سخنين: نهضة اقتصادية وملامح مدينة تتشكل ودعوة للمأسسة

تشهد مدينة سخنين في السنة الأخيرة حراكا اقتصاديا وتجاريا لافتا، خاصة على امتداد الشارع الرئيس على مسافة يزيد طولها عن 3 كيلومترات

سخنين: نهضة اقتصادية وملامح مدينة تتشكل ودعوة للمأسسة

تشهد مدينة سخنين في السنة الأخيرة حراكا اقتصاديا وتجاريا لافتا، خاصة على امتداد الشارع الرئيس على مسافة يزيد طولها عن 3 كيلومترات، حيث تتربع عشرات المحال التجارية الحديثة على جانبي الشارع، وفروع لشبكات المقاهي الحديثة، إلى جانب المجمعات التجارية التي تحتوي على فروع لمتاجر الألبسة التابعة لشركات أجنبية معروفة، بحيث أخذت تتحول إلى سوق تجاري نشط يستقطب أعدادا كبيرة من البلدات المجاورة.

ويرى البعض أن هذا حراك ذو وجهين، الأول هو حراك اقتصادي يعود بالفائدة على المستثمرين المحليين والوافدين من مدن عربية أخرى للاستثمار في المدينة إلى جانب التنافس الذي يعود بالفائدة على المستهلك؛ أما الوجه الثاني فهو وجود فروع متاجر لشبكات إسرائيلية وأجنبية يديرها عرب، ويدعو البعض لتطوير شبكات بملكية عربية منافسة واستثمار عربي لتدعيم الاقتصاد المحلي.

زبيدات: سنتحول إلى شبكة عربية وفروع منافسة

'غرين - مقهى ومطعم' بمزيج من الأطعمة الشرقية والغربية على الطراز الحديث في تصميمه وخدماته أقيم بملكية عربية صرفة قبالة دوار الشهداء في المدينة، ويديره عاصم زبيدات الذي يطمح لتحويله إلى شبكة. ويرتاد المكان زبائن من كافة بلدات المنطقة بما يجدون من مستوى يضاهي ما هو موجود في المدن اليهودية.

في حديثه مع عــ48ـرب، استعرض زبيدات الفكرة، وأكد 'نستطيع أن نطور هذه المقاهي وغيرها إلى شبكات عربية صرفة لتدعيم اقتصادنا المحلي'.

وأشار إلى أن الكثيرين من المستثمرين ورؤوس الأموال العرب الذين يستطيعون المنافسة وتدعيم الاقتصاد المحلي. وحول الفكرة وتحويلها إلى مشروع قال زبيدات: 'قبل أربع سنوات وقبل أن ينشط هذا الحراك في مدينة سخنين لفت انتباهي أن من يدير مثل هذه المقاهي التابعة لشبكات هم من ذوي الكفاءات والقدرات الإدارية العرب، بحيث استعنت بخبرة واستشارة أصدقاء ممن استوعبتهم للعمل والإدارة.

وحول الصعوبات، شدد زبيدات بالقول: 'بداية واجهت صعوبات لتزويد المقهى والمطعم بمحتوياته الخاصة إلا أن احتكار الشبكات الإسرائيلية لهذه المواد والمستلزمات كان عقبة كبيرة أمامي، لكني استطعت بعد فترة من إيجاد بديل من مصادر عربية وبجودة أعلى وأفضل'.

ولفت زبيدات إلى أن 'نجاح المكان كان أيضا بفعل دعم أهل بلدي والمنطقة ممن أصبحوا زبائن دائمين'، مضيفا أنه 'بعد التجربة تبين أنه بالإمكان تطوير هذا القطاع إلى شبكة وفروع في المدن والبلدات العربية. وأعتقد أن مجتمعنا أصبح مدركا أكثر لضرورة تطوير وتدعيم اقتصاد محلي، وهذا يعود بالفائدة على السوق المحلي، وتشغيل أبناء الشبيبة بالإضافة إلى أن الأسعار لدينا تناسب كل الشرائح حتى الضعيفة إلى جانب توفير الخدمات للجميع وخاصة العائلات والنساء الذين أعد لهم زاوية خاصة ومناسبة ممن كان يصعب عليهم الذهاب للمدن اليهودية'.

خلايلة :'الصين مول' نمط جديد في البلدات العربية

مجمع'الصين'مول' في المدخل الغربي لمدينة سخنين افتتح حديثا، وهو عبارة عن متجر واسع يضم عددا كبيرا من الزوايا من البضاعة المستوردة من الصين ودول أخرى على اختلافها من تحف ومحتويات للمنازل والحدائق، إلى جانب مقهى ومطعم صيني.

