أوكرانيا تُجبر الطلاب على إجراء الامتحانات النهائية على أرضها رغم الحرب والأخطار

قال طالب من أراضي 48 إن "الطلاب من عرب الداخل يحاولون الاتصال مع السفارة الإسرائيلية في كييف، من أجل الضغط على وزارة الصحة الأوكرانية لدفعها من أجل تقديم الامتحان في دولة آمنة أو إلغائه".

أوكرانيا تُجبر الطلاب على إجراء الامتحانات النهائية على أرضها رغم الحرب والأخطار

صورة لطلاب الجامعات يغادرون أوكرانيا بسبب سوء الأوضاع الأمنية

طالب المئات من الطلاب العرب من أراضي 48، الذين يدرسون في الجامعات الأوكرانية، بإلغاء امتحانات التأهيل الشتوية والصيفية، إذ يتعذر على غالبية الطلاب من مختلف أنحاء العالم السفر إلى أوكرانيا لإجراء الامتحان بسبب الحرب غزو روسيا لأوكرانيا والحرب الدائرة فيها منذ نحو عام.

واقترح الطلاب العرب على وزارة الصحة الأوكرانية التي تصر على إجراء الامتحان على أرضها، بأن يتقدموا للامتحان النهائي المعروف باسم (Krok 2) "كروك 2" في دولة آمنة بحيث يسمح لمعظم الطلاب الجامعيين الذين درسوا في أوكرانيا قبل نشوب الحرب ضمان حقهم أو إلغائه.

وقال الطالب (ف. ج) الذي فضل عدم ذكر اسمه، لـ"عرب 48" إن "الطلاب من عرب الداخل يحاولون الاتصال مع السفارة الإسرائيلية في كييف، من أجل الضغط على وزارة الصحة الأوكرانية لدفعها من أجل تقديم الامتحان في دولة آمنة أو إلغائه كما حصل في العام الماضي".

وفي السياق، كانت وزارة الصحة الأوكرانية قد أعلنت السنة الماضية عن إلغاء الامتحان المذكور "كروك 2" بسبب الأوضاع الأمنية.

وقال طالب من منطقة النقب يدرس موضوع الطب، في السنة السادسة والأخيرة في جامعة غربي أوكرانيا القريبة من الحدود مع بولندا، لـ"عرب 48" إنه تلقى رسالة حول موعد الامتحان ضمن دفعة الشتاء في الرابع عشر من آذار/ مارس المقبل في مدينة غير معلن عنها حتى الآن وربما تكون العاصمة كييف، التي تبعد عن المدينة التي يتعلم ويسكن فيها حوالي خمس ساعات من السفر.

وقال الطالب (ف. ج) إنه الوحيد من طلاب أراضي 48 الذي ما زال متواجدا في تلك المدينة، وأنه قلق من عدم توفر الأمن والأمان، وحظر التجول في ساعات المساء، وانقطاع التيار الكهربائي لساعات طويلة، مشيرا إلى أنه لا يمكن إجراء امتحان لمدة أربع ساعات متواصلة دون أن تشهد مدن أوكرانية قصفا أو سماع دوي صفارات الإنذار أو انقطاع للتيار الكهربائي، ولذلك فإن تعنُّت وزارة الصحة الأوكرانية وإصرارها على إجراء الامتحانات النهائية في مدنها أمر غير مبرر، إذ أنّ غالبية طلاب الدفعة الأجانب خارج أوكرانيا، وقسم كبير من الطلاب يدرس ضمن برنامج الـ"mobilitiy" في دولة أخرى.

وكان طلاب الجامعات الأوكرانية الذين لم يوفر لهم الحق بإجراء الامتحانات في بيئة آمنة لإجراء الاختبار في مدن أوكرانيا، قد أصدروا بيانا جاء فيه "إن وزارة الصحة الأوكرانية قد أعلنت عن مواعيد اجراء الامتحانات النهائية لتأهيل الطلاب المتخصصين لمزاولة المهنة Krok 2 وهو جزء من امتحان التخرج ويعقد خلال العام الأخير من الدراسة. يجب التأكيد على أن اختبار Krok 2 ليس الاختبار الوحيد، ولكنه أحد الاختبارات العديدة التي يتعين على طلاب الطب في السنة النهائية تقديمها".

