سأكون الجسد الّذي تريد

Adam Martinakis

مصطفى قصقصي

سأكونُ الجسدَ الّذي تريدُ،

تقولُ،

سأكونُ نرجسَكَ الكفيفَ

في مرايا الماءِ الشّائكةِ

واغتلامَ موجِكَ

المُشرّدِ في أعالي الغرق.

 

سأكونُ لُجَّةً نجلاءَ

تستنهرُ حزنكَ المُطهّمَ بأحلكِ ما فيكَ من أرضٍ وسماءٍ

وتهمزُهُ بريشِ الغيبِ

وبفيروزِ الوجدِ الصّقيل

وبالمجرّاتِ المتهاويةِ في أقاصي الشّجن.

 

سأكونُ شاهدةَ زفافِ قلبِكَ الملك

لطواويسِ الغيابِ

سأكونُ حارسةَ جسدِكَ المبتسمِ كنَصْلٍ لَهوفٍ

عندَ حافّةِ الخُزامى

وسأسبيكَ فيما يعتقُني من نسيانٍ

وأسفٍ طروب

آنَ يهزمُكَ مِسْكُ بدايةٍ لا تنتهي

وتتقاطرُ من جلدِكَ

جموعُ الوردِ الجائعِ

وتمضي باحثةً عن خبزِها اليوميِّ

في الأغاني وفي أجنحةِ النّحل.

 

سأكونُ سيفًا من النّدى الدّامسِ

يلامسُ فجرَ حلمِكَ بي

قبلَ أنْ يراهُ أو يجرحَهُ...

 

سأكونُ ليلًا يَنْقُصُكَ.

 

سأكونُ بحرًا

يمخرُ عبابَ فحيحِكَ الكحليِّ

ويفشي ملحَكَ

إلى الشّفيفِ من جرحِ الشّواطئِ

 

سأكونُ النّبيذَ الأخيرَ

في جرارِكَ المِهراقةِ وقد تناهبتْها فراديسُ فانيةٌ

وأوّلَ الثّمرِ

في كرومِكَ وقد أنضجَها العدمُ المشمسُ.

 

سأكونُ دمًا يرشدُكَ إلى رائحةِ الأبديّةِ

في عروقٍ تصرخُ في برّيّةٍ بيضاء

سأكونُ فمًا يستأثرُ بموتِكَ اليانعِ كلِّهِ

وبغنائمِ مسرّاتِكَ الخاسرة

وبفُلولِ حلمِكَ

المشرذمِ بينَ قبائلِ دمِكَ

المتناحرةِ على آبارِ الظّمأ.

 

سأكونُ جسدًا

يعتصمُ بشهواتِكَ

ويدافعُ عنْها حتّى قطرةِ الحلمِ الأخيرة

 

سأكونُ الجسدَ الّذي تريدُ،

تقولُ القصيدةُ:

فكنْ سيّدي أيّها اللّيلُ.

 

* شاعرٌ فلسطينيّ.