مؤتمر "السوار" تحت عنوان "الفكر والنشاط النسوي الإسلامي في سياق فلسطيني: الدين المجتمع والسياسة"

انطلق في دير سيدة جبل الكرمل، ستيلا ماريس، في حيفا، صباح اليوم السبت، مؤتمر "السوار" -وهي مؤسسة نسوية عربية- تحت عنوان "الفكر والنشاط النسوي الإسلامي في السياق الفلسطيني: الدين، المجتمع، والسياسة". 

مؤتمر

من المؤتمر في حيفا، اليوم (عرب 48)

انطلق في دير سيدة جبل الكرمل، ستيلا ماريس، في حيفا، صباح اليوم السبت، مؤتمر "السوار" -وهي مؤسسة نسوية عربية- تحت عنوان "الفكر والنشاط النسوي الإسلامي في السياق الفلسطيني: الدين، المجتمع، والسياسة".

يتخلل المؤتمر محاضرات تقدمها باحثات من الداخل الفلسطيني. افتتحت المؤتمر مديرة جمعية السوار لمياء نعامنة، بالترحيب بالحضور والتعريف بالجمعية. وأدارت الجلسة الأولى عضو الهيئة الإدارية في السوار ديمة كبها، وتتضمن ثلاث مداخلات، بدأتها الباحثة، ميّادة عصفور وهي تدرس مجال الجنوسة والدراسات النسوية بجامعة تل أبيب، في القسم الأول من المؤتمر عن "النضال الشعبي النسوي الإسلامي"، بتقديم محاضرة تحت عنوان: "في راهنيّة قصر الحريم - كنية النّساء الفلسطينيات كساحة نضال سياسيّة نسويّة".


وتليها محاضرة من تقديم الباحثة والناشطة النسوية ومديرة برنامج الدراسات النسوية في مركز "مدى الكرمل"، د. عرين هواري، تحت عنوان "النسوية الإسلامية: الإنتاج المعرفي كممارسة سياسية".

وقدّمت الباحثة د. تغريد يحيى - يونس، أستاذة علم الاجتماع والمحاضرة في دراسات الجندر والدراسات الثقافية في جامعة تل أبيب، في محاضرتها التي حملت عنوان "عود على بدء العمل النِسوي ونقاشات قديمة ومستجدّة"؛ "تعريفًا بالنسوية الإسلامية، وعرضًا للخلفية والسّياق التاريخييْن لنشأتها في مقابل النسوية العلمانية، والمشترك والمختلف بينهما، وذلك على محاور رئيسيّة هي التّسميات، والمرجعيّات، والمنهجيّات، والسّياقات، والتّحدّيات".

وأفردت المحاضرة "مكانًا للنسوية الإسلامية في الداخل الفلسطيني"، وأشارت إلى "حداثتها النسبيّة وعدم توفّر إنتاج معرفيّ صادر عنها لعدّة أسباب ذكرتها، وبيّنت المواقف منها من أربع جهات رئيسية هي المجتمع، والمؤسسة الدينيّة، والدولة، والحركة النسوية في الداخل الفلسطينيّ".

واستضاف المؤتمر محاضرة ضيف د. أميمة أبو بكر وهي باحثة وكاتبة ومترجمة نسوية، تشغل منصب أستاذة للأدب الإنجليزي المقارن في جامعة القاهرة، ونائبة رئيسة مجلس أمناء مؤسسة المرأة والذاكرة، في محاضرة "حول الوعي النسوي ورسالة القرآن المساواتية (عبر تطبيق الزوم)". وأدارت هذه الجلسة مديرة جمعية السوار، لمياء نعامنة.

وعنونت الجمعية الجلسة الثالثة من المؤتمر بـ"تحديات الإسلام في القانون والسياسة"، والتي تديرها شيرين بطشون، وهي محامية وباحثة في مجال القانون والجندر ومختصة في مجال الأحوال الشخصية.

وتقدم المحامية وطالبة الدكتوراه بانة شغري محاضرة، تحت عنوان: "حق النساء في تقلد منصب القضاء الشرعي تحت سقف الدولة اليهودية".

وتقدم الباحثة والمحامية آلاء حاج يحيى، بحثها بعنوان: "من الوعي الكاذب إلى الوعي النسوي الإسلامي في المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان". يُشار إلى أن حاج يحيى هي طالبة دكتوراه في قسم القانون جامعة "ييل" وقسم علم الثقافات والإنسان، في جامعة كامبريدج.

وفي تلخيص برنامج المؤتمر، تدير هذا المحور، مركزة مشروع "التشات" لدعم الناجيات من العنف والاعتداءات الجنسية في جمعية "السوار"، لقاء شرف، الجلسة التلخيصية تحت عنوان، "الفكر كنشاط نسوي". المتحدثون هم؛ لؤي وتد وهو باحث ومترجم، طالب دكتوراه في أدب الأطفال العالمي والفلسطيني في جامعة تل أبيب، وياسمين خطيب وهي أخصائية اتصال، لغة ونطق. عضو هيئة إدارية في جمعية "جسور" لأشخاص مع توحد. وبراء عاصلة وهو مركّز المشروع التربوي في السوار، حاصل على ماجستير في علم النفس من جامعة تل أبيب.

