جولة بينيت بالنقب: فرض السيادة وسلب الأرض بادعاء محاربة الجريمة

أثارت الجولة الاستعراضية التي قام بها رئيس الحكومة الإسرائيليّة، نفتالي بينيت، في منطقة النقب، جنوبيّ البلاد، وتصريحاته أمس، الإثنين، ردودا غاضبة في المجتمع العربي.

جولة بينيت بالنقب: فرض السيادة وسلب الأرض بادعاء محاربة الجريمة

(مكتب الصحافة الحكومي)

أثارت الجولة الاستعراضية التي قام بها رئيس الحكومة الإسرائيليّة، نفتالي بينيت، في منطقة النقب، جنوبيّ البلاد، وتصريحاته أمس، الإثنين، استنكارا واستهجانا في المجتمع العربي، واعتبرت قيادات عربية تصريحاته تحريضا مباشرا على المواطنين العرب في النقب، والتي لا تأتي في معزل عن أجواء التحريض العام في البلاد على العرب في النقب، بدعم من وزراء في الحكومة ورؤساء سلطات محلية يهودية.

وكان بيان قد صدر عن بينيت، أمس، ذُكر فيه أنه قام بجولة في جنوبي البلاد، "كجزء من خطة مكافحة الجريمة والعنف العربي في المنطقة. وفي لقائه مع رؤساء السلطات المحلية أوضح رئيس الحكومة، أن (حكومته)... ملتزمة بحل المشاكل في منطقة الجنوب، وعلى رأسها معالجة الجريمة وبسط سلطة القانون"، على حدّ زعمه.

وقال بينيت خلال جولته، والتي كان جزء منها في منطقة تطلّ على مدينة رهط، إنه "وصلنا إلى هنا، إلى جنوبي البلاد، كجزء من التعامل مع الجريمة التي تفشت في المجتمع العربي في هذه المنطقة". وأضاف أنه "في الأسبوع المقبل سنحيي مرور نصف عام على تشكيل الحكومة. ومنذ اليوم الأول بعد تشكيل الحكومة، حددنا العنف المتفشي في المجتمع العربي كغاية وطنية".

تحريض على العرب بالنقب

وقال رئيس بلدية رهط، فايز صهيبان، لـ"عرب 48" إن "هذه الزيارة رُتِّبت لتكون مع رؤساء بلديات يهود وعرب لمتابعة خطة مكافحة العنف في النقب، ولكننا استغربنا بعد الجلسة أن رئيس الحكومة يشرف من على تلة قرب رهط، ويتحدث عن العنف كأن المدينة بؤرة العنف، ويصرّح؛ ’انتقلنا من الدفاع إلى الهجوم’، وكأنه يوجد جيش يريد احتلال الأرض، وهذا ما نرفضه جملة وتفصيلا، وعليه أبرقنا رسالة لرئيس الحكومة لشجب واستنكار هذا الموقف، وقلنا إن رهط مدينة داخل الدولة ويجب على رئيس الحكومة زيارتها كأي مدينة في إسرائيل، وإن وقوفه على تلة مشرفة على رهط أمر مرفوض جملة وتفصيلا".

فايز أبو صهيبان

وحول الوضع في النقب، قال أبو صهيبان إن "ما يحدث في النقب بفعل أيد خفية تقوم بإثارة الرأي العام وتصوير النقب وكأنه غابة دون قانون، وعلى هذا فإن الحكومة مطالَبة بأن تتعامل بحذر مع هذا الأمر، فليس كل حادث هو عنف من قِبل البدو، وإنما هناك عنف ممارَس من قِبل الشرطة تجاه المواطنين العرب في النقب كما شهدنا في حادثة محاولة تجريم شاب ووضع مسدس في سيارته، عدا عن اعتداء على سيارات عربية في بئر السبع من قِبل شبان يهود".

