تقاسم عالم الكيمياء الأميركي من أصل تونسي منجي باوندي، الأربعاء، جائزة نوبل للكيمياء للعام 2023 مع الأميركي لويس بروس، والروسي أليكسي إكيموف.
وتمّ الإعلان عن أسماء الفائزين بالجائزة، خلال مؤتمر صحافي عقد في مقر الأكاديمية بالعاصمة السويدية ستوكهولم.
وقالت الهيئة المانحة لجائزة نوبل، الأربعاء، إن العلماء منجي باوندي، ولويس إي بروس، وأليكسي إي إكيموف، فازوا بجائزة نوبل في الكيمياء لعام 2023 عن "اكتشاف النقاط الكمومية وتركيبها" (جزيئات نانوية شديدة الصغر بحيث يحدد حجمها خصائصها).
وكافأت اللجنة الباحثين الثلاثة الذين سُربت أسماؤهم عن طريق الخطأ إلى الصحف السويدية قبل ساعات من الإعلان الرسمي، على "اكتشاف وتطوير النقاط الكمومية، وهي جسيمات نانوية صغيرة جدا لدرجة أن حجمها يحدد خصائصها"، بحسب الهيئة المسؤولة عن الجائزة.
وتُستخدم النقاط الكمومية، وهي مكونات صغيرة جدا معتمدة في تكنولوجيا النانو، حاليا، في نشر الضوء عبر أجهزة التلفزيون ومصابيح "ليد" LED، ويمكنها أيضا توجيه الجراحين عند إزالة أنسجة الأورام، بحسب بيان الأكاديمية الملكية السويدية للعلوم.
ويتراوح قطر النقاط الكمومية، وهي بلورات نانوية شبه موصلة، عادةً من 2 إلى 10 نانومتر.
وفي أمر نادرا ما يحصل، سُربت أسماء الفائزين الثلاثة بالجائزة العريقة صباح الأربعاء بسبب بيان صحافي أرسلته الأكاديمية الملكية السويدية للعلوم، القائمة على هذه المكافآت، عن طريق الخطأ إلى وسائل إعلامية سويدية.
وقال الأمين العام للأكاديمية هانس إيليغرين خلال مؤتمر صحافي، تعليقا على التسريب، "إنه أمر مؤسف جدا بطبيعة الحال، ونشعر بعميق الأسف حيال ما حصل"، لكنه أكد أن "المهم أن ذلك لم يؤثر بشيء على توزيع الجوائز".
ووفق راديو "مزاييك" التونسي فإن منجي باوندي هو عالم كيميائي أميركي من أصل تونسي تخرج من جامعة "هارفارد"، ودرس الديناميكا الحرارية والحركية في معهد "ماساتشوسيتش" للتكنولوجيا بكامبريدج.
وأضاف أن أبحاث باوندي تركزت بشكل حصري على الدراسة الطيفية للنقاط الكمومية.
وباوندي من مواليد ذار/ مارس 1961 في باريس، وأمضى طفولته بين تونس وفرنسا، ثم استقر في الولايات المتحدة، وهو نجل عالم الرياضيات التونسي، محمد صالح باوندي.
وأكمل باوندي تعليمه في الولايات المتحدة، وحصل على الماجستير في الكيمياء من جامعة "هارفارد" سنة 1983، ثم الدكتوراه في الكيمياء من جامعة شيكاغو سنة 1988.
وتميز باوندي ببحوثه العلمية في مجال الكيمياء، ونال عضوية الأكاديمية الأميركية للعلوم، وحصل سنة 2006 على جائزة "ارناست أورلندو لورنس" الأميركية، وسبق أن أدرج اسمه ضمن قائمة المرشحين لنيل جائزة نوبل للكيمياء سنة 2020.
ماذا قال باوندي عقب الفوز بالجائزة؟
وباوندي (62 عاما)، وهو أستاذ في معهد "ماساتشوستس" للتكنولوجيا، فقد كوفئ على "ابتكاره طريقة تركيبية تجعل النقاط الكمومية قابلة للاستخدام على نطاق واسع للغاية"، بحسب لينكه.
وأوضح منجي الباوندي إثر الاتصال به بعد إعلان الفوز، أنه "مصدوم" و"متشرف" لفوزه بالجائزة، مشيرا إلى أنه لم يطّلع على التسريبات بشأن اختياره قبل الإعلان الرسمي.
وقال الباوندي في تصريحات عبر الهاتف خلال المؤتمر الصحافي: "لم أكن أعلم (بالتسريبات)، لقد أيقظتني الأكاديمية السويدية من نوم عميق"، لافتا إلى أنه لم يكن يتوقع هذا الاتصال.
وفي العام الماضي، مُنحت جائزة نوبل الكيمياء إلى الدنماركي مورتن ميلدال والأميركية كارولين بيرتوتزي ومواطنها باري شاربلس، لابتكارهم مجالين جديدين في الكيمياء المعاصرة هما "الكيمياء النقرية والكيمياء الحيوية المتعامدة"، المستخدمين بشكل خاص لتطوير علاجات صيدلانية أفضل، بما في ذلك علاجات السرطان.
وكما الحال مع جوائز نوبل الأخرى، تعرضت جائزة الكيمياء لانتقادات بسبب افتقارها إلى التنوع والمساواة. ومنذ عام 1901، فازت ثماني نساء فقط بالجائزة، من بين 114 فائزاً في المجموع.
وسيتقاسم الثلاثي مكافأة مالية تبلغ 11 مليون كرونة سويدية (حوالي مليون دولار)، وسيتسلمون الجائزة من الملك كارل السادس عشر غوستاف في حفل يقام في ستوكهولم في 10 كانون الأول/ ديسمبر، في يوم ذكرى وفاة العالم ألفريد نوبل الذي أنشأ الجوائز من خلال وصيته الأخيرة في أواخر القرن التاسع عشر.
اقرأ/ي أيضًا | فوز العلماء باوندي وبروس وإكيموف بجائزة نوبل في الكيمياء
التعليقات