إطلاق "الحراك المهلاوي" عقب مقتل الشاب مهند شلبي... "الخطر محدق بنا"

يهدف الحراك إلى "تحقيق الأمن والأمان، ولو كانت السلطة المحلية تعمل كل ما بوسعها لتحقيق هذه الغاية لما كان هنالك حاجة للحراك المهلاوي، لكننا نرى بأن هنالك ما يمكن فعله لزيادة الشعور بالأمن والأمان".

إطلاق 

جانب من وقفة احتجاجية للحراك المهلاوي، ضد الجريمة

عُقد في عين ماهل، الجمعة الماضي، اجتماع تأسيسي لمشروع "الحراك المهلاوي" بمبنى المركز الجماهيري، وبحضور مجموعة من أهالي القرية. وقال الناشطون القائمون على المشروع، إن "حماسة الشباب التقت في الاجتماع مع حكمة الشيوخ وخبرة المهنيين من أجل هدف واحد ألا وهو الأمن والأمان لمواطني القرية".

وقالت الناشطة شيرين أبو ليل لـ"عرب 48"، إن الحراك انطلق في أعقاب صدمة تعرض لها أهالي البلدة بمقتل الشاب المرحوم مهند شلبي، بعد سنوات طويلة لم تشهد فيها القرية جريمة قتل، مضيفة أنه "حين وقعت الجريمة استنتجنا بأنه آن الأوان للتحرك، وبخاصة مع وجود مظاهر عنف غير عادية، ولم تعهدها بلدتنا من قبل، وهنالك حالة من الخوف سادت أجواء البلدة بعد هذه الحوادث المتكررة، وهو ما دفع مجموعة من الشبان إلى التحرك لتشكيل هذا الحراك".

وأضافت: "بدأنا نستجمع أفكارنا، بحيث نؤسس لحراك يجمع نشطاء من كل الفئات وكل الأطياف وكل الأجيال، بالإضافة إلى انضمام كل المؤسسات بحيث لا نستثني أحدا، ونحن نريد تعاونا مع الجميع، لنضمن حل مشكلة الأمن والأمان أولا، ومن ثم ربما ننتقل إلى العمل في ميادين أخرى".

الناشطة شيرين أبو ليل

وتابعت: "بدأنا بوضع الاقتراحات التي ستتحول إلى خطط عمل، فلا يعقل أن يدخل غرباء إلى البلدة وفي وضح النهار، ويطلقوا النار، ويفعلوا ما يحلو لهم... هذا استهتار بنا جميعا".

وأضافت أبو ليل: "إن مظاهر مثل تفشي التعامل بالسوق السوداء، أصبحت منتشرة على نطاق واسع، ونخشى أن تكون جريمة القتل الثانية هي مسألة وقت ليس إلا، نسأل الله أن لا تحدث، لكننا نرى الخطر محدقا بنا، وهنالك حوادث إطلاق نار وتهديد تتكرر بوتيرة مرتين في الأسبوع تقريبا، وهنالك عمليات تجارة بالمخدرات جعلتنا نشعر بنوع من الفلتان الأمني".

وحول تعاون الحراك في البلدة، مع السلطة المحلية في القرية، قالت أبو ليل: "نحن وجهنا الدعوة لكل المؤسسات في البلدة، وأيضا للشيوخ الأئمة ومدراء المدارس، وشارك في الاجتماع أكثر من 150 ناشطا على مستوى القرية، ونحن نريد أكثر من ذلك من أجل الانطلاق".

وعلى المستوى التوعوي، ذكرت أبو ليل، أنه "تم توزيع استمارة على النشطاء، تضمنت مساهمات كل حسب اختصاصه، ليقوم كل شخص مهني في مجال الحقوق وعلم الاجتماع وعلم النفس وغيرها، بالمساهمة وتقديم محاضرات توعية للشباب والأهالي حول سبل مكافحة ظواهر انجرار الشباب وراء الإغراءات المالية والربح السريع، وبالمقابل خلق أطر وبرامج ثقافية وتعليمية ورياضية، تستوعب جيل الشباب وتشغلهم عن التوجهات السلبية، واستبدالها بروح العطاء للمجتمع، وانتقال ’عدوى’ العطاء إلى كل الشباب والفتيات؛ هذا هو السبيل الوحيد للقضاء على العنف".

بدوره، قال الناشط في الحراك المهلاوي، د. محمد خطيب، لـ"عرب 48"، إن "فكرة الحراك ولدت بشكل عفوي وتلقائي من قبل بعض من الشباب والشابات في البلدة، وذلك في أعقاب جريمة القتل التي راح ضحيتها الشهيد مهند، وحوادث إطلاق النار المتكررة ليس فقط في عين ماهل، وإنما في المجتمع العربي عامة، والإزعاج الليلي الذي بات يقضّ مضاجع أهل البلدة، سواء من إطلاق النار أو من صافرات سيارات الشرطة، التي تتواجد باستمرار في القرية منذ تلك الجريمة".

