نقل مركز الموهوبين من طمرة: "الطلاب يدفعون ثمن الخلاف بين البلدية والوزارة"

أثار قرار وزارة التربية والتعليم بإغلاق مركز الطلاب الموهوبين في طمرة ونقله إلى بلدة كابول المجاورة، استياء الطلاب وأولياء أمورهم سيما وأن الأولى علّلت قرارها استنادا إلى توجه من بلدية طمرة بإغلاق المركز ردا على معارضتها

نقل مركز الموهوبين من طمرة:

من فعاليات الطلاب في مركز الموهوبين بطمرة

أثار قرار وزارة التربية والتعليم بإغلاق مركز الطلاب الموهوبين في طمرة ونقله إلى بلدة كابول المجاورة، استياء الطلاب وأولياء أمورهم سيما وأن الأولى علّلت قرارها استنادا إلى توجه من بلدية طمرة بإغلاق المركز ردا على معارضتها قرار الوزارة بتعيين مديرة للمركز.

وجاء في بيان صدر عن وزارة التربية والتعليم، أن "رئيس بلدية طمرة أبلغها رغبته بإيقاف عمل المركز (مع بداية موعد افتتاح العام الدراسي) وذلك بسبب معارضته لقبول قرار الوزارة القاضي بتعيين مديرة للمركز فازت بمناقصة وفق التعليمات المتبعة".


وادعت (وزارة التربية والتعليم) أنها "حاولت كثيرا استمرار نشاط مركز الموهوبين في طمرة، ولكن جميع المحاولات باءت بالفشل وجرى منع المديرة من تحضير مركز الموهوبين من خلال عدة فعاليات موجهة بقصد تشويش عملها"؛ وفقا لما ورد في بيانها.

واستقطب مركز الموهوبين في طمرة على مدار عقود طلاب من مراحل التعليم الابتدائية والإعدادية والثانوية، وذلك من عدة بلدات بينها الشيخ دنون والمزرعة وعكا وجديدة المكر وكفر ياسيف وكابول وطمرة.

وطالب عدد من أولياء أمور الطلاب التشبيك والتعاون بين الجهات المختلفة لاستدراك قرار إغلاق المركز المفاجئ من دون سابق إنذار، وإعادة فتحه في طمرة.

وبهذا الصدد، حاور "عرب 48" عددا من أهالي الطلاب ومسؤولين من بلدية طمرة ورئيس لجنة أولياء أمور الطلاب المحلية حول قرار إغلاق مركز الموهوبين وتبعياته.

وقال د. نايف عواد من أولياء أمور الطلاب في مركز الموهوبين، لـ"عرب 48"، إن "هناك أزمة جدية بين طرفين ولا يعقل أن يكون الحل على حساب مصلحة الطلاب وذويهم، كما لا يعقل أن تخسر طمرة مؤسسة حيوية هي ذخر ومحط فخر واعتزاز لكل أبنائها".

د. نايف عواد

وأكد أن "مركز الموهوبين هو رأس مال بشري هام، وقد أثبت جدارته على مدار الأعوام الأخيرة، لذا وجب الحفاظ عليه بكل ثمن وبكل ما أوتينا من قوة، وعليه ندعو رئيس وإدارة بلدية طمرة والمجلس البلدي بذل كل الجهود الممكنة من أجل تدارك الأمر والوصول إلى تسوية تقضي إلى إبقاء المركز في المدينة".

ورأى عواد أن "هناك حاجة ماسة لإيجاد وفتح قنوات تواصل مجددة بين البلدية ووزارة التربية والتعليم، في كل صراع واحتدام يظن كل طرف بأنه يمتلك الحقيقة الكاملة والمطلقة، والوضع الحالي يحتم علينا إيجاد تسوية وحل وسط يفضي بنهاية المطاف إلى إبقاء المركز داخل نطاق المدينة".

وحول إمكانية اللجوء أو التوجه إلى القضاء، أجاب د. عواد "شخصيا لست من المتحمسين لهذا الخيار، وهذه القضايا قد تستهلك وقتا وتستنزف فيها الجهود في أروقة المحاكم، وباعتقادي يجب بذل الجهود الحقيقية والشجاعة في إيجاد المعادلة الصحيحة التي تنهي هذا الإشكال سريعا، وإذا صدقت النوايا لدى الطرفين اعتقد أن الأمر ممكنا وليس مستحيلا، أما إذا لم تنجح الجهود والمساعي التوافقية فالأمر بالطبع متروك لإدارة البلدية من أجل اتخاذ قراراتها وحساباتها بكل ما يتعلق بالمسار القضائي، ومن ناحيتنا نحن كأولياء أمور طلاب بمركز الموهوبين على استعداد تام للمساهمة والدفع قدما من أجل المساعدة بكل ما من شأنه أن يساعد أو يسرع حل هذه الأزمة".

وأعرب سلام ذياب وهو والد لطالبين في مركز الموهوبين خلال حديث لـ"عرب 48"، عن سخطه من قرار نقل أبنائه إلى مركز جديد ما تسبب لهما بصدمة كبيرة، مضيفا أنه "عملت سابقا في المركز وأدرك حجم الاستثمار الذي حظي به منذ تأسيسه والدور الذي قام به المدير السابق، الأستاذ عبد الرحمن زيداني، ليتحول إلى مركز يستقطب الطلاب الموهوبين من مختلف البلدات المجاورة".