واستعرض صاحب المجمع، سامي خلايلة، لـ عــ48ـرب: الفكرة التي تحولت إلى معلم تجاري هام في المدينة، مؤكدا  أنه بإمكان المستثمرين العرب تحقيق استقلالية من خلال التخطيط السليم والاستثمار في مدننا لتدعيم الاقتصاد المحلي، كما يتطلب الكثير من الدعم المحلي.

وقال إن 'الفكرة اعتمدت على عاملين أساسيين: إنشاء وتدعيم السوق المحلي بعد أن بدأ الحراك الاقتصادي في السنوات الأخيرة يشهد نشاطا ملحوظا حيث تبلورت الفكرة من خلال اكتسابنا خبرات متزايدة، ومشاركتنا الدورية في معارض دولية وفي البلاد. نحن عبارة عن معرض كبير لتسويق بضاعتنا المستوردة من الصين أساسا، وكذلك من أندونيسيا وإيطاليا'.

وحول الاستثمار في البلدات العربية، قال: 'بطبيعة الحال فإن إقامة مشاريع والاستثمار في البلدات العربية فيها الكثير من المغامرة إذ على البلديات أن تراعي هذه الخصوصية، وأن توفر التسهيلات والدعم، وكذلك توفير البنى التحتية'.

ولفت خلايلة إلى أن هذا الجديد الذي يحدث في سخنين يحتاج إلى وقت ومثابرة إلى حين يستوعب المستهلك العربي التعامل مع السوق المحلي بعد أن اعتاد سنوات طويلة على السوق الكبير في المدن الإسرائيلية وفي حال نجاح ذلك فانه يعود بالفائدة على الجميع أي على المستهلك والمستثمر، وكذلك على أبناء البلد في تخفيف حدة البطالة من خلال تشغيل المئات من أبناء الشبيبة في مصالح محلية، وكذلك يعود بالفائدة على البلدية من خلال الضرائب لتحسين الخدمات.

ولفت إلى أن 'هناك طموحا في تطوير هذه المصالح العربية إلى شبكات وفروع، وإن توسيع هذا القطاع يحتاج إلى دعم وتقوية العملية الاقتصادية، وهذا يحتاج إلى مسؤولية الجميع تجاه أنفسنا هذا إلى جانب ضرورة العمل على تنظيم أنفسنا ومأسسة هذه العملية من خلال إقامة غرفة تجارية فاعلة'.

خازن: الملفت ان الشارع يعج بالشبكات الاجنبية..

تؤكد الصيدلانية وسيدة الأعمال، إلهام خازن، أن الشارع الرئيس في سخنين رغم ما يشهده من حراك يحتاج إلى مبادرات عربية ورجال أعمال عرب لتعزيز الاقتصاد المحلي والاستقلالية.

وقالت: واضح أن الشارع الرئيس بالمدينة على طول 3 كيلومترات آخذ بالتحول إلى شريان رئيسي لسخنين والبطوف بل مركز إستراتيجي لمنطقة الشمال، بحيث يربط مناطق الشرق بالغرب من كل البلدات العربية.

ولفتت خازن إلى أن هذا الحراك يتزايد مع استكمال البلدية في تجهيز الشارع واستكمال كل البنى التحتية بحيث بات الساحة المثالية للاستثمار.

وأضاف أنه من الملفت أن 'هذا الشارع يعج بكثير من الشبكات الأجنبية والإسرائيلية، بحيث لا زال ينقصنا مبادرات عربية واستثمار عربي صرف'.

وحول ضبط وتدعيم العملية الاقتصادية، شددت خازن على ضرورة تنظيم هذا الحراك النشط من خلال إقامة غرفة تجارية. وقالت إن الغرفة التجارية هي عبارة عن وزارة مصغرة للاقتصاد المحلي والمصالح التجارية في تنظيم، وضبط هذا الحراك، وذلك من خلال إدارة سليمة وتنسيق بينها وبين المكاتب الحكومية والسلطات المحلية وتدعيم المصالح الاقتصادية ليكون رافعة اقتصادية منوطا بها أن تمثل مصالح أصحاب الأعمال أمام المكاتب الحكومية وأمام الغرف التجارية في العالم، والتواصل مع العالم العربي، وكذلك يكون لها دور في الدفاع عن هذه المصالح وتوجيهها ودعم المصالح الصغيرة والمبتدئين، كذلك فتح أبواب وعلاقات تعاون وتبادل وبالتالي تكون في حال نجاحها أداة هامة لتدعيم اقتصادنا الضعيف في ظل غياب الشبكات التجارية وغياب شركات التأمين والاتصالات، وغياب البنوك وغياب أي شبكة عربية باستثناء عمر المختار، وبالتالي 'نحتاج إلى مبادرات وتشبيك بين مختلف الجهات المعنية ضمن رؤية إستراتيجية للنهوض باقتصاد محلي، وآمل أن تكون سخنين نموذجا ينجح لتعميمه على مختلف المدن العربية'.

التعليقات