مخيم الهوية: فعاليات ثقافية وتنشئة وطنية للنشء

يواصل مخيم الهوية الخامس عشر الذي ينظمه التجمع الوطني فعالياته الثقافية والترفيهية في منتجع ملاهي التوت لليوم الثالث على التوالي، حيث يشهد المخيم سلسلة ورشات وفعاليات تجمع بين المضامين التثقيفية والترفيهية تشرف عليها إدارة المخيم ونخبة من المرشدين المتمرسين.

مخيم الهوية: فعاليات ثقافية وتنشئة وطنية للنشء

مخيم الهوية يمثل مشروع التواصل والتفاعل بين أبناء الحركة الوطنية

يواصل مخيم الهوية  الخامس عشر الذي ينظمه التجمع الوطني فعالياته الثقافية والترفيهية في منتجع ملاهي التوت في طمرة لليوم الثالث على التوالي، حيث يشهد المخيم سلسلة ورشات وفعاليات تجمع بين المضامين التثقيفية والترفيهية تشرف عليها إدارة المخيم ونخبة من المرشدين المتمرسين.

ويشمل البرنامج ورشات عمل حول الهوية وفعاليات إبداعية للفنون والرياضة والتعريف على محطات هامة ووقائع ورموز الشعب الفلسطيني، ويجهد المرشدون والإدارة على تمرير البرنامج بطرق إبداعية بعيدة عن التلقين.

ومن بين فقرات البرنامج، تم اليوم الثلاثاء، تنظيم يوما رياضيا على أراضي البروة المهجرة، بلد الشاعر محمود درويش، حيث تعرف الطلاب على تاريخ القرية ومعالمها وأهميتها.

وأكد عدد من الطلاب المشاركين على نجاح سير البرنامج وتنفيذه دون ملل مع إثراء معلوماتهم دون الشعور بأي فراغ.

كما عبر عدد من النشطاء والأهالي عن رضاهم واطمئنانهم على أبنائهم، وأجمعوا أن مخيم الهوية، هو العنوان الأمين على سلامة وتربية وتثقيف أبنائهم ومنحهم الثقافة الوطنية.

همام: سلامة ووعي الأطفال على مستوى التثقيف والوعي

وحول الانطباعات من المخيم، قالت مرفت همام وهي أم لطالبين مشاركين إنني 'ألمس تغيرا وتطور متواصل بالمخيم وفعالياته، من عام لآخر نلاحظ التغييرات والمستجدات وكل ما هو جديد لإنجاح مخيم الهوية، وهناك تمرس أكثر من حيث التنظيم والأداء وتمرير البرامج'.

ولفتت همام إلى أن أبنائها قبل أن يشاركوا في مخيم الهوية، سبق لهم وشاركوا في مخيمات محلية، لكن الاختلاف كان واضحا، بكل ما يتعلق بمستوى التنظيم والاهتمام بالمضامين على وجه الخصوص، وهذا يمنح العائلة شعور بالأمان على سلامة ووعي الأطفال على مستوى التثقيف والوعي.

المخيم يتوج الهوية الوطنية للأجيال الناشئة

وقالت المربية  عبير 'أم باسل' من مدينة أم الفحم، التي دخلت  بفضولها الإيجابي أرض المخيم للتصوير الشخصي: 'أنا هنا أرافق طلاب مدرسة، لكن ما لفت انتباهي في هذا المخيم هو مستوى التنظيم والانضباط، كما أثار مشاعري صوت النشيد الوطني والشعارات الوطنية وصور الرموز، أمثال القائد جمال عبد الناصر ما دفعني لدخول ساحة المخيم لالتقاط الصور النموذجية'.

أما أزهار عابدي اعتبرت أن مخيم الخامس عشر للهوية مميز وذو طعم خاص، وقالت إن 'المخيم يمثل بالنسبة لي تتويجا لهوية أبنتي رنا التي ترعرعت في هذه الأجواء منذ انطلاق مخيم الهوية، وهي اليوم ضمن طواقم المرشدين والمساعدين وتتمتع بشخصية قوية وبوعي كما زميلاتها في المخيم'.