وعن خطة مكافحة العنف في النقب، ذكر رئيس بلدية رهط أنه" لم نحصل لغاية الآن على ميزانيات لما تسمى خطة مكافحة العنف، لكن الشرطة عززت قواتها في الجنوب بشكل ملفت للنظر، ونلاحظ تواجدا كثيفا للشرطة، وحتى في مدينة بئر السبع هناك وحدات خاصة للمحافظة على حياة المواطن السبعاوي إن صح التعبير من تهديد البدو، وفي رهط أيضا هناك دوريات، وأقولها بكل صراحة نحن أيضا علينا تحمل المسؤولية التربوية والاجتماعية، فهناك أمور أيضا من مسؤوليتنا، وليست فقط من مسؤولية الشرطة".

وختم أبو صهيبان بالقول إن "التحريض على بدو النقب أمر جديد في منطقة النقب مع هذه الحكومة، وهناك أيدٍ خفيّة ربما تعبث بالموضوع الإعلامي وتسويق ما يسمونه الإجرام العربي، وكأنه قنبلة موقوتة؛ هذا ما يحاولون تسويقه وتضخيمه، ووزيرة الداخلية ورئيس الحكومة يسعيان عبر تصريحاتهما حول السيادة في النقب إلى إخماد نيران التحريض المشتعلة في الجنوب، ونحن بدورنا نوضح الجانب المشرق لعرب النقب".

جمعة الزبارقة

سلب الأرض

وقال النائب السابق وعضو المكتب السياسي للتجمع الوطني الديمقراطي، جمعة الزبارقة، لـ"عرب 48" إن "جولة رئيس الحكومة كانت مبرمجة ومخططة سلفا، ولم تخرج عن سياق التحريض العام على النقب، إذ شهدنا قبل أسبوعين إنزالا جويًّا لقوات من الشرطة على قرية أبو تلول، مع نصب خيمة تحكُّم عن بعد للإشراف على العملية في القرية، وحَوَت الخيمة عدة ضباط راقبوا العملية أولا بأول مع عملية الإنزال الجوي، ونحن نعلم أن الإنزال الجوي، يُستخدم في حالات الحرب لإنزال قوات خلف خطوط العدو، وبعد هذه الحادثة التي باءت بالفشل، جاءت جولة رئيس الحكومة مع زُمرة المحرضين والوزراء العنصريين، وبنفس الأسلوب خيمة مجهزة من تلّة تشرف على مدينة رهط. وهذه أدلة واضحة بأن الحكومة، بجميع مركباتها، تسعى إلى شيء واحد ووحيد وهو السيطرة على الأرض في النقب، وترافقهم جوقة التحريض... وسمعنا تحريضات ضد العرب الفلسطينيين في النقب، بينها ضرورة إعادة فرض سيادة الدولة، وأن البدو استولوا على الأرض بالنقب".

وحول تكثيف الحملات التي تنفذها الشرطة في النقب، قال إن "هناك اعتداءات مستمرة في النقب، ربما ظهرت منها محاولة تجريم شاب عربي عبر وضع مسدس في سيارته، ولكن الممارسات عديدة، فمنذ أسبوعين يتم إيقاف الشاحنات التي يقود معظمها شبان عرب من أجل راحة سكان ’ميتار’. نحن نعيش في نظام أبرتهايد في جميع المجالات ونستشعر خطط دفع بدو النقب إلى غيتوات للنوم فقط والسيطرة على أراضيهم وسلبها، فالصراع على الأرض واضح وجليّ، ونحن نتحدّث عن 3% فقط من الأرض يمتلكها العرب في النقب ممن ظلّوا بعد النكبة".

وعن جولة بينيت ومدلولاتها، قال الزبارقة إن "ما يقوله رئيس الحكومة هو ترجمة لمخططات السيطرة على الأرض التي نملكها، والآن هناك فرصة تاريخية تحدث لأول مرة بوجود حزب عربي وما يسمى باليسار الإسرائيلي في الحكومة الإسرائيلية، وهي فرصة فعلية للسيطرة على أراضي البدو في النقب من قِبل الحكومة، والدليل أنه لم تمارس أي حكومة ما تمارسه حكومة بينيت في النقب حتى يومنا هذا".

التعليقات