المزرعة: صدمة إثر وفاة الطبيب شادي أصلان خلال عمله بالمشفى

تعيش بلدة المزرعة، حالة من الصدمة، إثر وفاة ابنها، الطبيب شادي أصلان (35 عاما)، الذي توفي أمس الأحد، جرّاء تعرّضه لسكتة قلبية، أُصيب بها خلال وردية عمله التي استمرت لمدة 26 ساعة في مشفى "روتشيلد" في حيفا.

المزرعة: صدمة إثر وفاة الطبيب شادي أصلان خلال عمله بالمشفى

الطبيب المتوفّى، شادي أصلان

تعيش بلدة المزرعة، حالة من الصدمة، إثر وفاة ابنها، الطبيب شادي أصلان (35 عاما)، الذي توفي أمس الأحد، جرّاء تعرّضه لنوبة قلبيّة، أُصيب بها خلال مناوبة عمل استمرت لمدة 26 ساعة في مشفى "روتشيلد" في حيفا.

وتخيّم على البلدة أجواء من الحزن والألم، جرّاء وفاة أصلان الذي ترك وراءه زوجته الحامل بتوأم، والمتوقّع أن تُرزَق بهما خلال الأسبوعين المقبلين.

سنوات من الانتظار

وقالت كريمة أصلان، والدة شادي، خلال حديث لـ"عرب 48": "قضيت سنوات طويلة من الشوق والانتظار حتى عودة شادي إليّ بعد أن انهى تعليمه في ألمانيا".

من اليسار شقيقة ووالدة شادي

وأضافت: "عاد حاملا معه شهادة الامتياز في الطب، ففرحت كثيرا، والآن... اللوعة لفراقه تحرقني، لا أتمنى لأي إنسان أن يعيش ما أعيشه، كيف سأصبر على فراقك يا شادي للأبد؟".

وقالت أصلان: "شادي ابني ترك لي زوجته... الحامل بأبنائه التوأم. أنا أبكي على ابني شادي من ناحية، وأشعر بالخوف على زوجته التي لم نعرف كيف سُنبلغها بأن شادي فارقنا وذهب، فقد أحس قلبها بأن شيئا ما يحدث لشادي في المشفى، فأبلغتني بأنّ القلق على شادي يسيطر عليها، دون أن تعرف السبب، وبدأت تتصل على هاتفه دون ردٍّ منه، حينها أبلغتها أن تهدأ سيتصل شادي فور خروجه من غرفة العمليات، إذ يبدو أنه مشغول، وإذا بابني راضي (شقيق الطبيب المتوفّى) يتصل بي ويبلغني بأنّ شادي تعرض لإصابة إثر سقوطه في المستشفى، وأنه ذاهب إليه وعلينا أن نلحق به. كانت الصدمة كبيرة، وقد اجتمع الأطباء ليُبلغوا زوجته (بنبأ وفاة زوجها)، حرصا على صحتها".

وأضافت أصلان: "خرج شادي من البيت لآخر مرّة، بعد أن اجتمعنا كعائلة، فيما كان يركض ويسرع لكي يجهّز مائدة طعام للعائلة، لم يشكُ من ألم أو تعب، لكنه فارقنا بنوبة قلبية".

خال... صديق وزميل

وقال الطبيب كرم قرش، وهو خال شادي وزميله في العمل، وهو من المزرعة كذلك، إنّ "فقدان شادي بمثابة الفاجعة، فقد عملت معه في غرفة العمليات وأنهيت دوامي، إلا أنه واصل عمله حتى انتهاء مناوبته التي استمرت 26 ساعة، فهو في المرحلة النهائية من التخصُّص بالجراحة العامة".

وأضاف قرش: "أنا طبيب مختص في التخدير والعلاج المكثف، وقد كنت مشاركا وحاضرا في عمليات الإنعاش التي تمّ تقديمها لشادي... ولكن باءت محاولتنا بالفشل، أمام موته".

وتابع: "نحن لا نستطيع تحمُّل فقدان شادي، ولا نفهم كيف حدث الأمر، فقد كنت أنا وشادي زملاء في العمل وهو صديقي رغم صِغَر سِنِّه... واكبت دراسته، ومن ثمّ دعمته في تخصّصه ليتفوّق في المرحلة الأولى، وهو في نهاية المرحلة الثانية من الدراسة للتخصُّص، ومن ثمّ دعمته بالاندماج في العمل، نعم كنا سندا لبعضنا البعض، فهو رفيقي وابن شقيقتي؛ الطبيب الطموح المثابر".

وقال قرّش: "لأمثاله نطمح أن نرى شباب مجتمعنا، فقد كان مضحّيا لأجل محبة الناس الكبيرة عنده، قضى وقته في غرفة العمليات، أحبّ عمله وامتاز به، ليفارقنا وهو في المشفى، رغم أنه لم يشتكِ من مشاكل صحيّة أبدا، ولكن زملاءه أبلغوني بأنه اشتكى من تعب في آخر ساعتين من دوامه في العمل، فذهب ليبدّل ملابسه ويعود للمنزل، لكنه فارق الحياة قبل أن يصل أحضان عائلته، حيث تنتظره زوجة حامل بتوأم، لكنه لن يتمكن من رؤية أطفاله، رغم أنه كان يحضّر لاستقبالهم".

وأضاف قرش أنّ "زوجته (زوجة شادي) التي تعمل ممرضة في المشفى ذاته في ’روتشيلد’، تمكث الآن بمرافقة طبيبتين طيلة الوقت، فلا يوجد أصعب من هذا المصاب، ليس فقط على العائلة، بل على مجتمعنا، شادي هو الشاب الذي نريد لشباب الوطن أن يكونوا مثله، فهو وزملاؤه الذين يتقدمون ويساعدون وينافسون على رفع مكانة مجتمعنا".

كرم قرش، خال شادي وزميله

وذكرت زميلة شادي في منشور عبر موقع "فيسبوك"، أن أصلان توفي "بعد مناوبتين متتاليتين لمدة 26 ساعة (لكل واحدة منهما)، (خلال أيام) الخميس والجمعة (الماضيين)، والسبت و(أمس) الأحد... وكان يُفترض أن يعمل في مناوبة أخرى يومي الإثنين والثلاثاء"، موضحة أن سبب ذلك، يعود إلى ضغط العمل، في ظلّ تغيّب زملاء له في العمل، بسبب تقدّمهم لامتحان المرحلة الأولى من التخصُّص.

كما أفادت بأنّ زملاء لشادي في العمل، نصحوه الأحد، وهو اليوم الذي توفي فيه، بأن يجري فحوصات دم، "لكن كان لديه أشياء أكثر أهمية بكثير ليقوم بها!"، وعلى رأسها إنهاء ما يتطلّب إنهاؤه في ما يخصّ العمل، لصباح اليوم المقبل، "ليعود إلى زوجته الحامل في أسرع وقت ممكن"، في إشارة إلى كثرة المتطلّبات التي تُلقى على عاتق الأطباء خلال مناوباتهم.

التعليقات