مهرجان دار نابل التونسية... عاصمة الفلفل والهريسة

يغلق الشارع الرئيسي للمدينة، ويتوقف المترجلون على يمينه ويساره، لتمر عربات تقليدية اتخذت من الفلفل الأحمر زينة، قبل أن تبدأ الفرقة الموسيقيّة النحاسية العزف؛ معلنة شارة بدء احتفالات ينتظرها سكان مدينة نابل بالشرق التونسي سنويًا.

مهرجان دار نابل التونسية... عاصمة الفلفل والهريسة

(الأناضول)

يغلق الشارع الرئيسي للمدينة، ويتوقف المترجلون على يمينه ويساره، لتمر عربات تقليدية اتخذت من الفلفل الأحمر زينة، قبل أن تبدأ الفرقة الموسيقيّة النحاسية العزف؛ معلنة شارة بدء احتفالات ينتظرها سكان مدينة نابل بالشرق التونسي سنويًا.

ويشارك في الفعاليات التي تجوب وسط المدينة، رؤساء المطابخ بأزيائهم البيضاء المميزة من مختلف الدول المشاركة، وفرقٌ موسيقية لإضفاء حركة على المدينة التي تعاني من غياب السياح كغيرها من مدن تونس السياحية.

وعلى امتداد 3 أيام (من 6 - 9 تشرين أول/أكتوبر الجاري)، تعيش نابل على وقع الدورة الثانية لمهرجان 'الهريسة والفلفل'، الذّي اتخذ شعارًا هذا العام 'نابل عاصمة للهريسة'، بمشاركة عدد من دول العالم، بينها كرواتيا والمجر وكوريا الشمالية.

و'الهريسة' أكلة تونسية يتم إعدادها من خلال تجفيف الفلفل الأحمر الحار تحت أشعة الشمس الحارقة خلال شهري تموز/يوليو، وآب/أغسطس، ويضاف إليه الثوم وبعض التوابل، ويتم رحي جميع المكونات في آلة مخصصة لذلك.

ويشتهر سكان الوطن القبلي (مدن ولاية نابل)، بإعداد الهريسة واستعمال الفلفل في جميع أغذيتهم ومأكولاتهم، ويتم تخزينها، وتعرف لدى عامة التونسيين بـ'العولة' (المؤونة) بعد أن يتم غسله وتجفيفه.

شهيدة بوفايد، إحدى الحرفيات المشاركات في المهرجان، تقول 'عرفت مدينتنا منذ القدم بإنتاج الفلفل، ما يسمح لسكانها بإعداد أنواع مختلفة من الهريسة، ثم يتم ترويجها في الأسواق المحلية'.

وتضيف 'هناك أنواع مختلفة من الهريسة، من بينها الهريسة العربي والسلطة المشوية (يتم شواء الفلفل الأخضر والبصل ثم يتم طحنها مع إضافة الثوم وبعض التوابل الأخرى)، ويتم إعدادها وفق الطلب في السوق'.

وتابعت 'كميات الإنتاج تتضاعف خلال شهور الصيف، نظرًا لتوافد عشرات الآلاف من السياح والأجانب على المدينة، وخاصة حاملي الجنسية الجزائرية، الذين يشترون الهريسة لاستعمالها في الطبخ'.

ويتجاوز إنتاج تونس للفلفل سنويًا 500 ألف طن، منها ما يزيد عن 300 ألف طن يتم عجنها في المصانع لإعداد مختلف أنواع الهريسة.

وقال عضو جمعية صيانة مدينة نابل، فتحي حسين، التي تشارك في تنظيم المهرجان، إن 'المهرجان يعد حدثًا كبيرًا بالنسبة لسكان المدينة، إذ يمكّنهم من عرض منتجاتهم لضيوف تونس من الداخل والخارج'.

وأضاف حسين أنّ 'المهرجان يقدم حصص طبخ مباشر وتذوّق من طرف رؤساء المطابخ المشاركين في المهرجان، تونسيون وأجانب من كوريا الجنوبية والمجر وكرواتيا'.

وبحسب حسين، سيكون الحاضرون على موعد مع ورشة حيّة لعرض أنواع الفلفل وطرق إعداد الهريسة التقليدية، وورشة ثانية مفتوحة للفن التشكيلي وتوثيق تاريخي للفلفل والهريسة.

وتابع 'المهرجان يهدف إلى التعريف بالموروث الغذائي لسكان المدينة ومنتوجاتها الفلاحية، وخاصة الفلفل بأنواعه المختلفة : شعباني، نابلي، حار..

وتبدأ زراعة الفلفل بتونس في نيسان/أبريل من كل عام، ويشرع الفلاّحون في جني المحاصيل عدة مرات في السنة، أو ما يعرف في تونس باسم البطون، بعد شهر، وأحيانًا شهر ونصف الشهر من زراعته، ويتكرر ذلك حتى نهاية كانون الأول/ديسمبر من كل عام.

اقرأ/ي أيضًا | 'موسيقات' تونس تستضيف فسيفساء موسيقية أندلسية

كما تختلف أسعار الفلفل الأخضر، فهي تتراوح ما بين 1 دينار (0.45 دولار) و2.5 (1.13 دولار)، ويرجع ارتفاع الأسعار نسبيًا إلى قرب نهاية الموسم، ويوجد الفلفل الأحمر في جميع المزارع الموسمية في تونس.

التعليقات