الناصرة: المركز العربي للتخطيط البديل يعقد مؤتمرا على شرف ذكرى يوم الأرض

شدّد د. سويد على أهمية الحراك الشعبي والجماهيري مستفيدا من نموذج الحراك ضد خطة إضعاف القضاء، وقال إن "من أوقف الخطة هو الحراك الجماهيري دون الاعتماد على الكنيست"، داعيا إلى عقد مؤتمر واسع للجماهير العربية

الناصرة: المركز العربي للتخطيط البديل يعقد مؤتمرا على شرف ذكرى يوم الأرض

جانب من المؤتمر (عرب 48)

عقد المركز العربي للتخطيط البديل اليوم، الأربعاء، مؤتمره السنوي الـ22 في فندق "رمادا" بالناصرة، الذي جاء بالتزامن مع الذكرى الـ47 ليوم الأرض الخالد، وذلك بحضور عدد من رؤساء السلطات المحلية العربية والمسؤولين في لجان التخطيط وممثلين عن المؤسسات والجمعيات المختلفة.

واستهل مدير المركز العربي للتخطيط البديل، د. سامر سويد، الحديث بالمؤتمر متطرقا إلى المركز الذي توسع ليصبح واحدا من أهم المؤسسات الوطنية الفاعلة ويعمل فيه اليوم أكثر من 30 موظفا مهنيا ليس فقط في قضايا الأرض والمسكن وإنما كل ما يخص التنظيم المجتمعي.

وشدد على أهمية انعقاد المؤتمر للسنة الثانية عشر على التوالي في التواصل مع الجماهير ومناقشة أهم قضاياها التي تتعلق بالأرض والمسكن. وعرج د. سويد على مناسبة يوم الأرض بالقول إنه "شكّل علامة فارقة ومفصلية في تاريخ شعبنا وسطّر بدماء الشهداء تجربة تعلّم منها شعوب الأرض"، مؤكدا أن هذا ما لمسه من خلال زيارتيه الأخيرتين إلى بلفاست في إيرلندا وكيب تاون في جنوب إفريقيا.

د. حنا سويد

ووجه د. سويد انتقادا إلى القيادات العربية موجها كلامه إلى رئيس لجنة المتابعة، محمد بركة، الذي شارك في المؤتمر، مشيرا إلى أن "البلاد تمر اليوم في أزمة غير مسبوقة ونحن العرب لا نجد طاولة نجلس عليها لنتخذ قرارا موحدا حول إلى أين نحن ذاهبون، وأين نحن من هذه الاحتجاجات؟ حان الوقت لأن نترفع عن الحزبية وألا يضع الواحد منا ’فيتو’ على الآخر، فالنضال لا يمكن أن ينجح في هبّة هنا وهبّة هناك، بل يجب وضع إستراتيجية واضحة للنضال".

وأشاد بركة بالعمل المبني على أسس مهنية كان المجتمع العربي يفتقر إليها في الماضي، وقال إن "عمل الطواقم المهنية هو إضافة نوعية للعمل السياسي الكفاحي".

محمد بركة

وأضاف أن "إسرائيل اعتمدت منذ إقامتها مبدأ الاستيلاء على الأرض وتغريب الإنسان عن وطنه أو عن انتمائه، واليوم لم نعد نتحدث عن مصادرة أراضي لأنه لم يعد هناك أراض تصادر سواء في الجليل أو في النقب، لذلك فإننا انتقلنا للحديث عن توسيع المسطحات ومناطق النفوذ، في سياسة تهدف إلى إخضاع وتركيع العرب ويجيء انعقاد هذا المؤتمر للرد على هذه السياسة وتجيء مظاهرة يوم غد في سخنين بمناسبة ذكرى يوم الأرض لنفس الهدف لذلك أدعو الجميع للمشاركة والتعبير عن موقف وليس لمجرد زيادة العدد".

وانتقد بركة سياسة حكومة نتنياهو الرامية إلى تقوية العنصريين وإقامة ميليشيات مسلحة تعمل في إطار رسمي، يقودها إرهابي منفلت وعناصرها هم من أطلقوا النار على الشهيد موسى حسونة اللد، خلال هبة الكرامة وبقوا طلقاء حتى اليوم.

وعن خطة إضعاف القضاء، قال بركة إن "النظام القائم لم ينصفنا وقد صادر أرضنا وساهم في التضييق علينا وعمل على تهجيرنا، وبالنسبة لنا المحكمة العليا ليست مرجعا للعدالة، ولكن رغم ذلك نحن لسنا محايدين إزاء ’خطة الإصلاحات’ الخطيرة جدا والتي سنكون نحن ضحاياها". وأكد بركة على ضرورة الوحدة والعمل المشترك والترفع عن كل شيء من أجل المصلحة العامة.

