عائلة اللاعب حايك لـ"عرب 48": المجرم حطم حلم نبيل والعائلة

عائلة اللاعب نبيل حايك لـ"عرب 48": "نبيل سيخضع لعمليات جراحية أخرى الأسبوع المقبل، وستستمر رحلة العلاج لفترة طويلة"؛ "في حال استطاع ممارسة الرياضة وكرة القدم في المستقبل فهذا أمر جيد، ولكن ما نريده الآن هو أن يعود للعائلة".

عائلة اللاعب حايك لـ

اللاعب نبيل حايك في مستشفى هداسا عين كارم

لا تزال عائلة اللاعب نبيل حايك (20 عامًا) من بلدة عيلبون تعيش الصدمة التي خلفتها جريمة إطلاق النار التي تعرض لها ابنها نبيل حايك، اللاعب في فريق اتحاد أبناء سخنين، وأصيب في أعقابها بجراح بالغة الخطورة بعد أن اخترقت قدميه 8 رصاصات، الأمر الذي يهدد مستقبله الصحي والكروي، علما بأن الطاقم الطبي كان قد نجح في استبعاد خطر بتر إحدى قدمي اللاعب الشاب.

ونقل اللاعب من غرفة العلاج المكثف، أمس الخميس، إلى قسم جراحة الأوعية الدموية في مستشفى هداسا عين كارم في القدس. وبحسب الأطباء، فإن اللاعب خرج من مرحلة الخطر، ولكن طريق العلاج والتأهيل لا تزال طويلة حتى يتمكن حايك من العودة إلى حياته الطبيعية.

ومنذ وقوع الجريمة، الأسبوع الماضي، لا تفارق عائلة اللاعب المستشفى والقسم الذي يمكث به في مستشفى هداسا عين كارم، بعد نقله من مستشفى نهريا بواسطة طائرة مروحية بناء على طلب أسرة حايك.

"تحسن مستمر"

وأصيب اللاعب نبيل حايك جراء تعرضه لإطلاق نار في ملحمة في مدينة سخنين، حيث تواجد مصادفة أثناء الجريمة لشراء مستلزمات للعائلة، وأصيب في الحادثة 3 أشخاص آخرين نتيجة تعرضهم لإطلاق نار، وتراوحت إصاباتهم بين طفيفة ومتوسطة.

علاّم حايك، والد اللاعب نبيل

وفي حديث لـ"عرب 48"، أوضح والد اللاعب المصاب، علاّم حايك، أن "نبيل خرج أمس، الخميس، من غرفة العناية المكثفة إلى قسم جراحة الأوعية الدموية. حالته الصحية في تحسن مستمر، ويتجاوب مع العائلة والأطباء، خاصة بعد إجراء العملية الأخيرة الطويلة والمعقدة التي خضع لها، ولكن بفضل الله يتحسنه مستمر".

وأضاف حايك أن "العائلة تتواجد في مستشفى هداسا عين كارم منذ يوم الجمعة الماضي"، ولفت إلى أن "العلاجات مستمرة؛ سيخضع نبيل لعمليات جراحية أخرى الأسبوع المقبل، وستستمر رحلة العلاج فترة طويلة في المستشفى، ونحن معه وإلى جانبه؛ كنا وسنبقى".

وعن مستقبل نبيل الرياضي، قال الأب حايك إن "ما نتمناه اليوم هو عودة نبيل لنا بخير وسلامة، وأن يخرج وهو واقف ويسير على قدميه. في حال استطاع ممارسة الرياضة وكرة القدم في المستقبل فهذا أمر جيد، ولكن ما نريده الآن هو أن يعود للعائلة والمجتمع سالمًا معافى ويقف على قدميه".

تواجد في المكان والوقت الخطأ

وحول الجريمة التي تعرض لها نبيل، أوضح حايك أنه "كان من المفترض أن يشارك نبيل ضمن التشكيلة الأساسية في مباراة اتحاد أبناء سخنين ضد هبوعيل تل أبيب. توجه نبيل صباحًا إلى التدريبات وعندما عاد من التدريبات توجه إلى بيت جده في سخنين وهناك طلب منه جده التوجه إلى الدكان القريب لشراء بعض اللوازم، وهناك حصل إطلاق نار على الدكان وأصيب نبيل بإصابته البالغة، الجُرم الذي ارتكبه نبيل أنه تواجد في المكان والوقت الخطأ، وهناك أصيب حيث كان من الممكن أن يصاب أي شخص آخر".

وعن الجريمة في المجتمع العربي، عقب حايك قائلا: "حقيقة، لا يوجد كلمات تعبر عما يحصل في المجتمع العربي، أصبح كل المجتمع موجوع من الجريمة، ونسبة كبيرة من البيوت وصلتها هذه الجرائم دون علاقة لها بالإجرام كما حصل معنا، وما نعيشه يوميًا وخاصةً في الفترة الأخيرة كبير وخطير، ويهدد كل المجتمع".

الشرطة لا تقوم بواجبها

ولفت إلى أن "ما يحصل بحاجة إلى علاج فوري وجذري يبدأ من الحكومة والوزارات لأن تملك القوة للقيام بذلك، ووصولاً إلى المجتمع، إذ أن السلطات المحلية العربية وحدها لا تستطيع تغيير شيء في أعقاب ما يحصل لأن القوة بيد الدولة والحكومة".

وحول عمل الشرطة في مكافحة الجريمة في المجتمع العربي، قال إن "الشرطة لا تقوم بواجبها وأكبر دليل على ذلك ما يحصل في الشارع العربي من جرائم مستمرة ومتفشية، تقريبًا عدد حالات القتل وصلت إلى 136 جريمة منذ مطلع العام، وعدد المتهمين قليل جدًا مقارنة بالضحايا، لذلك يجب أن يكون قرار حكومي جدي لمكافحة الجريمة".

