الجامعة العبرية تتراجع عن قرارها بتعليق عمل بروفيسورة نادرة شلهوب-كيفوركيان

الجامعة العبرية تتراجع عن قرارها بتعليق عمل بروفيسور شلهوب-كفوركيان على خلفية الحملة التحريضية التي تعرضت لها بسبب موقفها الرافض لحرب الإبادة الجماعية التي تشنها إسرائيل على قطاع غزة المحاصر. المحاضرة تؤكد التزامها باستنكار وفضح أعمال الإبادة الجماعيّة بصفتها باحثة.

 الجامعة العبرية تتراجع عن قرارها بتعليق عمل بروفيسورة نادرة شلهوب-كيفوركيان

بروفيسور نادرة شلهوب - كيفوركيان

تراجعت الجامعة العبريّة في القدس، اليوم الأربعاء، عن قرارها تعليق عمل بروفيسور نادرة شلهو -كيفوركيان، الذي كانت قد اتخذته في أعقاب الحملة التحريضية التي تعرضت لها شلهوب-كيفوركيان على خلفية مواقفها من الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة المحاصر.

تغطية متواصلة على قناة موقع "عرب 48" في "تليغرام"

وأعلنت الجامعة عن قرارها بعودة بروفيسور شلهوب-كيفوركيان الفوريّة لمزاولة كافّة مهامها في الجامعة، وذلك في أعقاب جلسة عقدتها اليوم، بمشاركة المحاميّ المكلّف بالدفاع عنها، علاء محاجنة، مع إدارة الجامعة العبريّة ممثّلة بركتور (عميد) الجامعة العبريّة، بروفيسور تمير شيفير.

وكانت الجامعة قد أعلنت في 12 آذار/ مارس الجاري، تعليق عمل شلهوب-كفوركيان عن مهامها التدريسيّة على خلفيّة تعبيرها عن مواقفها المناهضة والرافضة لحرب الإبادة الجماعيّة الجارية في قطاع غزّة منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر الماضي.

ومن خلال قرار التعليق، استنكرت الجامعة أقوال شلهوب-كفوركيان المناهضة للصهيونيّة واعتبارها للحرب على غزّة حرب إبادة وتجويع. وسبق قرار الجامعة بتعليق عمل شلهوب-كفوركيان حملة تحريضيّة ضدّها قادتها أوساط في المجتمع الإسرائيليّ، من ضمنها وزراء وأعضاء كنيست، على خلفية مواقفها من الحرب.

ونُسبت إلى المُحاضرة شلهوب-كفوركيان العديد من الأقوال الملفّقة والكاذبة والتي تتعارض مع مواقفها كباحثة فلسطينيّة نسويّة نقديّة منذ تعليق عملها عن مهامها التدريسيّة، وشدّدت خلال اللقاء مع إدارة الجامعة على أنّ موقفها الأخلاقيّ والأكاديميّ يؤكّد على "قبول روايات النساء ضحايا الاعتداءات الجنسيّة بغضّ النظر عن قوميّة النساء وجنسيّتها".

كما شدّدت، شلهوب-كفوركيان، بحسب ما جاء في بيان صدر عنها، على أنّ "ما يحدث في غزّة هو إبادة جماعيّة وحرب تجويع، وعلى أنّها ملتزمة في موقفها الثابت باستنكار وفضح أعمال الإبادة الجماعيّة والجرائم ضدّ الإنسانيّة التي تقوم بها إسرائيل في غزّة بصفتها باحثة في علم الإجرام، وعلى أنّها لن تتوانى في المُطالبة بوقف الحرب والعنف ضدّ شعبها".

وشدّدت شلهوب-كفوركيان على مطلبها الأوّل من الجامعة بضرورة "حماية طلّاب الجامعة العبريّة الذين عانوا من تبعات القرار التعسّفيّ ضدّها وعبّروا عن تضامنهم معها ورفضهم لقرار تعليق عملها من أيّة إجراءات تعسّفيّة والتي من الممكن أن تتّخذها الجامعة ضدّهم".

وطالبت المحاضرة كذلك بـ"التزام شخصيّ من الركتور لضمان ذلك، الذي أكّد بدوره التزامه الشخصيّ بعدم التعرّض للطلّاب وعدم تأثّر مسارهم التعليميّ كنتيجة لمواقفهم ولتعبيرهم عن رأيهم الرافض لقرار الجامعة، وعبّرت عن "امتنانها للالتفاف والتضامن المحلّيّ والعالميّ، الأمر الذي شكّل حجر الأساس لثباتها أمام الهجمة التحريضيّة المسعورة التي تتعرّض لها منذ أشهر".

وفي ختام البيان الذي صدر عنها، شدّدت شلهوب-كفوركيان على "ضرورة الاستمرار في التصدّي لسياسة تكميم الأفواه والترهيب التي تنتهجها إسرائيل منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، والواجب الأخلاقيّ للعمل على وقف الحرب الإسرائيليّة والإبادة الجماعيّة في قطاع غزّة".

في المقابل، قالت الجامعة العبريّة إن المحاضرة شلهوب-كفوركيان "أوضحت في لقاء عقد بينها وبين عميد الجامعة أنها كباحثة نسوية نقدية تصدق كل الضحايا ولا تشكك في كلامهم، وأوضحت أنها لم تنكر حقيقة ارتكاب أعمال اغتصاب في غلاف غزة كجزء من هجوم حماس".

وأكدت الجامعة العبرية أنه "بحصولها على هذا التوضيح من المحاضرة، بات لا يوجد أي عائق من قبل الجامعة يمنع البروفيسور شلهوب - كيفوركيان من مواصلة التدريس في كلية العمل الاجتماعي والرعاية الاجتماعية في الجامعة".

ونقل توضيح الجامعة عن عميدها، بروفيسور تمير شيفير، قوله إن "الجامعة تدين بشدة التحريض والتهديدات ضد الطلاب والمحاضرين والأفراد والجماعات، وتدعو جميع أعضاء مجتمع الجامعة إلى الحفاظ على بيئة دراسية وبحثية آمنة ومحترمة".

التعليقات