مدير المرصد بالجولان: مشروع عنفات الرياح سيجلب الويلات

قال أيوب لـ"عرب 48" إن "هذا المشروع تم الإعلان عنه، مؤخرا، وهو في مراحل الإيداع للجان المختصة من أجل إقراره وتنفيذه على الأراضي الخاصة للجولانيين، وفي حال تم إقراره سيجلب الويلات للأهالي وأصحاب الأراضي وسيجهز على القطاع الزراعي".

مدير المرصد بالجولان: مشروع عنفات الرياح سيجلب الويلات

تظاهرة في مجدل شمس رفضًا لانتخابات بلدية الاحتلال، تشرين الأول الماضي

يُشغل مشروع عنفات الرياح (طوربينات) الذي تعتزم السلطات الإسرائيلية تنفيذه أهالي الجولان العربي السوري المحتل في هذه الأيام، حيث تسعى لاستغلال طاقة الرياح على أراضي المزارعين الجولانيين، بأساليب الترغيب والترهيب.

وقال التحرك الشعبي للدفاع عن الأرض في الجولان إنه "على مدى الشهور الماضية، شغل 'مشروع طوربينات الرياح' بال أهالي الجولان، وتعمقت المعرفة والوعي لدى الجميع، بكل جوانب هذا المشروع وبحجم المخاطر التي تتهدد صحتنا وبيئتنا وزراعتنا واقتصادنا وطبيعة بلادنا، وبات واضحا أن الأرض هي محور هذا الصراع".

واستعرض مدير المرصد - المركز العربي لحقوق الإنسان في الجولان، د. نزار أيوب، مخاطر وأضرار وتبعات هذا المشروع، محذرا من فرضه وتنفيذه.

د. نزار أيوب

وقال أيوب لـ"عرب 48" إن "هذا المشروع تم الإعلان عنه، مؤخرا، وهو في مراحل الإيداع للجان المختصة من أجل إقراره وتنفيذه على الأراضي الخاصة للجولانيين، وفي حال تم إقراره سيجلب الويلات للأهالي وأصحاب الأراضي وسيجهز على القطاع الزراعي الذي تعتمده غالبية أهالي الجولان".

وأضاف أنه "بحسب المخطط سيتمركز هذا المشروع على خط وقف إطلاق النار قرب قرى مسعدة وبقعاتا ومجدل شمس، وسيبلغ عدد 'طوربينات الرياح' 42 على مساحة 6 آلاف دونم، وهذه المساحة تشكل ثلث الأراضي الزراعية في الجولان، ويهدفون لاستغلال الطاقة وبيعها لشركة الكهرباء القطرية 'الطاقة المتجددة". سيقام المشروع على أراضي المواطنين الخاصة، وفي حال تم إقامة هذا المشروع فسيكون له تبعات اقتصادية وصحية وبيئية، وسيمنع المشروع من تمدد وتوسع القرى الثلاث، والخطر الآخر أنه سيحدد بشكل جدي زراعة قرابة 12 ألف دونم تابعة للسكان السوريين الممتدة من بركة رام إلى القرى الثلاث".

ولفت أيوب إلى أن "هناك دراسات تقول إن للمشروع أيضا تأثيرات كبيرة على السمع أي الموجات تحت الصوتية التي تؤثر على الأذن، على السكان عموما وعلى المزارعين خصوصا الذين يتواجدون جل وقتهم في أراضيهم، خاصة وأننا نتحدث عن مراوح يبلغ ارتفاعها 180 مترا، وستسبب كذلك ضجيجا كبيرا ما يؤثر على المزارعين الأمر الذي سيدفعهم لهجرة أراضيهم، وأيضا بحسب الخبراء عندما تعمل المروحة الواحدة فإن دائرتها تغطي مساحة تقارب مساحة ملعب ونصف ملعب كرة قدم، وهذه المراوح أيضا عند شروق الشمس تعمل على التظليل وهذا يضر صحيا بالجميع وبالأطفال خصوصا بمجرد النظر إليها والتحديق بها، وتخيل أنهم يتحركون بين 42 مروحة، وكذلك يؤثر هذا على منطقة الأذن التي تحافظ على التوازن، فما بالك عند موسم القطاف والتواجد الدائم في البساتين؟".