وأضاف الطلاب في البيان "فكرة إجراء الامتحان خارج أوكرانيا غير واضحة من ناحية الكيفيّة والتوقيت ومن المتوقع أن يطول موضوع ترتيب الامتحان خارج أوكرانيا إلى شهور، وهكذا من الممكن أن ينعكس سلبيا على الطلاب في التحضير لامتحانات مزاولة المهنة بعد عودتهم الى بلدانهم".

وجاء في بيان الطلاب الذي أرسلت نسخا عنه إلى 50 سفارة في العالم بضمنها السفارة الإسرائيلية، في كييف، أن "دفعة شتاء/ ربيع 2023 هي الأولى من نوعها حيث بدأت دراستنا في يناير/ فبراير 2017. تتكون مجموعة الشتاء/ الربيع من طلاب دوليين من أكثر من خمسين دولة، ولغة التدريس لدينا هي الإنجليزية. في العام الماضي، تم إجراء جميع أشكال الامتحانات ذات الصلة المتعلقة بالعملية التعليمية مثل الامتحانات المدرسية وامتحانات الدولة وOSCE السريرية، عن بُعد من قبل مختلف الجامعات مع إلغاء امتحان Krok 2. وكان هذا وفقًا لتوجيه من الوزارة الصحة وفقًا لمرسوم رئيس أوكرانيا بتاريخ 24 فبراير 2022 رقم 64/2022. لا يزال الوضع المؤسف (الغزو الروسي) الذي استدعى الإلغاء ساريًا".

وذكر أيضا أنه "لا يمكن ضمان أمن الطلاب الدوليين من قبل أي من المؤسسات المعنية. لا وزارة الصحة ولا مجلس الفحص. لقد طُلب منا حتى التوقيع على إعلان يعفي مجلس الاختبار من أية التزامات. يجب على الخريج قبول وتحمل جميع المخاطر التي ينطوي عليها السفر إلى أوكرانيا".

ونوه البيان بأن "وزارة الصحة ومجلس الاختبارات في أوكرانيا يدركان ما يلي:

أولا: نصحت حكومات مختلفة مواطنيها بعدم السفر إلى أوكرانيا بسبب الحرب المستمرة.

ثانيًا: لا يوجد تأمين يعمل حاليًا في أوكرانيا

ثالثا: لا توجد رحلة طيران مباشرة إلى أوكرانيا، لذلك سيحتاج معظم الخريجين (من دول خارج الاتحاد الأوروبي) إلى تأشيرة عبور، والتي سيكون من الصعب أو المستحيل الحصول عليها في غضون ثلاثة أسابيع للعديد من الطلاب الدوليين.

رابعا: أدت الحرب إلى نزوح العديد من الأوكرانيين وكذلك الطلاب الدوليين. وتم تسجيل بعض زملائنا كلاجئين في بعض دول الاتحاد الأوروبي، كما أن ترك هذه البلدان دون ضمانات مناسبة من قبل الحكومة الأوكرانية يعد أمرًا محفوفًا بالمخاطر".

ووصف بيان طلاب الجامعات الأوكرانية، العرب والأجانب، أن "إصرار وزارة الصحة الأوكرانية على إجراء الامتحان على أراضيها وربما في العاصمة كييف، بأنه تصرف غير إنساني على أقل تقدير".

وناشد طلاب أراضي 48 النواب العرب وكل من يملك سلطة التأثير على السفارة الإسرائيلية ووزارة الصحة الأوكرانية بـ"ألا يتوانى في تقديم المساعدة للطلاب بعد أن تلقوا جوابا من السفارة الإسرائيلية في كييف ينص على ان السفارة الإسرائيلية في أوكرانيا مغلقة الآن لأسباب أمنية حتى إشعار آخر".

التعليقات