حصار الاحتلال لأريحا: دعوة لـ"أيام غضب" وخسائر بعشرات ملايين الشواكل

قال رئيس بلدية أريحا، عبد الكريم سدر، إن الخسائر المادية للمدينة وصلت لعشرات ملايين الشواكل، بسبب تأثر قطاعي الزراعة والسياحة بشكل كبير، وبخاصّة أن المدينة تعتمد عليهما بشكل أساسي.

حصار الاحتلال لأريحا: دعوة لـ

عناصر الاحتلال مقتحمةً أريحا (Getty Images)

فيما تواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي حصارها المفروض على مدينة أريحا، ومخيّم عقبة جبر بالضفة الغربية المحتلة، لليوم التاسع على التوالي، أعلنت كتيبة "عقبة جبر"، اليوم الأحد، بدء ما وصفته بـ"أيام الغضب"، في حين تكبّد قطاعا الزراعة والسياحة، خسائر تُقدَّر بعشرات ملايين الشواكل.

يأتي ذلك فيما كان المفوّض السامي للأمم المتحدة لحقوق الإنسان، فولكر تورك، قد حذّر، الجمعة الماضي، من أن الإجراءات الأخيرة التي اتخذتها الحكومة الإسرائيلية، ولا سيما قرار تسهيل الحصول على تصاريح لحمل السلاح"، "ستؤدي إلى مزيد من العنف وإراقة الدماء"، مؤكدا أن "تدابير العقاب الجماعي بما في ذلك عمليات الإخلاء القسري وهدم المنازل محظورة صراحة بموجب القانون الإنساني الدولي ولا تتوافق مع أحكام القانون الدولي لحقوق الإنسان".

وذكرت الكتيبة في بيان أن "أيام الغضب"، "تبدأ من الساعة الثامنة من مساء هذا اليوم (الأحد)، ولمدة ثلاثة أيام، لنجعلها جميعا أيام من نار على الاحتلال، نظرا لما تمر به المدينة من تضييقات وحصار مستمر لليوم التاسع على التوالي من قبل جيش الاحتلال".

وجاء في بيان الكتيبة: "أهلنا بالقرى المجاورة إلى صبّ جام غضبهم على الاحتلال، والتوجه إلى نقاط التماس، لنشعلها نارا ولهيبا على هذا المحتل الجبان".

خلال مواجهات مع قوات الاحتلال في أريحا (Getty Images)

بدوره، قال رئيس بلدية أريحا، عبد الكريم سدر، إن حكومة الاحتلال تواصل حصارها لمدينة أريحا وفرضها لسياسة العقاب الجماعي على الأهالي، وبخاصة على المواطنين في مخيم عقبة جبر، وتلحِق المزيد من الخسائر المادية بالمزارعين، كون هذه الفترة هي ذروة الموسم الزراعي.

وأكّد أن الخسائر المادية للمدينة وصلت لعشرات ملايين الشواكل، بسبب تأثر قطاعي الزراعة والسياحة بشكل كبير، وبخاصّة أن المدينة تعتمد عليهما بشكل أساسي.

حاجز عسكريّ في الطريق إلى أريحا (Getty Images)

وتواصل إغلاق مداخل مدينة أريحا الرئيسية والفرعية، من خلال حواجز عسكرية أقامتها، وتقوم بتقييد حركة مركبات المواطنين، ما تسبب بأزمات سير طويلة على مداخل المدينة، وذلك منذ 29 كانون الثاني/ يناير الماضي.

وأعلنت سلطات الاحتلال، قبل أسبوع، أن فلسطينيًا نفّذ عملية إطلاق نار استهدفت مطعمًا عند مفرق "ألموغ"، جنوب أريحا، من دون الإبلاغ عن وقوع إصابات في المكان، ومنذ ذلك الوقت، فرضت قوات الاحتلال حصارًا على مدينة أريحا من خلال حواجز عسكرية وكتل أسمنتية أقامتها، على مداخل المدينة.

(Getty Images)

من جانبه، أكّد محافظ أريحا والأغوار، جهاد أبو العسل، في لقاء مع برنامج "المسائية" عبر قناة الجزيرة مباشر، أمس السبت، أن قوات الاحتلال تعيق حركة الطلاب والمرضى والتجار عبر الحواجز العسكرية، وتستمر بمداهمة منازل المواطنين واعتقالهم.

في السياق، أدانت حركة المقاومة الإسلامية ("حماس")، حصار الاحتلال لأريحا، مشددة على أن "حصار أريحا جريمة وعقاب جماعي مخالف لكل القيم والأعراف الإنسانية، ومحاولة يائسة لكسر صمود شعبنا وعزيمة شبابنا الثائر".

أزمات خانقة بسبب حصار الاحتلال (Getty Images)

وحيّت الحركة "أهلنا الصامدين في أريحا ومخيم عقبة جبر"، داعية إلى "مؤازرتهم ومساندتهم بكل الوسائل الممكنة، وضرب قوات الاحتلال ومستوطنيه في كل أرجاء الوطن".

وذكرت أن "استمرار تلك الجرائم والانتهاكات ضد أبناء شعبنا يستدعي أيضا، التحرك الجاد والفوري من قبل المجتمع الدولي والأمم المتحدة والأطراف الفاعلة كافة، لإرغام سلطات الاحتلال على فك القيود ورفع الحصار الجائر".

(Getty Images)

وفي وقت سابق اليوم، ذكرت وزارة الخارجية الفلسطينية في بيان، أن "حصار أريحا يعتبر شكلا من أشكال العقوبات الجماعية على عموم المواطنين الفلسطينيين المدنيين العزل الذين يمضون ساعات طويلة على حواجز الاحتلال أثناء تنقلهم أو سفرهم أو عودتهم إلى الوطن، ليس في أريحا ومحافظتها فقط، وإنما في الضفة الغربية المحتلة".

وطالبت الخارجية الفلسطينية بتدخل دولي وأميركي عاجل، لرفع هذا الحصار الظالم عن مدينة أريحا، من خلال الضغط على الحكومة الإسرائيلية لوقفه فورا.

خلال مواجهات مع قوات الاحتلال في أريحا (Getty Images)

وترأس الرئيس الفلسطينيّ، محمود عباس، اجتماعا لأجهزة وقوى الأمن الفلسطينية، مساء اليوم، وذلك "لمتابعة آخر المستجدات والأوضاع الأمنية على الأرض، نتيجة الاعتداءات والتصعيد الإسرائيلي المستمر على مخيماتنا وقرانا ومدننا الفلسطينية"، بحسب كما أفادت وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا".

(Getty Images)
("أ ب")

التعليقات