وذكر رئيس اللجنة القطرية لرؤساء السلطات المحلية العربية، مضر يونس، أن "سياسة الحكومة لم تتغير منذ أحداث يوم الأرض قبل 47 عاما، وهي تمارس ذات سياسة التضييق، لذلك فإن القضية غير محصورة في الميزانيات وإنما في العقلية وفي التفكير. سيما وأن التضييق لا يقتصر على البناء وإنما على المساحات الزراعية أيضا وسياسة البناء متعددة الطبقات التي تهدف إلى مزيد من التضييق والمحاصرة والاستيلاء على الأرض".

مضر يونس

وأضاف "نريد أن نضع السياسات من خلال العمل المهني الذي يضمن بقاءنا على الأرض، ويقوي بلداتنا ومناطقنا الصناعية والارتقاء بنا إلى فوق خط الفقر، فلدينا الإمكانيات ولدينا الكفاءات".

وشارك في الجلسة المركزية للمؤتمر النائبين السابقين د. حنا سويد وأسامة سعدي، ورئيس اللجنة الشعبية للدفاع عن الأرض والمسكن في وادي عارة، أحمد ملحم، ورئيس اللجنة المعروفية للدفاع عن الأرض والمسكن، فهمي حلبي.

واستعرض سويد شروط ومطالب الأحزاب اليمينية المتطرفة للدخول إلى الائتلاف الحكومي، وخاصة حزبي "الصهيونية الدينية" و"عوتسما يهوديت"، مؤكدا أن "معظم مطالب بن غفير وسموتريتش تتعلق بقضايا الأراضي والتخطيط، وخصوصا في منطقتي الجليل والنقب وإقامة لجان خاصة تعنى بتهويد هاتين المنطقتين، وبالتالي السماح بإقامة 14 مستوطنة جديدة في النقب وفي الجليل كمستوطنة ’رمات أربيل’ قرب عيلبون، والسيطرة على لجان التنظيم والبناء من خلال إدخال مندوبين عن الحزبين المتطرفين لهذه اللجان".

كما توسيع صلاحيات بن غفير ونقل وحدات تطبيق القانون الخاصة بالتنظيم والبناء إلى وزارته، وإلغاء نظام "المختار" في القدس الشرقية لإثبات ملكية الأراضي للعرب؛ حسبما قال سويد الذي أكد أن المعركة القادمة ستكون على النقب.

وشدّد على أهمية الحراك الشعبي والجماهيري مستفيدا من نموذج الحراك ضد خطة إضعاف القضاء، وقال إن "من أوقف الخطة هو الحراك الجماهيري دون الاعتماد على الكنيست"، داعيا إلى عقد مؤتمر واسع للجماهير العربية على غرار المؤتمر الذي عقد في العام 1980 واضطر في حينه رئيس الحكومة الأسبق، مناحيم بيغين، إلى إلغائه بسبب الزخم الذي حظي به هذا المؤتمر.

وتحدث النائب السابق، أسامة السعدي، عن التحديات الخطيرة التي يواجهها المواطنون العرب في ظل فضح الديمقراطية الإسرائيلية المزعومة التي انكشف وجهها الحقيقي بأنها ديمقراطية لليهود ويهودية في تعاملها مع مواطنيها العرب، وشبّه ذكرى يوم الأرض اليوم بالذكرى الأولى لهذه المناسبة حيث يواجه العرب اليوم خطرا وجوديا حقيقيا.

أسامة السعدي

من جانبه، تحدث أحمد ملحم عن قانون "كامينتس" وأثره على البناء في منطقة وادي عارة، وقال إننا "لم نعد نسمع كثيرا عن عمليات هدم في منطقة وادي عارة، مع أن عمليات الهدم موجودة ولم تتوقف لكن 60% منها عمليات هدم ذاتية يقوم من خلالها صاحب المبنى بهدم لتفادي تكاليف الهدم الذي تنفذه جرافات سلطات التنظيم".

وتطرق فهمي حلبي إلى النضالات العديدة التي خاضها وحققت نتائج جدا في منطقة الكرمل، مؤكدا أن الدور الأهم في هذه النضالات يجب أن تتبناه اللجان الشعبية وليس السلطة المحلية التي يقتصر دورها على التنظيم والتخطيط وتحصيل الميزانيات.

فهمي حلبي

وتواصلت جلسات المؤتمر حتى ساعة الإفطار بمشاركة خبراء تحدثوا عن التخطيط المعماري في المدن العربية الفلسطينية في البلاد، ومنصة حوارية شارك فيها مهندسين ورؤساء سلطات محلية ونقاش مع الجمهور.

التعليقات