عوائل ضحايا الشرطة: سنتوجه للقضاء الدولي لإظهار العدالة

استُشهد العشرات من الشبان العرب في البلاد برصاص الشرطة الإسرائيلية، آخرهم سند سالم الهربد (27 عامًا)، فجر يوم 15 آذار/ مارس الجاري، برصاص أفراد وحدة "المستعربين" في الشرطة خلال عملية مشتركة مع جهاز الأمن العام (الشاباك) في مدينة رهط.

عوائل ضحايا الشرطة: سنتوجه للقضاء الدولي لإظهار العدالة

الشرطة في النقب (أرشيف عرب 48)

استُشهد العشرات من الشبان العرب في البلاد برصاص الشرطة الإسرائيلية، آخرهم سند سالم الهربد (27 عامًا)، فجر يوم 15 آذار/ مارس الجاري، برصاص أفراد وحدة "المستعربين" في الشرطة خلال عملية مشتركة مع جهاز الأمن العام (الشاباك) في مدينة رهط.

وازدادت جرائم قتل المواطنين العرب برصاص الشرطة، إذ أنه قُتل 69 مواطنا عربيا برصاص الشرطة منذ العام 2000.

الشهيد سند الهربد

وخلال أحداث الهبة الشعبية "هبة الكرامة" في شهر أيار/ مايو 2021، استشهد الشاب محمد كيوان (17 عاما) من مدينة أم الفحم، برصاص الشرطة على مفرق خلة الخشب/ البيار في منطقة وادي عارة.

وقبل استشهاد كيوان بمدة قصيرة، استُشهد ابن طمرة، الطالب الجامعي أحمَد حجازي، يوم 2 شباط/ فبراير عام 2021، برصاص الشرطة، أثناء دراسته في منزل صديقه بالمدينة.

"قتلوه فقط لأنه عربي"

وفي صدد استشهاد كيوان، قالت والدة الشهيد ليلى كيوان، لـ"عرب 48" إنه "صحيح أن استشهاد ابني محمد جمع آلاف القلوب من حوله، إذ أنني في الأشهر الأولى من استشهاد محمد كنت وكأنني في غيبوبة".

وأضافت "لم أكن أشعر بالذي أعيشه خلال الأشهر الأخيرة، لكن اليوم كل شيء يختلف، إذ أنه في كل المناسبات والحياة اليومية أشعر بالفقدان والحزن الشديد على رحيل ابني. أموت في كل يوم على الرغم من كل محاولاتي لإخفاء الحزن في المنزل".

وبخصوص سير التحقيقات، قال إن "الاستمرار بالتحقيق هو أمر لن نتنازل عنه، إذ أننا سنواصل العمل حتى إظهار حق ابننا، وهذا أقل ما نقدمه لابني حمودي، وهو معاقبة القاتل".

الشهيد محمد كيوان

وأضافت والدة الشهيد أن "ابني قُتل بدم بارد دون أن يشكل أية خطر على الشرطة، قتلوه فقط لأنه عربي، وفي بلدة عربية، وأيضًا الشرطي الذي قتل ابني يعلم أنه لن يعاقبوه أبدًا لقتله عربيا. ابني قتل بعد خروجه من المنزل بنصف ساعة، كان ذاهب لتناول السحور، دون أن يقوم بأي عمل مخالف للقانون".

وحول ادعاء الشرطة، أوضحت كيوان أن "الادعاء كاذب، وحتى لو افترضنا أن أبني والشبان حاولوا دهس شرطي، فالشرطة لا تكتفي بقتل واحد، إنما ستقوم بقتلهم جميعًا، ادعاء الشرطة كاذب".

والدة الشهيد محمد كيوان (عرب 48)

وعادت الذكرى بوالدة الشهيد إلى ما قبل يوم الأم في العام الماضي، وقالت إنه "قبل يوم الأم عام الماضي بيوم واحد، جاء حمودي، قبّل يدي وجبيني، وسألني: 'ماذا تريدين هدية غدًا بيوم الأم؟' فأجبته 'لا شيء، أنت أجمل هدية'، فقال لي ضاحكًا: 'بدي أجبلك ساندويشة شوارما' ضحكت كثيرًا، وحين سألته من سيدفع ثمنها؟ قال لي إنه سنتقاسم ثمنها بيني وبينك".

وختمت ليلى كيوان بالقول إنه "كان دائمًا يخلق أجواء مرحة في المنزل، وكان حنونا لأبعد الحدود. فقدان محمد صعب جدًا، إذ أنني فقدته فجأة. الله يرحمه".

مسار قضائي دولي

ومن ناحيته، قال جبر حجازي، شقيق الشهيد أحمَد حجازي، لـ"عرب 48" إن "التحقيقات الدولية في قضايا الشهداء الذين قتلوا برصاص الشرطة الإسرائيلية هامة وضرورية، إذ أن هذه التحقيقات ستعمل على ردع الشرطة لقتل المواطنين العرب بدم بارد، كما حصل ويحصل منذ أعوام".

الشهيد أحمد حجازي

وأضاف أن "الضغط الدولي والشعبي سيمنع الشرطة من الاستمرار في هذه الجرائم بحق المواطنين العرب، إذ أن قتل المواطنين بشكل سهل ودون رادع سيجعلها تستمر في هذا النهج".

ودعا حجازي كافة أهالي الضحايا الذين قتلوا برصاص الشرطة للتوجه إلى فتح مسار التحقيقات الدولية، بالإضافة إلى دعوة كل الفاعلين والناشطين للمشاركة في الفعاليات المناهضة لجرائم القتل، وذلك من أجل وضع حد لكل ما يحصل بحق المواطنين العرب من قتل واستخفاف بحياتهم.

شقيق الشهيد أحمد حجازي (عرب 48)

وختم حجازي بالقول إنه "أتوجه إلى كافة أبناء شعبنا الذين يتعاملون بالسلاح، كفاكم التعامل بهذه الأسلحة التي تقض مضاجع المجتمع العربي، والتي تضعف المجتمع وتزيده وجعًا، إذ أن كل عام هناك أكثر من 100 جريمة وعشرات الأيتام والأرامل، وهذا صعب جدًا على المجتمع، وفي نهاية المطاف نحن الخاسرون".

التعليقات