الباحثات: يحيى يونس وهوّاري وعصفور (من اليمين لليسار) "عرب 48"

وتطرقت مديرة جمعية "السوار"، لمياء نعامنة، إلى المبادرة لتنظيم مؤتمر الفكر النسوي الإسلامي في حديث لـ"عرب 48" بالقول إن "المحامية وطالبة الدكتوراه في جامعة بيل الأميركية، ألاء حاج يحيى، بادرت إلى طرح فكرة المؤتمر على طاقم الجمعية، وبدورنا رأينا أهمية تشجيع المبادرة والعمل على تنفيذها دعما للباحثة الفلسطينية المبادرة في جلب أفكار لمواضيع هامة وطرحها ضمن أبحاث ومحاضرات قيمة، ما يتيح إمكانية طرح أسئلة لأبحاث في مجال الفكر النسوي الإسلامي، كذلك تحفز المحاضرات للبحث والاجتهاد لقراءة تفسيرات القرآن وتفسيرات الفكر النسوي الإسلامي".

وأضافت أن "المحاضرة د. أميمة أبو بكر من مصر أضاءت عدة جوانب من خلال محاضرتها عن العمل والاجتهادات في العالم الإسلامي بشكل عام، التقاطع بين النسوية والدين الإسلامي بشكل خاص، ما نتج من وراء هذه المحاضرة أسئلة عديدة لتطوير أفكار لأبحاث جديدة قد يجريها عدد من المشاركين في المؤتمر".

وقال مركز المشروع التربوي في جمعية "السوار" وأحد المنظمين للمؤتمر، براء عاصلة، لـ"عرب 48" إنه "انطلاقا من أنه يتم غالبا فصل الفكر النسوي عموما عن الفكر النسوي الإسلامي، رأينا بأنه من المهم عدم قبول هذه التفرقة، فالفكر النسوي الإسلامي ليس بفكر معزول، بل هو قسم من الحياة التي نمارسها بشكل يومي في فلسطين والعالم العربي خصوصًا، إذ أنه عندما نتحدث عن نشكر الفكر النسوي فإنه لا يمكن أن نعزله عن الفكر النسوي الإسلامي، كذلك ارتأينا خلال المؤتمر الحديث عن الفكر الإسلامي النسوي من خلال الباحثات المحاضرات اللواتي اجتهدن سنوات طيلة في المجالات النسوية الإسلامية، إيمانا لتطوير هذا الحوار ذلك لأنه هناك الكثير من النقاط والأسئلة التي يمكن بحثها في هذا السياق".

(عرب 48)

وذكرت ميادة عصفور في مداخلة لها، أن "هناك آراء متنوعة ومضادة بشأن استخدام مصطلح ’الحرم’ أو ’الحريم’ كدلالة عن النساء، عن المعسكر الداعم لاستخدام هذا المصطلح في سياق النساء جاء أن استخدام هذا اللفظ ’أمر جائز وذو معنى جليل يستحسنه أصحاب النفوس الكريمة’".

وتابعت "من جهة أخرى، المعسكر المضاد يعتبر مصطلح ’حريم’ لفظا دخيلا على ثقافتنا العربية، ويستحسن أن نعود إلى الألفاظ الأصلية الواردة في القرآن الكريم والسنة النبوية وفي شعرنا العربي، فهي امرأة وهن نساء، بالإضافة مثلما ذكر سابقا، للفظ الحريم والحرم هناك أصول تاريخية عميقة في الأدب والتاريخ العربي والإسلامي (وحديثا في الأعمال السينمائية التركية بالأساس) والتي بدورها تشكل دلالات إيحائية تتعلق بهذه الأصول، الصورة الموصوفة لقصر الحرملك غير النساء غفير النساء والجواري والعذراوات والعلمان، والتي قد تكون ذات اشتقاقات استشراقية في تصوير الشرق الأنثوي الخصيب والخارج عن حدود المنظومة الأخلاقية المحلية، هي صورة لا بد من أن تكون جزءًا من المناخ الإيحائي للفظ حرم المعاص".

وقالت د. عرين هواري في محاضرتها، إنه "يهمني الإشارة إلى أنني أقرأ في دراستي حول النسويات والإسلاميات داخل الخط الأخطر: الفكر والممارسة كجزء من النساء في السياق العربي والإسلامي في الشرق الأوسط، فنحن نشارك النساء تاريخها الإسلامي، ثم عاشت الاستعمار الصهيوني الرسمي منذ العام 1948، وتحولن بعد النكبة إلى مواطنات ولأقلية وطن، في البحث أشير إلى خصوصية الحالة الفلسطينية في مناطق الـ48 سواء ناشطات الحركة الإسلامية أو النسويات الإسلاميات العلمانيات في مقاربتهن للدين، مقارنة بالنساء في الشرق الأوسط".

وختمت حديثها بالقول إن "النسوية الإسلامية تطالب بالعدل والمساواة الجندرية، بالمجتمع والدولة والأسرة، انطلاقا من أن المساواة هي جوهر الإسلام، ويناقشن أو ينتقدن أو يناهضن الصيغ المهيمنة للإسلام سواء كانت للحركات الإسلامية أو للتراث الإسلامي المهيمن، ما تقوم به أساسا القرارات البديلة التأوين المخالفة للنصوص، أولا الاجتهاد من أجل العدالة الجندرية في الإسلام ليس حديثا وإنما تطور كثيرا في هذه السنوات، لكن ممكن الإحالة لكتاب نظيرة زين الدين مثلا ’الحجاب والسفور’ أو عائلة التيمورية من القرن التاسع عشر".

التعليقات