والدة معتَقَل من النقب: لم أرَه حتى الآن... والخوف يلاحِق أبنائي

أفادت فاطمة قاضي والدة كرم قاضي (19 عاما)، أحد معتَقَلي النقب، أنها لم تلتقِ بابنها منذ اعتقاله قبل 6 أيّام، مؤكّدة أن "الخوف يلاحق أبناءها" الآخرين الذين تأثّروا نفسيًّا، بالغياب القسريّ لشقيقهم الأكبر.

والدة معتَقَل من النقب: لم أرَه حتى الآن... والخوف يلاحِق أبنائي

أطفال بالنقب (خاصّة بـ"عرب 48" - وليد العبرة)

أفادت فاطمة قاضي والدة كرم قاضي (19 عاما)، أحد معتَقَلي النقب، أنها لم تلتقِ بابنها منذ اعتقاله قبل 6 أيّام، مؤكّدة أن "الخوف يلاحق أبناءها" الآخرين الذين تأثّروا نفسيًّا، بالغياب القسريّ لشقيقهم الأكبر، فيما أكّد محامي الشاب "نَقْل ملف موكّله من تحقيق الشرطة إلى تحقيق من قِبل جهاز الأمن العام الإسرائيلي (الشاباك)".

المُعتَقل كرم قاضي

وفي وقت سابق اليوم، قدمت النيابة العامة الإسرائيلية إلى المحكمة في بئر السبع، تصريح ادعاء ضد ثمانية معتقلين، بزعم "الإخلال بالنظام العام" على خلفية تصدي الأهالي واحتجاجهم على ما تعرضت له قرية الأطرش - سعوة من تجريف للأراضي، ومحاولات للتهجير، فيما استمرّت حملات الاعتقالات التي تنفذها الشرطة منذ بداية الاحتجاجات، وطالت حتّى أمس الثلاثاء، نحو 150 شخصا، بينهم فتيان وقاصرون.

وأعربت قاضي التي تسكن في شقيب السلام، عن قلقها الشديد على ابنها الذي تم اعتقاله في 13 كانون الثاني/ يناير الجاري، خلال مشاركته في المظاهرة القطرية التي جرت عند مفرق سعوة - الأطرش في النقب، احتجاجا على ما تتعرض له القرية من تجريف للأراضي، وتحريش من قِبل السلطات الإسرائيلية، واعتقالاتٍ، واقتحامات للمنازل، وقمع لاحتجاجاتهم ضد سلب أراضيهم.

وسردت قاضي في حديث لـ"عرب 48" تفاصيل اعتقال ابنها، قائلة: "تمّ اعتقال ابني على يد أجهزة الشرطة، خلال مشاركته في المظاهرة القطرية التي نُظمت نصرة لأهالي النقب، وقد تعرّض للضرب والتحقيق من قِبل عناصر الشرطة، ومن ثم يتم تحويله للتحقيق على يد الشاباك، ولم أحظَ بلقائه منذ لحظة اعتقاله، إذ تم إبلاغي بأنه محتَجَز في سجن عسقلان".

وتساءلت قاضي: "لماذا يتمّ التعامُل مع ابني بعنصرية؟ هل لأن والده من غزة؟"، واستطردت بالقول إنّ "والد كرم من غزة، ولدينا أسرة مكونة من 8 أنفار، وتمّ إبعاد زوجي عن العائلة منذ 16 عاما، والآن يُبعِدون ابني سنَد العائلة عنّي، ألا تكتفي عنصرية الدولة بالتضييق علينا في معيشتنا وحقّنا بالعيش بكرامة على أرضنا؟ لقد أبعدت زوجي ربّ الأسرة، والآن تُبعد ابني البكر عني".

معيل وحيد... ظروف معيشيّة صعبة

وتابعت: "لم يبقَ لي هنا زوج ولا معيل، فابني كرم هو المعيل الوحيد لنا، وتُرِكت لأعاني الأمرّيْن في غياب زوجي وابني، ابني زياد كان عمره أربعة أشهر عندما تم إبعاد والده إلى غزة، وهو الآن في الصف العاشر، والآن أنا التي أقوم بإعالة أسرتي وحدي في ظل ظروف مادية سيئة".

وأضافت قاضي: "مصاريفنا كبيرة جدا، والراتب الذي أتقاضاه لا يكفينا إلا لبضعة أيام فقط، ويقوم أهل الخير أحيانا بتقديم مساعدات لنا. حتّى أحذية أبنائي أصبحت بالية، غير صالحة، وأكرّر تساؤلي؛ ما هو ذنب زوجي طارق حتى تم إبعاده؟ لم يوجه سلاحا ضد دولة الاحتلال، فقط تم إبعاده لأنه من غزة، واليوم ابني يَتمّ التحقيق معه وحدَه من قبِل جهاز المخابرات الإسرائيلي، بينما من تم القبض عليهم (خلال المظاهرة) برفقته، تحقَّق معهم الشرطة فقط".

وقالت: "أعيش في مخزن مكوّن من جدران إسمنتية، ومسقوف بلوح معدنيّ، والنوافذ محطّمَة، وقد وضعت بدلا عن الزجاج أغطية لتردّ الهواء في ظل الظروف الجوية السائدة والباردة للغاية، ولا يوجد لدي سوى مدفأة واحدة، والمخزن الذي نعيش فيه بطبيعة الحال هو بارد جدا، وأطالب بالإفراج الفوري عن ابني كرم، لأنه كان يشارك في تظاهرة سلمية، ولم يعمد إلى أي نوع من أنواع العنف، حاله في ذلك، حال زملائه المعتقلين، ولقد مر علي اليوم الثامن ولا أعلم عن وضعه القانوني او الصحي او النفسي أي شيء على الإطلاق، كل من كان مع كرم تم التحقيق معهم قضائيا وتم إخلاء سبيلهم باستثناء كرم".

وأضافت قاضي: "علمت اليوم بأنه سُمح للمحامي علي أبو لبن بزيارة ابني كرم، بعد أن تم منعه من مقابلته طيلة فترة الاعتقال، وفي الأصل توكّل طاقم محامين للدفاع عنا (عن ابنها المعتَقَل وبقية المعتَقلين) كنوع من المساعدة القضائيّة، لأننا لا نملك المال لتوكيل محامٍ، ولو اضطرني الأمر لدفع أتعاب للمحامين، فلن أستطيع دفع شيء".

مسكن العائلة المتواضع

وكرّرت قاضي تأكيدَها: "منذ اعتقال ابني لم أره ابدا وأعاني من عنصرية الاحتلال من خلال هذه المعاملة المستفزة لابني، حتّى أنني أشعر بالخوف من عناصر الأمن، كما أن الخوف يلاحق أبنائي إلى هنا، فعندما يسمعون أصوات إطلاق نار، يظنون أن مكروها قد لحِق بكرم (شقيقهم)، بالإضافة إلى استياء الأبناء من حرمان السلطات الإسرائيلية من والدهم، والآن تحرمهم من شقيقهم".

من جانبه، قال المحامي علي أبو لبن الموكل بالدفاع عن المعتقَل الشاب: "أنا في طريقي لزيارة المعتقل كرم، بعد أن تقدمت باستئناف للمحكمة العليا ضد قرار منع زيارتي بموكلي"، مضيفا: "لقد تم نقل ملف موكلي كرم من تحقيق الشرطة إلى تحقيق الشاباك".

التعليقات