نقاط في موضع الحذف

 

لم يُقرأ لي شعرٌ  

لوهلةٍ

لعمرٍ

والأزل منية كائنٍ حقير

 

-1-

طاحونة القمح

تنتحب فيها الإناث الحالمات مصيرهنّ

 طاحونة الهواء

يغرز فيها الذكور الحالمون رماحهم

 

-2-

يا رحمة

يا فلذّة قلقي

 كأنّك خاليةٌ من دالية العنب

 والدقائق متربّصةٌ بجفنك المائل

تجتبين وترًا قصيًّا خلف صوتي 

ألوذ ولا ألوذ

إلـى قنديلك الآتي

 

يحتدم الصراع في ثديك؛

الحليب والدم

الحبّ و

غيضٌ من فيض الجفاء

 

لِكَعْكَات السكّر

 المستلقية على يأسنا

أطرافٌ مسنّنةٌ

وطوق نجاةٍ مثقوبٍ

لهـذا

قدّمتني لا- حلوةً

لضيوفٍ مسنّين

على سـاحل الفوضى

تطعمني لبقايا السفن

يهبني الملح طعمــه

دون قيد الإكراه

يلمحه هيغل

يرشّ بوله على الزبَدِ المتوجّس

والريح واثقة، تجري،

 تكشف مؤخّرة تناقضه المرتعش

 

سِلْمٌ مقدّدٌ

في العرق

 يوقد أحقاده المصبَّرة

أقترح أن نجمع ماء وجوهنا

في علبةٍ من الكرتون

سنتـبنّى إعادة التدوير

كإستراتيجيّة حربٍ

نظفر بارتطامٍ منتكسٍ بـإحكام

 

التقطتُ حمـّالة صدري

من على مشانق الكومونة

لوّحتُ بها أمام المحاق المضيء

 

شاطئ الســواني يسلبني أسارير الأمس، مغلق الشفتين

والأشجار، قرب ضوء الشمس، تتسلّل عبر أنفي إلى سنين خبيئة

 

في الرمل الملتهب، مشط قدمٍ

 طفلةٌ تشاركني الاسم والوصمات؛

لها عينـان ملوّنتان... لي عينان ملوّنتان

لها خيالٌ صاخبٌ... لي ذاكرةٌ صاخبةٌ

لا تتجاوز رائحة البحر... لا أتجاوز رائحة العالم

تملك قلبًا كاملًا... (أملك) قلبًا مستأجرًا!

 

يا معقوفة الظهر والموقف،

حين تبصقين شاعرًا آخرَ

أو كومة دخانٍ

 في وجه متاجر الخبز والخلاص،

تآخَيْ مـع حربٍ لنا

تئنّ على مذابح النور المنتصب

 

الإنسـان عظيمٌ في الأسى

والأسى العظيم في جوف إنسانٍ

ينتقي فستان حزنه بنهمٍ

فوق أعتاب قصّةٍ قصيرةٍ

لشاعرٍ أسير المحبرة

والتطاول على نقط الحذف

 


 

إيمان مؤذن

 

 

 

شاعرة ومدرّسة من مدينة الحسيمة المغربيّة، تعمل مدرّسة لغة إنجليزيّة للمرحلة الثانويّة منذ عام 2018. مهتمّة بالأدبين العربيّ والإنجليزيّ.