العودة إلى معلول.. قداس احتفالي في كنيسة القرية المهجرة

أكد عايد علي الصالح (66 عاما) وهو واحد من أبرز الناشطين في لجنة إحياء تراث معلول لـ"عرب 48" أن "هذه عودة مؤقتة ليوم واحد على الرغم من كل قوانين الطوارئ والانتداب وهذا إصرار على حقنا بالعودة، والعودة حتمية".

العودة إلى معلول.. قداس احتفالي في كنيسة القرية المهجرة

من الاحتفال بعيد الفصح في قرية معلول

شارك المئات من أهالي معلول المهجرة في قداس احتفالي أقيم، أمس الإثنين، في كنيسة القرية بمناسبة عيد الفصح المجيد.

وكان ناشطون في لجنة إحياء تراث معلول، التي تضم عددا كبيرا من المهجرين وأبنائهم، ويرأسها الناشط علي علي الصالح، قد نظموا القداس ومهّدوا الطريق للوصول إلى الكنيسة بعد أن كانت الأمطار الغزيرة التي هطلت في الشهر الماضي قد أحدثت جرفا ترابيا في محيط الكنيسة حال دون وصول المركبات إليها.

وقال المربي عايد علي الصالح (66 عاما) وهو واحد من أبرز الناشطين في لجنة إحياء تراث معلول لـ"عرب 48" إنه "للسنة العشرين على التوالي نقوم بتنظيم قداس احتفالي في ثاني أيام الفصح المجيد في كنيسة معلول، وكانت الأجواء في غاية الروعة والتأثر بسبب الشوق والحنين لمثل هذه الزيارة، وكان من بين المشاركين في القداس بعض أهالي القرية ممن تجاوزوا التسعين من العمر وهم ممن عاشوا في معلول ويعرفون معالمها بدقة متناهية قبل أن يتم تهجيرهم منها".

وأضاف علي الصالح أنه "نحافظ على الكنيسة من حيث الصيانة والترميم من الداخل والخارج، لمنع تسرب مياه الأمطار إليها وإتلاف محتوياتها، ونقوم بمراقبة الموقع بواسطة كاميرات مراقبة قمنا بتركيبها مؤخرا، كما عملنا على تسوية الأرض والطريق المؤدي إليها من الشارع الرئيسي".

وأوضح أنه "في صباح أمس بدأت عشرات العائلات تتوافد إلى الكنيسة للمشاركة في القداس، وهم يصطحبون الأطفال والصغار ويحملون رموز العيد من المُحليات والبيض الملون. وقد بدأ القداس الساعة العاشرة صباحا وبعد القداس بدأت المعايدات بين أبناء وأهالي القرية المهجرة والتعارف بين الأجيال لنقل الرواية من جيل الكبار الذين عايشوا النكبة إلى جيل الشباب لتبقى في ذاكرة صغار السن أيضا، ومن ثم قام المشاركون في جولة للتعرف على ما تبقى من معالم القرية التي هدّمت بيوتها".

وأشار إلى أنه "في كل مرة قبل أن تتفرق الجموع يقوم كبار القرية بتمرير رسالة للجيل الناشئ من الشباب والأطفال مفادها أن معلول هي حق لنا، وأن احرصوا بعضكم على بعض، ولا يضيع حق وراءه مطالب، والعودة حتمية مهما طال الزمن، وهي رسالة تهدف لشحذ الهمم ورفع المعنويات والتمسك بحق العودة".

وأكد أنه "نشدد في القداس على أن هذه عودة مؤقتة ليوم واحد على الرغم من كل قوانين الطوارئ والانتداب وهذا إصرار على حقنا بالعودة، والعودة حتمية نقولها بقناعة كاملة".

وتحدث علي الصالح عن "أواصر العلاقات الأخوية بين المسلمين والمسيحيين من مهجري قرية معلول"، وقال إنها "امتداد لما كانت عليه العادات في القرية قبل النكبة، ومن هذه العادات أن العريس إذا كان مسيحيا فإن شبينه مسلم والعكس صحيح، والعروس إذا كانت مغتربة (من خارج القرية) وكانت مسلمة فإنها تبيت ليلتها قبل الزفاف في منزل مختار المسيحيين والعكس أيضا صحيح، وحتى اليوم العلاقات بين الأولاد والأحفاد ما زالت متينة لدرجة الأخوّة".

تجدر الإشارة إلى أن المربي عايد علي الصالح ما زال يحتفظ ببعض من الأدوات المنزلية ومفتاح بيت العائلة في معلول، وختم حديثه بالقول إن "الكثيرين منا ما زالوا يحتفظون بمفاتيح بيوتهم، ونحن (الجيل الجديد) لسنا منفصلين عما جرى في النكبة ولا ننسى حقنا في أرضنا وشجرنا وحجرنا وبيوتنا وبلادنا".

التعليقات