هبة الكرامة: تسريح نور واكد من حيفا بشروط مقيدة حتى انتهاء المحاكمة

قررت المحكمة المركزية في حيفا، صباح اليوم الإثنين، إطلاق سراح الشاب نور واكد من حيفا، وإحالته للحبس المنزلي، وإدارة ملفه القضائي من خارج السجن، وذلك بعد عامين وثلاثة أشهر من السجن والعزل الانفرادي والتنكيل في سجن "نفحة" بمنطقة النقب، جنوبي البلاد.

وجرى تسريح واكد من معتقل الجلمة بالقرب من حيفا، صباح اليوم.

وقالت رباب واكد، والدة نور، لـ"عرب 48" إن "إطلاق سراح ابني كان أمرا مفاجئا وغير متوقع، اتصلي المحامي مصري وقال لي اذهبي لإحضار ابنك لحيفا، لم أستوعب الأمر وذلك لصعوبة الإجراءات القضائية التي قمنا بها من أجل أن يتم إطلاق سراحه حتى لو كان مشروطا، بحيث توجهنا للمحكمة العليا بطلب إطلاق سراحه خاصة بسبب وضعه الصحي وحاجته الماسة لإجراء عملية في قدمه إثر التنكيل الذي تعرض له خلال فترة اعتقاله، وقد تقرر إبعاده عن البيت، ولكن مع البقاء في حيفا، حيث سيمكث في بيت أخته في المدينة".

وعن شعور ابنها نور قالت والدته إن "السجانين احتجزوا ابني في زنزانة بعزل انفرادي أمس، الأحد، لمدة خمس ساعات في سجن نفحة. وهو حتى الآن لا يستوعب حقيقة خروجه من المعتقل، حيث أبلغني بأنه عاش ظروفا ومواقف صعبة جدا خلال الاعتقال، وبحاجة لأن يرتاح من الظلم الملقى عليه من تهم باطلة. وتفاجأ نور بحوالي 50 صديقا أمام السجن لاستقباله عند إطلاق سراحه، حيث اجتمع قرابة 20 شرطيا مع بنادقهم وطلبوا من نور ألا يفتعل أي مشكلة، بعد أن رأوا هذا العدد من الأصدقاء بانتظاره في الخارج".

ووصفت والدة نور واكد عائلات معتقلي هبة الكرامة بأنهم "أهل الكرامة"، وختمت بالقول: "نحن نعيش الظلم ذاته، والوجع ذاته، ولكن لا ظلم يدوم، نعم أبناؤنا هم ضحايا التهم الكاذبة والأحكام الجائرة والظالمة، لكن لن ننكسر وسنستمر في مسيرة الدفاع القضائي حتى نثبت براءتهم".

وعقب محامي الدفاع حمودة مصري، الموكل بالدفاع عن نور واكد، بالقول إنه "بعد مضي عامين ونصف على اعتقال موكلي نور واكد تم إطلاق سراحه، اليوم الإثنين، بشروط مقيدة منها الحبس المنزلي حتى الانتهاء من المحاكمة، وآمل أن يتم إطلاق سراح جميع معتقلي هبة الكرامة، لتظهر الحقيقة جلية بأننا نحن العرب في حيفا لم نعتد على أحد بل دافعنا عن أنفسنا وبيتونا من المستوطنين والجماعات اليهودية المتطرفة التي اعتدت على البيوت العربية. لم ينفذ شبابنا أية اعتداء عنصري أو عمل إرهابي، بل على العكس تماما فقد تم إطلاق النار صوب العرب في بيوتهم من قبل المستوطنين وتحطيم ممتلكاتهم من سيارات والتسبب بأضرار عديدة للبيوت العربية".

وتطرق مصري إلى إجراءات اطلاق سراح واكد المشروط، بالقول إنه "طيلة فترة جلسات المحاكمة طالب القاضي النيابة العامة بإثبات التهم ضد نور واكد، وإحضار أدلة تثبت التهم الموجهة ضده من صور أو محادثات إلا أن النيابة فشلت لأن موكلي لم ينفذ أية اعتداء أو عمل إرهابي، على عكس ما تدعي الحكومة العنصرية التي تشد على أيادي المستوطنين والمعتدين على العرب، وللأسف حتى القاتل منهم يتم تحريره وتصديقه أمام أية عربي، بل يتم تشويه الحقيقة لتحقيق مآربهم والضغط لتهجير العرب. توجهنا للقاضي بأن نور واكد معتقل ويعاني من ظروف صعبة حيث يتعرض للتنكيل والعزل الانفرادي في سجن نفحة، وقد رأينا أن نقله للحبس المنزلي برفقة عائلته أفضل له من البقاء في ظروف الاعتقال القاسية في سجن نفحة".