مقتل أحمد ضراغمة: 10 رصاصات أنهت الحلم

لم يتوقع ضراغمة، أصله من قرية كوكب أبو الهيجاء، أن تنهي 10 رصاصات حياته وتقتل حلمه بالاستقرار مع زوجته وأولاده ووالدته تحت سقف واحدٍ، في بلدة عربية.

مقتل أحمد ضراغمة: 10 رصاصات أنهت الحلم

المرحوم أحمد ضراغمة

"ريحة البلد تخنقني، اشتقت إليها" قال أحمد ضراغمة (35 عاما) لزوجته قبل نحو عام حين كان يسكن بالخضيرة، قبل قدومه للعيش في باقة الغربية.

لم يتوقع ضراغمة، أصله من قرية كوكب أبو الهيجاء، أن تنهي 10 رصاصات حياته وتقتل حلمه بالاستقرار مع زوجته (يهودية من الخضيرة أعلنت إسلامها) وأولاده ووالدته تحت سقف واحدٍ، في بلدة عربية، بعد أن عاش وزوجته بالخضيرة ما يزيد عن 12 عاما.

وقالت ريتا ضراغمة، زوجة ضحية جريمة القتل في باقة الغربية مساء أول من أمس، الأحد، إن "زوجي أحمد يتوق للعيش في بلدة عربية، وأن يربي أولادنا على الثقافة والحضارة العربية والإسلامية، وأن يعلمهم في مدارس عربية".

وأكدت الزوجة الثاكل في حديثها لـ"عرب 48": "لقد بنينا معا بيتا كبيرا، ورممنا ما كان متهالكا في السابق، أردنا الاستقرار ونلناه لعام واحد فقط، إلى أن جاءت تلك الرصاصات وأنهت هذا الحلم، كيف أنسى أحمد؟ من يعوضني عنه؟ من يساعدني في تربية الأولاد؟ حياتنا صعبة وقاسية بعد خسارتنا زوجي أحمد".

القتيل وزوجته وطفلتهما

وعن علاقته بالأولاد، قالت إن "المرحوم زوجي كان يحب جميع أولاده حبا جمّا، لكن الصغيرة التي لم تتجاوز العام من عمرها، سرقت عقله، وللأسف ستعيش هذه الطفلة طوال حياتها يتيمة بحسرة وألم دون أن يلاعبها ويداعبها من كان أحن شخص عليها".

قُتل ضراغمة وهو خارج من المسجد بعد أن أدى صلاتي العشاء والتراويح، إذ أطلق القاتل النار عليه من مسافة قريبة، نحو 12 رصاصة استقرت 10 منها في جسد الضحية، ولم تسعفه عمليات الإنعاش لإنقاذ حياته، فقد أقر الطبيب وفاته لاحقا متأثرا بإصابته الحرجة.

مطاردة المشتبه به بتنفيذ الجريمة

عند باب منزل ضراغمة في الحي القديم بباقة الغربية، تتواجد قوات من الشرطة، تفصل بينه وبين بيت يشتبه أن أحد سكانه تورط في الجريمة، ولا زالت الشرطة تطارد المشتبه به في أحياء باقة الغربية وخارجها.

وقال عم المرحوم، يوسف ضراغمة، لـ"عرب 48" إن "أحمد كان بمثابة أب العائلة وكان المعيل الوحيد لها، فهو الذي كان يعيل أخوته. كان إنسانا طيبا واجتماعيا ولم تربطه أي صلة بالمشاكل، عاش في الخضيرة حيث عمل هو والأولاد وزوجته، أراد أن يستقر في باقة من أجل تربية أولاده على القيم والعادات العربية، كان ملتزما ويصلي ويصوم ويؤدي واجباته الدينية. أفتخر بأحمد كونه كون نفسه بنفسه دون مساعدة أحد، والده توفى قبل 10 أعوام، وهو الذي احتوى العائلة كلها، وكان لديه حلم أن ينجح في عمله، وكان طموحا في الحياة، بنى بيتا ليستقر فيه مع أولاده، لكن القدر حال دون ذلك".

العنف والجريمة يبطشان بمجتمعنا

وعن خلفية اقتراف الجريمة، قال عم الضحية إنه "مهما كانت الخلفية لا يجوز أن لأحد أن يقتل آخر ويسلب حياته. ليست هكذا تحل المشاكل، بل على العكس هذا يزيد المشاكل تعقيدا، ويمكن أن تحدث ردة فعل مشابهة نحن في غنى عنها. القاتل والمقتول خاسران، الأول في القبر والثاني في السجن".

وتطرق إلى العنف الجريمة في المجتمع العربي، وقال إن "ما يحدث، اليوم، يشكل خطرا على كل الناس دون تفرقة، الكل مهدد، والعنف يولد العنف، وهذا يفتت النسيج الاجتماعي بيننا، والمثل العربي يقول الصلح سيد الأحكام. أدعو من يقترف الجرائم للتفكير لحظة والنظر إلى نتائج ما بعد الجريمة، وما هي العواقب. للأسف مجتمعنا تجاوز كل الخطوط الحمر".

يوسف ضراغمة - عم القتيل

وأكد عم القتيل أنه "يجب أن نضع الحد لهذا الوضع المتأزم، وعلى الشرطة أن تجمع الأسلحة أولا، ومن ثم علينا تربية أولادنا على الأخلاق وقيم التسامح".

وختم بالقول بالقول إن "المشاكل ما اشتدت وبلغت حدتها ما تستوجب اقتراف جرائم القتل. أنا جارك وابن بلدك ووطنك ودينك، نفرح لفرحك ونحزن لحزنك وجرحنا وألمنا واحد. يحب على الأهالي أن يربوا أولادهم وأن يوصوهم الوصايا الحسنة، وأن يحذروهم من الانجرار إلى العنف. نحن أحوج ما نكون لتحكيم العقل والتسامح".

 

التعليقات