وأضاف خطيب: "نحن نريده حراكا مهلاويا، وليس حراكا شبابيا فقط، ونريد للجميع أن يأخذوا دورا فيه. نحن لم نضع دستورا للحراك حتى اللحظة، وإنما عُقدت عدة اجتماعات، وعدة لقاءات من أجل تجميع كل أجزاء الصورة وبناء السلم الهرمي، وفحص مدى قدرة كل ناشط على أخذ دور فعال في الحراك، وباب الانتساب مفتوح للعمل والتطوع، ولا نستبعد فكرة التحوّل مستقبلا إلى تأسيس جمعية قانونية بمرافقة محام، ومدقق حسابات ومستشار تنظيمي، لاستثمار الجهود وتحقيق الأمن والأمان، لنكون نموذجا يحتذى به لسائر القرى والبلدات العربية، المنكوبة بالعنف والجريمة".

د. محمد خطيب

وذكر خطيب أن جريمة قتل الشاب مهند شلبي، "كشفت عن وجود خلل أمني في القرية، وقد يتعرّض أي شخص لإطلاق النار وهو لا يدري ما السبب، فمهند كان السبب والنتيجة لسلسلة من اختراق الأجواء الآمنة التي كانت تمتاز بها القرية، واليوم يعيش أهالي البلدة حالة من الخوف والحذر في ظل تواجد مكثف لدوريات الشرطة على مدار الساعة، وطيلة أيام الأسبوع، وإن كان هذا التواجد المكثف يقلل من حوادث العنف وإطلاق النار، إلا أنه في الوقت ذاته يبعث على القلق".

وردا على سؤال حول ما إذا كانت هنالك أهداف غير معلنة للحراك وانخراطه في العمل السياسي، وبخاصة أن تشكيله يأتي قبل موعد الانتخابات للسلطات المحلية بستة أشهر، قال خطيب، إنه "لا توجد أهداف غير معلنة، وإن الحراك هدفه الواحد والوحيد في الفترة الراهنة هو تحقيق الأمن والأمان، ولو كانت السلطة المحلية تعمل كل ما بوسعها لتحقيق هذه الغاية لما كان هنالك حاجة للحراك المهلاوي، لكننا نرى بأن هنالك ما يمكن فعله لزيادة الشعور بالأمن والأمان، وهنالك العديد من الاقتراحات التي لا مجال لذكرها الآن، لكن من بينها وضع بوابة آلية متحركة على مدخل القرية كما هو الحال في المستوطنات اليهودية، وبخاصة أن ما يميز بلدة عين ماهل هو أن لها مدخلا ومنفذا واحدا، وليس كسائر المدن والبلدات العربية، متعددة المنافذ والمداخل".

وخلال الاجتماع التأسيسي للحراك المهلاوي، تم عرض فيلم قصير استعرض مواقف لأشخاص من جميع الفئات العمرية والعائلية المهلاوية، حيث أجمع المتحدثون على أهمية المشروع، ومساندتهم وتشجيعهم لفكرة الحراك.

وقدّمت مداخلات من ممثلي الحراك المهلاوي النشطاء الاجتماعيين المهندس جمال أبو ليل، ومصطفى حبيب الله وشيرين أبو ليل، الذين تحدثوا من خلالها عن الفكرة، والتأسيس، والرؤيا والأهداف لهذا الحراك. وقالوا إنها خطوة مليئة بالإرادة والتصميم على تحسين الوضع في ما يتعلّق بالأمن والأمان الشخصي والعام.

وأصدر الحراك المهلاوي بيانا عقب الاجتماع التأسيسي، جاء فيه أنه "من باب المسؤولية المجتمعية الملقاة على عاتقنا، والتمسُّك بالأمل الذي يعطينا العزيمة، يجب أن نتحرك ونتوحّد جميعًا، بدل من أن ننتظر دورنا في أن نكون ضحايا لهذه الظواهر المتفشية بالمجتمع، فالوحدة بين أفراد المجتمع المهلاوي الواحد، لا تفرقه عائلية ولا مصالح شخصية ولا آراء سياسية، هو ما جمع هذا الحراك، وأن نعيد توجيه البوصلة إلى المسار الصحيح. الأمل سلاحنا الوحيد الذي يمكننا من التعايش مع الواقع دون الاستسلام له".

اقرأ/ي أيضًا | خيمة الاعتصام ضد الجريمة والشرطة بالقدس تختتم فعاليّاتها: "حالة خطر وجوديّ"

اقرأ/ي أيضًا | عوائل ضحايا جرائم القتل: الحكومة والشرطة شريكتان بالجرائم

اقرأ/ي أيضًا | عين ماهل: المئات يحتجون على جريمة قتل شاب

التعليقات