أهم منتوج وطني في خطر

وشدد مدير المرصد أن "هذا المشروع يحمل كل المخاطر الصحية والبيئية والاقتصادية، والأهم أنه سيقضي على أهم منتوج وطني أساسي للجولانيين من هبوط بأسعار الأراضي والعقارات لأنه في حال تم فإن أي محاولة للحصول على تراخيص لاستخدامها للسياحة الزراعية أو بنايات للإيجار سيكون من الصعب استصدار تراخيص لها، وسيضرب أي مشاريع اقتصادية سياحية مستقبلا، ومساحات واسعة بالمنطقة الجنوبية لمجدل شمس مهددة أيضا مما قد يهّجر الكثيرين هناك من بيوتهم تحت ذريعة تطوير الجولان، وهناك مخطط لاستقدام 250 ألف مستوطن جديد وبناء 30 ألف وحدة سكن لهذا الغرض بالإضافة لربط الجولان بسكك حديدية وإقامة مهبط للطائرات".

وأكد أن "هذا الإعلان جاء متزامنا مع قرار ترامب بضم الجولان لإسرائيل. وفي سياق اندلاع الحرب في سورية ومنذ العام 2011 كثفت إسرائيل توسعها الاستيطاني وقد تكون منطقة 'مشروع عنفات الرياح 'تأتي في نفس السياق مع الاستيطان، وقد استغلت إسرائيل الحرب في سورية وحقيقة تقسيم سورية إلى ثلاثة كيانات سياسية لتأكيد سيطرة إسرائيل وكسب اعتراف دولي في سياق أوسع وأعم وهو إبقاء سيطرة إسرائيل على الجولان الأمر الذي من شأنه أن يعيق أي توجه لمفاوضات سلمية بحكم فرض سياسة الأمر الواقع".

سبل المواجهة

وحول سبل التصدي لهذا المشروع، قال أيوب: "مواجهة هذا المشروع تجري في مسارين، الأول قانوني وهناك عمل حثيث بين 'المرصد - المركز العربي لحقوق الإنسان في الجولان' وبين منظمة 'بمكوم' وجمعية 'حقوق المواطن'. سنتابع الأمر لاستنفاد كل الإجراءات القانونية المتاحة بما فيها رفع مستوى الوعي بين السكان وتقديم اعتراضات قانونية على المشروع، وهناك كذلك جهات أخرى تناقش بجدوى الطعون بمشروعية وقانونية توقيع بعض السكان عقد تأجير مع الشركة التي تنفذ المشروع، ومن جهة أخرى فإن المسار الشعبي انطلقنا به، وتوجد لجان شعبية تنشط بين السكان لمقاومة هذا المشروع بالطرق السلمية المتاحة. انطلقنا بعقد اجتماعات شعبية موسعة وقد يتطور العمل الشعبي لاعتصامات وإضرابات ومظاهرات للتأكيد على النضال السلمي لمناهضة هذا المشروع الخطير ومناشدة كل من يستطيع صد هذا المشروع الذي يهدد مستقبل هذه الأراضي".

وختم أيوب بالقول إن "هناك بعض السكان وقعوا على عقد تأجير الأرض للشركة بسبب انعدام الوعي لمخاطر هذا المشروع، ونحن نبحث ونستشير إمكانية الطعن بعقد مثل هذه العقود لأن من وقع لو كان يعرف مخاطر هذا المشروع لما أقدم على ذلك، وبالتالي إذا مضت السلطات الإسرائيلية في تنفيذ مشروعها هذا فنحن نستعد لأوسع مواجهة شعبية سلمية".

 

التعليقات