عودة تفشي كورونا في المجتمع العربي تنذر بضرب السياحة والسفر

تسببت جائحة كورونا بشلل في قطاع السياحة والسفر بالمجتمع العربي في البلاد، ولم تلبث ملامح الشفاء تبدو في هذا القطاع الهام، حديثا، لتعود العدوى من جديد مهددة بشل الحياة العامة وضرب السياحة والسفر.

عودة تفشي كورونا في المجتمع العربي تنذر بضرب السياحة والسفر

مطار بن غوريون (أ ب)

تسببت جائحة كورونا بشلل في قطاع السياحة والسفر بالمجتمع العربي في البلاد، ولم تلبث ملامح الشفاء تبدو في هذا القطاع الهام، حديثا، لتعود العدوى من جديد مهددة بشل الحياة العامة وضرب السياحة والسفر.

وتسود شركات السياحة والمسافرين حالة من القلق من جراء الحتلنات والقرارات المتعلقة بالسفر، فيما تتزايد المطالب باستمرارية عمل السياحة مع وجوب متابعة الالتزام بالتعليمات والتشديد عليها.

وللحديث عن مستقبل السياحة والسفر في ظل عودة تفشي كورونا، حاورنا مدير شركة سياحة في البلاد، جمال حجازي من طمرة، وموظفة في قطاع السياحة، نيفين توما من أبو سنان.

نيفين توما (عرب 48)

"عرب 48": ما هي التحديات التي يواجهها موظفو قطاع السياحة والسفر في ظل كورونا؟

توما: استمرارية الصعوبات الجمة التي تعتري قطاع السياحة نظرا للقرارات والإجراءات الجديدة المطبقة من عدة دول ومن المجلس المصغر لكورونا في إسرائيل كذلك، فعلى سبيل المثال لا الحصر تطلب بعض الدول تعبئة نماذج معينة للسماح للمسافرين بالدخول إليها، وبعضها يطلب فحص من سبق وأن أخذ جرعات لقاح كورونا، ثم يعودوا لإخبارنا بعدم ضرورة هذا الإجراء. ويشهد هذا القطاع تخبطا واضحا بسبب التعليمات والحتلنات التي تتغير بشكل متقارب، من ناحية أخرى تعرض بعض الشركات على مكاتب السياحة عروض تأمين للمسافرين تكون بمثابة تعويض لهم في حال تقرر عدم ركوبهم في الطائرة في حال كانت نتيجة فحص كورونا موجبة أو في حال عودة البلدان التي يقصدونها إلى القائمة الحمراء، لذلك فمكاتب السياحة تقوم بالتواصل مع الزبائن على مدار الساعة لإطلاعهم على آخر المستجدات على هذا الصعيد.

"عرب 48": هل فعلا شهد قطاع السياحة انتعاشا في الأشهر الأخيرة بعدما تعرض للشلل بسبب كورونا؟

توما: توقفت السياحة نتيجة لانتشار فيروس كورونا لفترة امتدت على مدار عام ونصف العام، أثرت على العمل سلبا وسببت عجزا ماديا كبيرا، لم نستطع تجاوزه بعد، لذلك تتحمل مكاتب السياحة الآن كافة الضغوطات من ناحية العمل والتعقيدات المترتبة على تباين متطلبات الدول، في سبيل استمرار العمل وتعويض الخسائر المترتبة عن هذا التوقف، لأن هذه المكاتب تمثل مصدر الرزق شبه الوحيد للقائمين على هذا العمل. وتوجد ضرورة لتواصل المسافرين مع موظفي المكاتب السياحية لتفادي المشاكل التي قد يقعون بها فيما لو قاموا بالحجز بأنفسهم عن طريق شبكة الإنترنت، وحينها لن يجدوا من يساعدهم على تخطي الصعوبات التي قد يتعرضون لها نتيجة انعدام خبرتهم في هذا المجال. للأسف، نخشى من تفشي طفرات جديدة لكورونا قد تدفع هذا القطاع للتوقف مجددا.

جمال حجازي (عرب 48)

"عرب 48": هل تعافى قطاع السياحة من أزمته التي عصفت به بسبب كورونا؟

حجازي: لم يتعاف قطاع السياحة إلا بنسبة 50% على أبعد تقدير، رغم رفع الكثير من القيود على السفر في عدة بلدان تمثل الوجهة السياحية للمسافرين، فخطر عودة فيروس كورونا ما زال قائما، كما أن الاجتماعات الحكومية والقرارات غير المتوقعة تمثل رعبا حقيقيا لمكاتب السياحة، وبطبيعة الحال فإن هذه المكاتب لم تعد قادرة على تحمل المزيد من الخسائر، إذ أن الخسائر خلال الفترة الماضية كانت مدمرة للعاملين في هذا القطاع الحيوي، ومع ذلك نأمل أن نصل إلى ما نسبته 80% من التعافي في هذا القطاع.