وبشأن اعتقال مشتبهين بالضلوع في الجريمة التي ارتكبت بحق اللاعب حايك، أوضح أن "الشرطة قالت ببيان لها إنها اعتقلت 3 مشتبهين بقضية نبيل، ولكن هؤلاء تم إطلاق سراحهم بقرار من المحكمة".

المدرب شادي زبيدات

بدوره، قال المدرب السابق للاعب نبيل حايك ومسؤول قسم الشبيبة في فريق اتحاد أبناء سخنين، شادي زبيدات، في حديث لـ"عرب 48"، إنه رافق نبيل منذ كان يبلغ من العمر 5 سنوات، ووصفه بـ"اللاعب المجتهد والخلوق المؤدب".

وأضاف "لديه طموح كبير بأن يصبح لاعب كبير. موهبته كانت واضحة منذ الصغر، وعائلته دعمته وعملت بكل جهدها حتى وصل وأصبح لاعب ممتاز، ولكن عالم الإجرام لم يرق له التقدم والنجاح وقرر تدمير طموح لاعب وعائلة خلال لحظات دون أي سبب لذلك".

وقال المدرب زبيدات إن "هناك الكثير مما يمكن القيام به في المجتمع حتى نأخذه لمكان أفضل، كل إنسان من مكان عمله وحضوره من الممكن أن يساعد في أخذ المجتمع إلى مكان أفضل، إذ أنني أعمل مع طلاب في خطر بمجال الرياضة وذلك دون مقابل، فقط حتى نأخذ المجتمع لمكان أفضل وحتى لا يستطيع أحد استغلال هؤلاء الأطفال والفتية وزجهم بعالم الجريمة".

وأضاف أنه "يجب أن نعمل مع الأطفال والطلاب الذين يعانون من بيئة صعبة وخطيرة وتعريفهم على الحياة بعيدًا عن العنف والمشاكل والجريمة، وهذا حقيقةً ما اقترحته على بلدية سخنين العمل مع هؤلاء الأطفال من أجيال صغيرة ووضع خطة إستراتيجية لهم طويلة الأمد حتى نتمكن من إيجاد حلول لهم، ومنع استغلالهم من قبل عصابات الجريمة، وهذا دليل أن كل شخص يستطيع العمل من مكانه".

ولفت زبيدات إلى أن "معظم الشباب في المجتمع يرفع بهم الرأس ويريدون الحياة والعمل، ولكن هناك قسم قليل أخذته الظروف إلى مكان آخر، ولكن يجب على هؤلاء القلة التفكير قبل دخول عالم الإجرام والبحث عن الطرق الأخرى بعيدًا عن القتل والسجون، لأنه يوجد حياة أخرى بعيدًا عن هذا العالم".

جد اللاعب المصاب نبيل حايك، نور غنطوس

وفيما أكد جد اللاعب المصاب نبيل حايك، نور غنطوس، في حديث لـ"عرب 48"، أن حالة نبيل تتحسن شدد على أنه ما زال "بحاجة إلى مسار طويل من العلاجات، وأهمها العلاجات النفسية التي سترافق نبيل بسبب الصدمة من الحادثة التي تعرض لها، وهذا بحاجة إلى تكاتف الجهود من الأصدقاء والأهل والنادي الذي كان ضمنه نبيل، وأهل بلده ومجتمعه، وأيضًا وسائل الإعلام لها دور في تحسين حالة نبيل النفسية، لأن نبيل متعلق بوسائل الإعلام ويقدرها".

تصاعد الجريمة بعد عام 2000

وعن الجريمة في المجتمع العربي قال غنطوس إن "الجريمة تفتك في كل المجتمع العربي وفي كل البلدات بمختلف المناطق، وحتى نتمكن من الوصول إلى الحل يجب أن نعرف أسباب الجرائم، التي بدأت بعد عام 2000 وبقيت الدالة تتصاعد حتى يومنا هذا، والذروة كانت خلال الأشهر الأخيرة الماضية".

وحول الأسباب لفت إلى أن "أهمها الحالة الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والثقافية، وأهمها إهمال المجتمع العربي من قبل الشرطة والحكومات الإسرائيلية حتى وصل الحال لما نحن عليه اليوم، إذ أن موضوع الجريمة في مجتمعنا بحاجة إلى دراسات وخطط شاملة وتكاتف الجهود حتى نصل إلى حال أفضل".

الرقابة على الأولاد ومسؤولية الأهل

واعتبر غنطوس أن "عدم الرقابة من الأهل على الأبناء يجعلهم ينزلقون إلى عالم الإجرام وذلك عن طريق المغريات الكثيرة التي تُعرض على هذا الجيل من قبل المنظمات الإجرامية، وللأسف الشديد الجيل الشاب والصغير يريد المال والثراء دون تعب وجهد كبير ودون انتظار، الأمر الذي يجعلهم ينخرطون في هذا العالم، ولهذا السبب هناك مسؤولية كبيرة على الأهل لمراقبة أبنائهم".

وتطرق إلى "انعدام الأطر الثقافية في البلدات العربية، معتبرا أنه "أحد أسباب الجريمة المتفشية"، مشددا على أن "هذا لجيل بحاجة إلى توعية وثقافة متنوعة، لإرشاد الشباب وتوعيتهم في كل ما يتعلق بالجريمة التي تفتك بالمجتمع العربي، وذلك حتى يكون حصانة داخلية لدى جيل الشباب".

التعليقات