ألم الوردة الشخصيّ

فالوري بريستون

 

الغناء الأخير لصاحبي

 

غباركَ الآن

يكفي الطين والطرقا

لتزدهي أرقًا أو تزدهي قلقا

 

أنا وأنتَ خصيما ما نخاصمهُ

كمن يردُّ إلى السرّاق ما سرقا

 

أسميتَني صنمًا حلوًا تهدّمهُ

وكنتَ تصنع منّي التمر والورقا

 

وها وقفتُ بقربي والعصا سندي

مثل الضريرِ، ولكن من يراكَ يرى

 

أخذتَني لرياحي، قلتُ آخذها

معي، وتأخذني في مرّةٍ أخرى

 

إلى حبيبي؛ إلى بيتي وأمزجتي

إلى زمان الدمى والليل والذكرى

 

قل لي، أنا غابةٌ كبرى وألهث بي

مشيًا إلى البئر. لا ماءٌ ولا عطشُ

ولا تقل 

عين أيّامي معطّلةٌ

ولي عليها وفيها الغشّ والغبشُ

 


امرأة

 

(1)

تمضي مع النّحل حتّى عنابره مثل ألم الوردة الشخصيّ، ثمّ تدخل طابور الخبز بهيئة الفرّان. ذلك الذي تعب من الحمأة والحبّ.

 

(2)


تشرّبتكِ العناقيد كلّها،

حتّى انتبذتُ لها من جروحيَ

ما يكفي الكروم من السُكْر؛

والتماثيل من الهدم. ثمّ إنّ المراثي لا تُحدث الفرق، 

ولا الشمس البطيئة إذ لا تنضج الكلمات تحتها.

وإذ تتعرّق في آنية الطين ورودكِ

أنحتُ من أصابعكِ العشر 

المرارة والمسرّة والرضى.

 

(3)

يحدث أن أحبّكِ؛

أن أعذّب قلبكِ كلّما شئتُ، 

وأن أعوّذه بالروائح والأناشيد، 

ما من أحدٍ أراني ما رأيتُ منكِ 

إذ لا تُصنع عيني إلّا على عينكِ،

وما شغلني عن يديكِ الناسكتين

إلّا طريق المرارة والخبز،

إنّني أفنيتُ أيّامي كلّها ولم أجد للنّكران بابًا، 

ولا لروحي المغلوبة موئلًا إلّا غيابكِ الغنيّ

ونسيانكِ الفقير!

 

علي أبو عجميّة

 

 

من مواليد مدينة الخليل، حيث يعمل ويعيش. حاصل على البكالوريوس في الهندسة الكهربائيّة من جامعة بوليتكنك فلسطين. ينشر المقالات الثقافيّة والنصوص الأدبيّة في عدد من المنابر الفلسطينيّة والعربيّة. صدرت له مجموعة شعريّة بعنوان 'سفر ينصت للعائلة'، عن الدار الأهليّة للنشر والتوزيع (2014).