حذّرت الأمم المتحدة، اليوم الثلاثاء، من أن قطاع غزة أصبح "مقبرة" لآلاف من الأطفال، مشيرة إلى أنها تتخوف من احتمال وفاة المزيد منهم بسبب الجفاف في ظل الحرب على القطاع المحاصَر.
تغطية متواصلة في قناة موقع "عرب 48" في "تليغرام"
وأعلنت وزارة الصحة في غزة، اليوم الثلاثاء، أن عدد الشهداء وصل إلى 8525 شخصا، من جراء القصف الإسرائيلي المتواصل منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر بينهم 3542 طفلا. كما شدد الاحتلال حصاره على القطاع، وقطعت إمدادات الكهرباء والمياه والمواد الغذائية والوقود.
وحذّرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة ("يونيسف") من أن يتخطى عدد الأطفال الذين يقضون جراء الظروف الحياتية على عدد الذين يموتون بالقصف.
وقال المتحدث باسم "يونيسيف"، جيمس ألدر: "تحققت مخاوفنا الجسيمة بشأن أعداد الأطفال الذين قُتلوا، إذ بلغت العشرات، ثم المئات، وفي نهاية المطاف الآلاف، خلال أسبوعين فقط".
وأكد ألدر أن حصيلة القتلى من الأطفال "مروعة"، مضيفا أنه "من المذهل أن هذا العدد يرتفع بشكل كبير كل يوم".
وتابع: "لقد أصبحت غزة مقبرة لآلاف الأطفال. إنها جحيم حي لكل الآخرين".
وبحسب ألدر، يعاني أكثر من مليون طفل يعيشون في غزة نقص المياه النظيفة.
وأضاف أن "طاقة إنتاج المياه في غزة لا تتجاوز خمسة بالمئة من إنتاجها اليومي المعتاد. وتشكل وفيات الأطفال، وبخاصة الرضّع، بسبب الجفاف تهديدا متزايدا".
ودعت المنظمة إلى وقف فوري لإطلاق النار لأسباب إنسانية، مع فتح كافة المعابر المؤدية لقطاع غزة لوصول مساعدات إنسانية بشكل آمن ومستدام ودون عوائق، بما في ذلك المياه والغذاء والإمدادات الطبية والوقود.
وقال ألدر إنه "في حال عدم وجود وقف لإطلاق النار ولا مياه ولا أدوية، وعدم إطلاق سراح الأطفال المختطفين، سنندفع نحو فظائع أكبر تصيب الأطفال الأبرياء".
وأضاف أنه استنادا لأرقام صادرة عن السلطات الصحية في قطاع غزة، فإن نحو 940 طفلا ما زالوا في عداد المفقودين.
وقال المتحدث باسم مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة، يانس لاركيه، إنه "من الصعب التفكير في الأطفال وهم مدفونون تحت الأنقاض في ظل احتمالات ضئيلة للغاية لإخراجهم".
وأكدت منظمة الصحة العالمية أن سكان غزة يموتون ليس فقط نتيجة القصف المباشر.
وقال المتحدث باسم المنظمة، كريستيان ليندمير: "لدينا 130 طفلا من الخدج يعتمدون على الحاضنات، 61% منهم تقريبا في شمال (القطاع)".
وحذَّر من "كارثة صحية عامة وشيكة تلوح في الأفق مع النزوح الجماعي والاكتظاظ والأضرار التي لحقت بالبنية التحتية للمياه والصرف الصحي".
وقالت الأمم المتحدة في بيان، اليوم، إنها "بالنيابة عن أطفال غزة، تدعو إلى الوقف الإنساني لإطلاق النار".
ونقلت عن عاملي الإغاثة التابعين لها قولهم، إن "غزة أصبحت مقبرة للأطفال، حيث قُتل الآلاف منهم في القصف الإسرائيلي، بينما يواجه الكثيرون نقصا حادا في المواد الأساسية، وصدمات غالبا ما ستستمر مدى الحياة".
والثلاثاء، تحدث منسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، مارتن غريفيث، الذي يزور البلاد، مع أسر في غزة عبر الهاتف من القدس المحتلة، وقال إن "ما عانوه منذ بدء العملية الإسرائيلية يفوق ما يمكن أن يوصف بالمدمر".
وكتب غريفيث عبر حسابه بمنصة "إكس": "عندما تخبرك طفلة تبلغ من العمر ثماني سنوات بأنها لا تريد أن تموت، فمن الصعب ألا تشعر بقلة الحيلة".
اقرأ/ي أيضًا | واشنطن: لا نضع خطوطًا حمراء لإسرائيل في غزة
التعليقات