظائف أو تحسين حياة الشباب العام الماضي إلى نزول الآلاف إلى الشوارع في احتجاجات غير مسبوقة على الصعيد الوطني، والتي تلاشت فيما بعد دون أن تصل لأي شيء.

وسام الشيخ البالغ من العمر 30 عاما، فقد عمله مؤخرا كمدير في متجر ملابس بوسط بيروت بعد أن قرر المالك إغلاقه نهاية العام الماضي، كانت تلك الوظيفة توفر دخلًا حيويًا لعائلته المكونة من ستة أفراد، والداه وأشقائه الثلاثة، حيث يعمل واحد منهم فقط.

تابع الشيخ وأصدقاؤه هذا الأسبوع بغبطة توصل زعماء أوروبا لاتفاق يؤسس لصندوق تعافي غير مسبوق بقيمة 1.8 تريليون يورو (2.1 تريليون دولار) لاقتصاداتهم التي دمرها الوباء.

وقال مندوب مبيعات بدوام جزئي، أمجد رمضان إنه "هنا، يقولون لنا أن نزرع في حدائقنا حتى نأكل" وأضاف الشيخ أن "السياسيون دمروا مستقبل كل شاب هنا. أنا في انتظار أول فرصة للخروج من هنا".

التعليقات