حرب وحدة "عوز" ضد المتضامنين الأجانب

-

حرب وحدة
الشكوى التي قدمت لمفوض الشكاوى ضد القضاة، القاضي المتقاعد إلعيزير غولدبرغ، ضد قاض محكمة الصلح في القدس يتسحاك ميلنوف، تكشف تعاونا قانونيته محل خلاف ، بين وحدة "عوز(المخولة بالتعامل مع الأجانب)" في التعامل مع الناشطين الأجانب الذين شاركوا في مظاهرات في ضاحية الشيخ جراح في القدس.

حسب الشكوى التي قدمت في السابع عشر من ديسمبر/ كانون الأول، اعتقل في مظاهرة في الشيخ جراح قبل اسبوعين 23 متظاهرا بينهم ثلاثة أجانب: برونو ماركوتا من كندا، يوهانا ريختملير من ألمانيا، ورايان أولندر من الولايات المتحدة. وفي في 12 ديسمبر عرضوا على القاضي ميلينوف لتمديد اعتقالهم. وطلبت الشرطة تمديد اعتقال الناشطين الأجانب أربع ساعات من أجل تسليمهم اوحدة عوز لاستكمال الإجراءات.

وقال ممثلو الدفاع عن الناشطين الأجانب الثلاثة: المحامي يفتاح كوهين، وعومير شاتس إن الشرطة بذلت جهودا، في الجلسة التي عقدت في الساعة العاشرة مساء، لتأجيل البت في ملف الأجانب إلى نهاية الجلسة. وكانت الشرطة تفضل ان تسلم المعتقلين الثلاثة إلى مراقبي وحدة عوز دون أن يبت في اعتقالهم على يد قاض، كما يتطلب القانون بعد 24 ساعة من الاعتقال. وكان الثلاثة قد قضوا 30 ساعة في الاعتقال، وطالب محاموهم مرة تلو الأخرى من القاضي أن يعجل البت في أمرهم، خشية أن يقتادهم محققو وحدة عوز قبل النظر في أمرهم. إلا أن القاض رفض طلبهم ورفض أن يذكر ذلك في محضر الجلسة. وأكدت المحامية ليئا تسيميل التي حضرت الجلسة ما جاء على لسان ممثلي الدفاع.


حوالي الساعة الواحدة بعد منتصف الليل ، وبعد أن حضر محققو وحدة عوز، أبلغ ممثل الشرطة ممثلي الدفاع أنه يسحب طلب تمديد الاعتقال. إلا أنه رغم ذلك تم إحضار الناشطين الثلاثة إلى قاعة المحكمة عن طريق الخطأ ونظر القاضس في ملفهم.

واشار القاضي في محضر الجلسة أن الشرطة لا تعترض على تحرير الثلاثة، ولكنها تطلب نقلهم إلى وحدة عوز، رغم أن الثلاثة يتواجدون في البلاد بشكل قانوني. ويؤكد كوهين وشاتس وسيميل بأن القاضي أبلغ محققي وحدة عوز أنه ليس لديهم أي صلاحية أو أي مدعاة لاعتقال االناشطين الثلاثة لكونهم يتواجدون في البلاد بشكل قانوني. وحينما قال أحد محققي عوز للقاضي بأنه سيوقفهم في نهاية الجلسة رغم ما قيل، حذره القاضي من تكرار أقواله أمامه مرة أخرى.

أطلق القاضي مينيلوف سراح الثلاثة دون شروط، وكتب في قراره: "حينما تكون وحدة عوز مخولة في التحقيق معهم فإنها بالتأكيد ستعمل في إطار صلاحياتها".وخرج القاضي من قاعة المحكمة إلى مكتبه المحاذي، وبقي الباب بين مكتبه والقاعة مفتوحا. وقام محققو عوز باقتياد الثلاثة بالقوى تحت حماية حراس المحكمة ودون أي تدخل من ضباط الشرطة.

ولم يستجب القاضي لنداءات المحامين ولم يتدخل بما يحصل.

وقال المحامون أن شكواهم لا تقتصر فقط على سلوك القاضي ملينوف خلال الجلسة، بل ايضا تتضمن ما حصل فور انتهاء الجلسة.

وكُتب في الشكوى: بعد أن اقتيدوا على يد مراقبي وحدة عوز، احتجزوا في االمحكمة ساعة أو ساعتين، وكل ذلك بحماية حرس المحكمة، وأمام نظر قاض محكمة الصلح".

وطالب المحامون من القاضي غولدبرغ أن يركز على " التجاوز الخطير للقاضي ملينوف الذي تمثل في تغاضيه وتجاهله لاختطاف ثلاثة أجانب من قاعة المحكمة".

ويقول المحامي كوهين إن وحدة عوز ليست مخولة بتوقيف الناشطين الثلاثة، وخاصة بعد المداولات في المحكمة، مشيرا إلى أن القاضي كان قد أكد بشكل واضح في محضر الجلسة أن الثلاثة يتواجدون في إسرائيل بشكل قانوني.
وبالمقابل قال قائد وحدة عوز، يهودتا بن عزرا: لا أعتقد أن القاضي فحص وثائقهم. ففي تصريح دخوله كتب أنه سائح وليس متظاهر". وأضاف: مع احترامي للقضاة فإنهم لا يقررون من أعتقل ومن لا. أنا مخول بالاعتقال في حالتين: إذا كان ثمة شك بأن الإقامة غير قانونية، أو أنه ارتكب مخالقة إدارية وتلقيت معلومات من الشرطة بهذا الشأن".

بعد أسبوع وفي الثامن عشر من ديسمبر، اعتقل المواطن الأمريكي، رايات أولندر، مرة أخرى في مظاهرة في الشيخ جراح. وهذه المرة اقتاده محققو عوز على في أعقاب توجه الشرطة وطلبهم طرده بشكل فوري من البلاد، دون أن ينظر قاض في اعتقاله. وبعد أن اقتيد على يد محققي عوز وأودع في سجن غفعون ألغيت تأشيرة الإقامة الخاصة به، وبذلك شرعنت وزارة الداخلية بأثر رجعي اعتقاله غير القانوني. وقالت شرطة القدس إن الأجانب الذين اعتتقلوا متهمون بالإخلال بالنظام والتظاهر بشكل غير قانوني.

وبالتزامن مع اقتياد الثلاثة للمحكمة، أجرى مسؤولون في الشرطة اتصالات مع وزارة الداخلية وأبلغوهم باعتقال الثلاثة وأنها ستتخذ الإجراءات القانونية بحقهم. وأنها تعتزم تقديم لائحة اتهام ضدهم.


التعليقات