وتابعت أن 'المخيم بمثابة محطة تتويج لمسيرة التربية الذي شاركنا به، وهذا يعود للقيمين على هذا المخيم، الذين ساهموا بصقل جيل وخلق قيادات شابة تقود المسيرة، وأثمن عاليا هذا الدور الرائد لتحصين أبنائنا وتعزيز وتقوية شخصياتهم'.

أبو فول: تم التركيز بالأساس على المضامين مثل الهوية الشخصية والجماعية وجغرافيا الوطن

من جانبه، قال مسؤول طواقم المخيم، قصي أبو فول إنه 'تم إعداد و تمرير البرنامج بعد أن قامت بالإشراف وإعداده المستشارة التنظيمية، نداء نصار، حيث تم التركيز بالأساس على المضامين مثل الهوية الشخصية والجماعية وجغرافيا الوطن تحت عنوان مخيمات اللاجئين وحق العودة'.

وتابع أبو فول: 'تم تحضير هذه المضامين بطرق إبداعية وبأسلوب شيق لإيصال الفكرة والرسالة المرجوة، إذ تم اختيار طواقم الإرشاد والمساعدة من رفاق أتحاد الشباب والحركة الطلابية، فهذا النهج يأتي بثماره عبر التراكم والبرنامج يسير وفق ما خطط له في سبيل بناء جيل واع وواعد يعتز بانتمائه وهويته'.

أما المتطوع خليل أبو شحادة الذي وصل من مدينة يافا للمساهمة في فعاليات المخيم، وهو أب لطالبين قال: 'لأول مرة أشارك بشكل شخصي بمخيم الهوية، علما إنني شاركت بعدد كبير من المخيمات عن طريق النوادي الخاصة في اللد ويافا والرملة، لكن حقيقة أجد هنا أشياء مختلفة من حيث مستوى التنظيم وأداء الطواقم وخاصة المضامين التي لم أجدها في أي مخيم آخر'.

وأضاف: 'قدمت للمشاركة والتطوع على مدار أيام المخيم وأشعر بالراحة بل بالسعادة بمشاركة أطفالي بمخيم الهوية، لقد لمست مستوى الانضباط لدى الطلاب وقدرة المرشدين على تمرير البرنامج بطرق وأساليب مغايرة من التي عرفتها في مخيمات أخرى'.

 عكري: ترسيخ مفهوم الهوية بعد أن تعرضت إلى عمليات تشويه وتذويب ممنهج

وحول اختيار عنوان 'العودة والمخيمات'، شعارا لمخيم الهوية، قال عضو الإدارة وعضو اللجنة المركزية للتجمع، ذياب عكري: ' لقد واصلنا كما في كل عام في مخيم الهوية الذي نهدف من خلاله إلى ترسيخ مفهوم الهوية بعد أن تعرضت إلى عمليات تشويه وتذويب ممنهج، ونحن من جهتنا اخترنا هذا العام شعار مخيمات اللجوء وحق العودة عنوانا لمخيمنا، حيث أردنا أن ينكشف أبناء مخيم الهوية على واقعهم وواقع اللجوء كصورة مكثفة لنكبة شعبنا'.

وأضاف عكري: 'نهدف لطرح قضية العودة  كحق أساسي وفي صلب الصراع الجوهري مع المؤسسة الصهيونية، وكذلك التربية على قيم العدالة والمساواة والحرية'.

ويرى أن مخيم الهوية يمثل مشروع التواصل والتفاعل بين أبناء الحركة الوطنية، حيث يلتقي المشاركون والعائلات من كافة مناطق الوطن من مختلف المشارب ليتعارفوا ويتفاعلوا فيما بينهم وبناء جيل يحمل الراية ويواصل الطريق عزيزا وكريما في وطنه.

التعليقات