في أعقاب المصادقة على الخارطة الهيكلية لبلدة ترشيحا في الجليل الأعلى، مطلع الأسبوع، عصفت موجة غضب وسخط بين الأهالي الذين طالما انتظروا حلولا لأزمة الأرض والمسكن الخانقة.
ويعاني سكان البلدة وعددهم 5500 نسمة من سياسة بلدية 'معلوت' في مختلف المجالات، مما اضطر العشرات إلى ترك البلدة والبحث عن مسكن في إحدى المدن مثل 'معلوت' وحيفا و'كرمئيل' الأمر الذي يثير قلق وهواجس النشطاء والمهتمين في البلدة بسبب تفاقم أزمة السكن واضطرار البعض للانتقال والسكن خارج حدود ترشيحا.
'عرب 48' رصد في جولته الميدانية عددا من آؤاء المواطنين في ترشيحا:
استعرض عضو بلدية 'معلوت ترشيحا' خليل أبو حسان لـ'عرب 48' حال بلدته ترشيحا في أعقاب المصادقة على الخارطة الهيكلية، وقال: 'بعد أن تم المصادقة على الخارطة الهيكلية مؤخرا تم معاينتها من قبل مختصين ومهنيين تبين أن ترشيحا رغم مصادرة غالبية أراضيها أن الخارطة تحرم البلدة من كل مشاريع التطوير المستقبلي وتتعمد تعميق حالة التهميش والإقصاء وتحول ترشيحا إلى مجرد حي مهمل ومهمش داخل مدينة 'معلوت' بحيث يتم تطويقها من جميع الجهات وإحكام الخناق داخل مساحة صغيرة للإجهاز على ما تبقى من أراضي خاصة وتحويلها إلى 'غيتو' معزول وأن الأرض التي ضمتها الخارطة الهيكلية المصادق عليها شرقي البلدة بمساحة 600 دونم هي أرض بغالبيتها ملكية خاصة للأهالي وهذه الخارطة تشمل شق الشوارع التي تخدم المستوطنات المحاذية مثل 'قرية الورود' وحي 'أورنيم' و'يفي نوف' على حساب أراضينا الخاصة، بالإضاقة إلى أن عرض الشارع المخطط يصل إلى 30 م وهوامش بعرض 20 م من كل جانب ما يعني اقتطاع نحو 140 دونم من أراضي خاصة لترشيحا، ناهيك عن الشوارع الفرعية التي ستجهز على غالبية الأراضي'.
وتابع أبو حسان: 'نلمس من سياسة التخطيط الجديدة أن هناك أساليب جديدة وخبيثة للالتفاف على ما تبقى من أراضي عربية لترشيحا متذرعين بخطوط الصرف الصحي وخطوط الضغط العالي للكهرباء وكذلك باقتطاع مساحات واسعة مما يسمى بالمناطق الخضراء التي تسيطر عليها دائرة ما يسمى 'حماية الطبيعة' إلى جانب ادعائهم أن 40% من هذه الأراضي غير صالحة للبناء علما أنه بنفس المنطقة أقيم الحي اليهودي 'يفي نوف' ونحن قمنا بجمع تواقيع المواطنين وقدمنا اعتراضا للجنة اللوائية إلى جانب الاستعداد للعمل الشعبي'.
طنوس: 'صراع على الهوية تحت سقف البلدية'
وقال عضو البلدية المعارض عن التحالف الوطني، نخلة طنوس، إن 'إحكام الخناق على البلدة من كافة الجهات، وإن هذا المسطح يشمل 'معلوت' ترشيحا مما يتيح للبلدية التخطيط كما تشاء دون أن تلتفت للمواطنين العرب وكأن الأرض الخاصة هي أرض مشاع، لذلك جرى أيضا مصادرة 220 دونما تعود للوقف المسيحي وتحويلها إلى مناطق خضراء ولا زال الوقف ينتظر الإجابة على الاعتراض الذي قدمه للجنة اللوائية، وبالتالي فإن ترشيحا تفتقر لمسطح مستقل لأنه متداخل مع 'معلوت' ومحيطها وبسبب غياب هذه الحدود فإن السوق الشعبي هو ملك مستوطنة 'معونا' المحاذية من الجهة الشمالية الغربية، كما يحدنا شارع 89 من الشمال ومن الجهة الشرقية الجنوبية تحدنا 'قرية الورود' ومن الغرب المنطقة الصناعية ليحكم الخناق علينا من كل الجهات'.
