05/09/2019 - 18:00

مقتل إسراء غريب: ترقب لتقرير الطب الشرعي

رغم التقارير التي تؤكد اعتقال والد الفتاة وأشقائها، وآخرين من أقربائها في إطار التحقيقات في جريمة قتل الشابة غريب، التي شغلت الرأي العام الفلسطيني والعربي، تحفظت النيابة عن الكشف عن هوية المعتقلين، واكتفت بالتأكيد على أنهم ثلاثة أشخاص.

مقتل إسراء غريب: ترقب لتقرير الطب الشرعي

مظاهرة في رام الله تطالب بمحاسبة المتورطين بقتل غريب (أ ب)

أصدرت النيابة العامة الفلسطينية، اليوم الخميس، بيانا تؤكد من خلاله أن التحقيقات في "قضية وفاة" الشابة إسراء غريب، مستمرة، وفيما عبّرت النيابة عن "تقديرها" لما وصفته بـ"حرص الرأي العام ومؤسسات المجتمع المدني عامة والمؤسسات النسوية"، طالبت بعدم نشر أو تداول أي معلومات لحين اكتمال التحقيقات.

ورغم التقارير التي تؤكد اعتقال والد الفتاة وأشقائها، وآخرين من أقربائها في إطار التحقيقات في جريمة قتل الشابة غريب، التي شغلت الرأي العام الفلسطيني والعربي، تحفظت النيابة عن الكشف عن هوية المعتقلين، واكتفت بالتأكيد على أنهم ثلاثة أشخاص.

وأوضحت النيابة أن فريق التحقيق مشكل من نيابة بيت لحم ونيابة حماية الأسرة من العنف ونيابة الجرائم الإلكترونية، لافتة إلى "تقدم كبير بالتحقيق".

وجاء في بيان النيابة أنه "تم سماع العشرات من الشهود وتدوين أقوال كل الأشخاص الذين تربطهم صلة بالمرحومة، خاصة الذين رأت النيابة إمكانية الاستفادة من أقوالهم وشهاداتهم في كشف الحقيقة".

وأوضح أنه "تم توقيف ثلاثة أشخاص على خلفية واقعة الوفاة، للوقوف على حقيقة ما جرى خلال الأشهر الماضية من أحداث مع المرحومة إسراء غريب، وما تبعه من إصابات تعرضت لها وحتى إعلان وفاتها".

وشددت النيابة على أن "تقرير الطب الشرعي النهائي لم يصدر بعد ويتم العمل على إعداده من قبل المختصين".

الصحة تفند رواية عائلتها

وتوفيت غريب (21 عاما) من بلدة بيت ساحور بمحافظة بيت لحم جنوبي الضفة الغربية المحتلة، في 22 آب/ أغسطس الماضي، نتيجة ما قال نشطاء إنه "تعرضها للضرب المبرح من قبل أفراد من عائلتها؛ لكن العائلة، نفت ذلك، وقالت إن ابنتهم توفيت نتيجة إصابتها بـ "جلطة".

وكانت وزارة الصحة الفلسطينية قد أكدت رفضها لما روته عائلة غريب حول تسبب "مس بالجن" بوفاة إسراء، مع التأكيد على وجود "آثار كدمات واعتداءات ظهرت على جسم الفتاة حين وصولها إلى المستشفى الذي أعلن وفاتها"، بحسب ما قاله الناطق بلسان الوزارة، أسامة النجار، في لقاء مع قناة "تلفزيون فلسطين" أمس، الأربعاء.

وأوضح النجار في لقائه أن "إسراء دخلت مستشفى بيت جالا الحكومي في مدينة بيت لحم مساء 10 آب/ أغسطس الماضي، بعدما أخرجتها العائلة على مسؤوليتها قبل هذا من مستشفى الجمعية العربية دون أن تتلقى العلاج المناسب"، وبين أنها "أُحضرت إلى طوارئ مستشفى بيت جالا عند منتصف الليل، ولم تكن حالتها طبيعية، وكان واضحًا على جسمها علامات الاعتداء".

وأضاف النجار أنه "بعد تصويرها بالأشعة، تبين أن لديها كسرًا في العمود الفقري، وجرحًا فوق عينها اليمنى، وبعض الكدمات في جسدها"، حيث "كانت إسراء بحاجة لعملية جراحية، إلا أن وضعها النفسي لم يساعد الأطباء على استكمال فحصها وعلاجها، فقرروا استدعاء اختصاصي نفسي من مستشفى الأمراض العقلية في بيت جالا، لإجراء معاينة لها، فأكد أنها تحتاج إلى رعاية خاصة".

ووفق ما أورده في اللقاء، فقد ادعت "العائلة في التقرير الطبي الأولي أن إسراء سقطت من شرفة الطابق الثالث لمنزلها، ما أدى إلى كسور في العمود الفقري، وإسراء خرجت من المستشفى في 13 آب/ أغسطس على مسؤولية العائلة، وأعادوها إلى المستشفى جثة هادمة في 22 من الشهر نفسه".

وقد أكد الناطق بلسان وزارة الصحة أن مقطع الفيديو المتداول حول صراخ إسراء قد "حصل داخل المستشفى بالفعل، لكن لم يكن هناك أي حادث اعتداء"، موضحًا أن "الطاقم الطبي تجمع لمعرفة سبب الصراخ، فاكتشفوا أنه بسبب الحالة النفسية الصعبة التي كانت تعاني منها، والعائلة أخبرت الطبيب النفسي الذي عاينها أنها كانت تعاني من هذه الحالة منذ ثلاثة أيام".

المطلوب: محاسبة المتورطين وسن قوانين رادعة

وأحدثت وفاة إسراء غريب موجة غضب واسعة في الشارعين الفلسطيني والعربي، حيث غرد عدد من المشاهير العرب متعاطفين مع غريب تحت وسم "كلنا_إسراء_غريب"، فيما نظمت الوقفات الاحتجاجية والتظاهرات المطالبة بالكشف عن المتورطين بالجريمة وللمطالبة بسن قوانين رادعة تحاسب القتلة وتمنع ارتكاب الجرائم.

ونظمت وقفات احتجاجية شارك بها العشرات في رام الله والناصرة وحيفا، الإثنين الماضي، طالبت بمساءلة ومعاقبة المتسببين بمقتل الفتاة إسراء غريب، ورفعت النساء الشعارات المنددة بقتل النساء وانتهاك الحريات، وهتفن "وينك وينك يا رئيس دم المرأة مش رخيص"، وهتافات أخرى مطالبة الشرطة بعدم الاستهتار بأرواح النساء.

وطالبت النسوة بتوفير الحماية للنساء اللواتي يتعرضن للعنف، وحملن لافتات تطالب بحقوقهن وتوفير الحماية لهن. وكتب على إحدى اللافتات التي وقعت باسم الاتحاد العام للمرأة الفلسطينية "من حقنا قانون يحمينا ويحمي الأسر الفلسطينية، ونَعَم لإقرار قانون حماية الأسرة من العنف".

كما تظاهر العشرات مساء أمس، في دوار المنارة في رام الله للمطالبة بالكشف عن تفاصيل جريمة قتل غريب.

 

التعليقات