سهل البطوف... جمالية المكان وعروبة الأرض

يقع سهل البطوف بين جبال الشاغور شمالًا وجبل طرعان جنوبًا. ويمتد من جنوبي قضاء عكا إلى صفورية. يبلغ طوله من الشرق إلى الغرب نحو 16 كم، وعرضه 3.5 كم. وتبلغ مساحته نحو 70 ألف دونم.

سهل البطوف... جمالية المكان وعروبة الأرض

سهل البطوف، نيسان 2018 (عرب 48)

يقع سهل البطوف بين جبال الشاغور شمالًا وجبل طرعان جنوبًا. ويمتد من جنوبي قضاء عكا إلى صفورية. يبلغ طوله من الشرق إلى الغرب نحو 16 كم، وعرضه 3.5 كم. وتبلغ مساحته نحو 70 ألف دونم.

يعلو السهل من 500 إلى 700 قدم فوق سطح البحر، وتحيط به تلال ترتفع نحو 1,700 قدم. ويعد سهل البطوف من أخصب بقاع الجليل في أراضي 48. من القرى التي تقع في السهل: صفورية المهجرة، كفر مندا وعيلبون.

استعرض صاحب قطعة أرض في سهل البطوف، علي نصار من مدينة عرابة، علاقته بسهل البطوف وجمالية المكان، وقال لـ"عرب 48" إن "سهل البطوف بالنسبة لي حياة، لا أتردد كما الكثيرين عن قضاء ساعات طويلة فيه حتى في فصل الشتاء، فكم بالحري عندما يحل الربيع؟ هذا المنظر الخلاب يخطف أبصارنا ويسحر عقولنا".

وأضاف أن "سهل البطوف يعاني من الغرق في الشتاء بسبب مياه الشتاء الغزيرة، وكذلك يعاني من الجفاف في الصيف بسبب الإهمال المتعمد من قبل السلطات. يستقطب البطوف في مثل هذه الأيام من كل عام أعدادا هائلة من المتنزهين الذين يبحثون عن الراحة والتمتع بجمالية الطبيعة في ظل الظروف المنهكة والاكتظاظات الخانقة والأزمات المتلاحقة في منطقة البطوف المحيطة، من مدينتي سخنين وعرابة وقرى رمانة والعزير وكفر مندا وغيرها".

وأكد نصار أن "الناظر من أعالي التلال يشاهد ويتمتع بالمناظر الرائعة ومزيج الألوان الربيعية للمشهد العام للسهل، بين اللونين الأخضر والأصفر للنباتات واللون البني للأرض، ونشاط الفلاحين الذين يتفقدون مزروعاتهم وبين من يتمتع بحراثة أرضه لتجهيزها للزراعة الصيفية مثل البطيخ والشمام والبقوليات".

وتابع نصار أن "البطوف اكتسب في السنوات الأخيرة روحا تنبض بالنشاط والحراك الحيوي اللافت، إذ يجري في كل بداية الموسم عرض وتسويق منتوجات الفلاحين التقليدية 'البعلية' في أرض السهل التي تلقى إقبال واهتمام الكثيرين من المتسوقين في السوق الشعبي الذي يمتد على جانبي الطريق في سهل البطوف، إلى جانب اعتبار التسوق فيه كنوع من النزهة التي تحمل الحنين إلى الماضي والعلاقة الوجدانية مع الأرض والمكان".

وأشار إلى أن "البطوف شهد في السنوات الأخيرة أيضا إقامة مهرجان التسوق الزراعي على مدار أسبوع كامل، شمل عروضا فنية وسهرات ليلية، وعرض الفلاحون منتوجاتهم أمام الجمهور، وكذلك عُرضت المأكولات التقليدية والخُبز العربي في أحضان البطوف ما أضفى طابعا عن أصالة تراثنا الجميل، وهذا من شأنه تعزيز تمسك الفلاحين بأرضهم وترسيخ أواصر العلاقات الاجتماعية بين أبناء الشعب الواحد في المنطقة، وتشجيعهم على مواصلة الزراعة والعناية والتمسك بأرضهم تصديا لمخططات السلطات الإسرائيلية وممارساتها بالتضييق على الفلاحين وحملهم على ترك الأرض، سيما وأن هناك محاولات كشفت، مؤخرا، للإعلان عن سهل البطوف محمية طبيعية لتحكم الخناق على المزارعين وأصحاب الأراضي العرب".

التعليقات