وأردف طنوس: 'إن ترشيحا منذ شراكتها القصرية مع 'معلوت' التي فرضت عليها منذ العام 1963 تعاني من سياسة تمييز، وبرزت هذه السياسة أكثر منذ إعلان 'معلوت' مدينة في العام 1996 بعد أن خسرت ترشيحا الغالبية الساحقة من أراضيها حيث بقي صراعنا الأساس اليوم على الكيان والهوية. ومن هنا نتوجه للقيادات العربية من لجنة متابعة واللجنة قطرية للرؤساء والأحزاب السياسية أن تضع ترشيحا برأس سلم أولويات القائمة العربية المشتركة والتي نتوخى منها إحداث تغيير جذري في التعامل مع قضايانا تحت سقف الإجماع الوطني والذي يجب أن يفتح نافذة جديدة ونهجا جديدا لمواجهة التحديات المتزايدة أمامنا. ومن جهتنا نستعد لفتح المعركة للانفصال عن بلدية 'معلوت' لأن المسألة لم تعد بالنسبة لنا تفصيلية هنا وهناك بل سياسة خبيثة تستهدف وجودنا وتجهز على كل مقدراتنا وحان الوقت لندير شؤوننا بأنفسنا'.
جدعون: 'رغم أزمة السكن والمعيشة لن أحقق له حلمه العنصري'
وقال ناهي جدعون وهو شاب مقبل على الزواج ولا يملك المسكن في بلدته ترشيحا إن 'الأزمة الخانقة دفعتني أن أبتعد عن بلدي وأهلي ومحيطي الطبيعي ولو مؤقتا إلى تل ابيب وهناك العشرات الذين نزحوا إلى '' وحيفا و'كرمئيل'. أعتقد أن رئيس البلدية العنصري يحاول مواصلة التضييق علينا وتطويق البلدة بهدف محو هوية ترشيحا من خلال تهجير أبنائها، لكن أنا أعمل الآن بسبب ضيق مجالات المعيشة بالمنطقة، لكنني لن أحقق له حلمه وسأعود لأسكن وأعيش في بلدي. وأدعو إلى التمسك بحق السكن على أرضنا وفي بلداتنا ومواصلة الصمود'.
دكور: 'الرؤساء يعملون لبلداتهم و'رئيسنا' يعمل ضدنا!'
وأكد الناشط جواد دكور وهو من أصحاب الأرض المتضررين أن 'أرض العائلة مهددة بسبب المخطط الجديد الذي سيقتطع قرابة 3 دونمات من أرض العائلة الخاصة وكذلك اعتبار 10 دونمات أخرى للعائلة منطقة خضراء مما يجهز على أرض العائلة بالكامل، علما أن أبناء العائلة يعانون كما الكثيرين من أزمة سكن خانقة ويضطر الكثيرون منهم للسكن بمنازل مستأجرة'.
ولفت دكور إلى أن 'التخطيطات تتم دائما بتجاهلنا كشركاء ولم يستشيروننا كأصحاب أرض. وإن سياسة الدولة والبلدية العنصرية هي التي تنفذ، ورغم وجود نائب عربي لرئيس البلدية، أيمن شناتي، إلا أنه لا يفعل شيئا في هذه القضايا. ونحن ننظر إلى أن كل الرؤساء من حولنا فهم يعملون لمواطنيهم إلا 'رئيسنا' يعمل ضدنا ويتآمر علينا، وقد تكون بداية معركة جديدة ضد هذا المخطط حيث قمنا في هذه المرحلة بتقديم الاعتراضات على المخطط العنصري'.
التعليقات