"عرب 48": كيف يتعامل المسافر ووكيل السياحة في ظل تخبطات المجلس الوزاري المصغر لشؤون كورونا بما يتعلق بالسفر؟

حجازي: معاملات السفر الجديدة تستغرق وقتا أطول بكثير مما كانت عليه الحال قبل انتشار هذا الوباء، نتيجة لازدياد عدد النماذج المطلوب تعبئتها، وكثرة الأوراق المطلوبة من المسافرين، وترتيب وتجهيز مستندات للمسافرين. وفي ظل تخبط المجلس الوزاري المصغر لشؤون كورونا بما يتعلق بتعليمات السفر والمطار فإننا نشرح للمسافر ونضعه بالصورة في محاولة لمرافقته حتى من خلال الخدمة قبل وأثناء وبعد السفر.

"عرب 48": هل زادت أعداد المسافرين في الأشهر الأخيرة بعد فتح المطار، وإخراج عدد من الدول من القائمة الحمراء؟

حجازي: انخفاض أعداد المسافرين كان نتيجة للصعوبات التي تعصف بالقطاع متأملا بلوغ نسبة 40% عما كانت عليه الأعداد قبل تفشي الوباء. كذلك التهديد بالتلويح بإمكانية إدخال بعض الدول إلى القائمة الحمراء، عدا عن البلبلة والتخبط لدى الناس في اتخاذ قرار السفر أو عدمه ساهم في ضرب تناقص أعداد المسافرين.

"عرب 48": هل تعتقد بأن مقولة "المطار يعد بؤرة لعدوى كورونا" صحيحة؟

حجازي: لطالما يتم تحميل المطارات مسؤولية تفشي المرض، لكنني أستنكر هذه الاتهامات، وأستغرب منها، إذ أن المعاملات التي يقوم بها المسافر ويفرضها المطار وشركات الطيران وغالبية الدول على المسافرين جدية، كإجراء فحوصات كورونا قبل إقدامه على السفر، كما أنه يحمل شهادة تطعيم، وعند عودته إلى أرض الوطن أيضا يجري هذه الفحوصات في المطارات الإسرائيلية، مما يدحض هذه المقولة، وهي مجرد ادعاء لا صحة له.

"عرب 48": من هي أكثر البلدان تصدرا لقائمة السفر في هذه الأيام؟

حجازي: لا تزال تركيا على رأس القائمة، نتيجة اهتمام الحكومة وحتى المواطنين الأتراك بالقطاع السياحي، إذ أن هذا القطاع في تطور مستمر، وفي كل مرة هناك أشياء جديدة تجذب السياح. وتلي تركيا على هذه القائمة اليونان ثم جورجيا، إذ أن جورجيا بلد سياحي جميل، وطبيعته خلابة، تتميز بساحلها الجذاب، وأسعارها رخيصة، ومسافة الطيران إليها لا تستغرق أكثر من ساعتين. ولا أنسى في هذا المقام، أن أذكر بالأسعار الخاصة للعقبة وساحل البحر الميت ضمن الأراضي الأردنية، والتي تتمتع فنادقها بأسعار رخيصة وخدمات ممتازة، مقارنة مع فنادق البحر الميت على الجانب الإسرائيلي، إذ أن هناك تفاوتا كبيرا في الخدمات والأسعار لصالح فنادق الأردن.

"عرب 48": ما هي النصائح التي تقدمها للمسافرين؟

حجازي: أنصح من لم يتطعم ضد فيروس كورونا بعد أن يتناوله للوقاية من العدوى، أولا، ثم للحصول على تسهيلات بخصوص السفر، والاهتمام بتطعيم الشريحة ما بين 12-16 عاما، واستغلال فرصة السياحة والسفر في هذه الفترة، لأن التشديدات من خلال تنفيذ تعليمات الوقاية في المطارات والفنادق جاءت لتحمي المسافر وليس لتصعب السفر عليه. ولهذا سافروا نظرا لتوافر الإمكانيات المساعدة على ذلك، وتدني أسعار السياحة في مثل هذه الأوقات.

التعليقات