سلام ذياب

وتابع أن "إدارة المدرسة أعدت بيئة تعليمية تمتاز بالتطلع والسعي بكونها مجتمع متعلم، التي بها الطلاب والمعلمون متساوون في حب استطلاعهم وفي التزامهم بأن يأخذوا ويرافقوا إلى حقول ومجالات جديدة وغير معروفة، هكذا تُفتح أمام المعلمين والطلاب إمكانيات جديدة لتنمية ورعاية جوانب الوعي والإدراك وإعطاء فرصة التعبير والتحقيق لمواهبهم وقدراتهم المتميزة، ولخلق أنمط تعلم فريدة وتربية مناسبة من خلال التجديد المستمر".

وأكد أن "القرار الفردي المفاجئ بإغلاق هذا الصرح الذي تجاهل حتى استشارة لجنة أولياء أمور الطلاب أو أهالي الطلاب، هو قرار غير مهني ينطوي تحت إجراءات انتقامية وعقابية غير مبررة، وخصوصًا أن الطلاب وذويهم كما طاقم المعلمين في المركز يعيشون حالة نفسية مزرية نتيجة هذا القرار".

وشدد على أن "الطلاب هم من سيدفعون ثمن هذا القرار حيث باتوا ضحية أمور غير مفهومة لنا كأهال أو طلاب، إذ أن القرار فُرض علينا وألزمنا بالانتقال إلى المركز الجديد من دون مشاركتنا كأولياء أمور أو مشاركة لجنة الأولياء المحلية، وهذا القرار التعسفي بإغلاق مركز أبنائنا ونقلهم بشكل فردي مرفوض من قبلنا".

وختم ذياب بالقول "نحن نتحدث عن خبرة الطلاب الذين يمكننا مناقشتهم والتحاور معهم، هذه المجموعة التي تحظى ببيئة تعليمية داعمة عاطفيا وحسيا مرنة ومحتلنة التي فيها تعطى فرصة لحوار مثير للتحدي ولخلق معرفة جديدة، وقد اجتهد القائمون على المركز على مدار أعوام عديدة لتخريج طلاب هم اليوم من خيرة الشخصيات اللامعة في مناطق الـ48".

وتساءل عزيز مرشد من كابول وهو والد أحد الطلاب في المركز خلال حديث لـ"عرب 48" قائلا "كيف يمكن إغلاق مركز مهني مجهز بكل الموارد والطاقات التعليمية ويعتبر من الأوائل من نوعه في المنطقة من حيث المناهج التعليمية والموارد البشرية؟".

عزيز مرشد

وأضاف "الطاقات التي يبعثها هذا المركز بنفوس أبنائنا وصقل شخصية الطلاب وانتقالهم من مرحلة عقلية تحصيلية إلى مرحلة أعلى بفترة قصيرة وجيزة بفضل وجودهم بهذا المركز، فإن قضية البدء بتخطيط مركز بديل مع موارد جديدة بديلة أمر غير مهني وغير مقبول، إذ أن مطلب الساعة هو العدول عن هذه القرارات والحفاظ على استمرار المركز بسيرته وسيرورته الحالية كما تعودنا عليه وعلى طاقمه المهني المعطاء".

وأعرب عن أمله بأن يتم اتخاذ الخطوات والإجراءات اللازمة على مستوى المسؤولين للرجوع إلى المخطط الأساسي، وعدم السماح لأي جهة باستبدال المركز لأي سبب كان، ونحن كأولياء أمور طلاب على استعداد لتقديم يد المساعدة والعون بكل ما يتطلب الأمر من أجل إعادة فتح أبواب المركز في طمرة واستمرارية عمله بنهجه السليم".

المحامي نضال عثمان

وقال نائب رئيس بلدية طمرة، المحامي نضال عثمان، لـ"عرب 48" إنه "رغم القرار القاضي بإغلاق مركز الموهوبين في المدينة، إلا أننا سنعمل كل ما بوسعنا من أجل الإبقاء عليه انطلاقا من إيماننا الراسخ بأهمية وجوده كونه يخدم شريحة واسعة من الطلاب في طمرة ومحيطها".

وأشار إلى أننا "اتخذنا خطوات عملية في هذا الطريق بالتنسيق مع لجنة أولياء أمور الطلاب في طمرة ضمن مسار عمل مشترك بغية توحيد الموقف تجاه المسألة للتواصل مع الوزارة واتخاذ الخطوات القانونية اللازمة حيال الموضوع إذا لزم الأمر".

وتابع "بدأنا منذ صباح الإثنين اتخاذ عدة خطوات عملية وعقدنا عدة جلسات وأجرينا اتصالات مع الجهات ذات الصلة في إطار العمل القانوني والمهني للحفاظ على هذا المركز وسنواصل إجراء الاستشارات اللازمة حتى تحقيق هدفنا المتمثل بالإبقاء على هذه المدرسة، ونحن إذ نتفهم غضب وحزن الطلاب تجاه هذا الأمر، ورغم وجود اعتراض على مديرة المركز المعينة من قبل الوزارة، إلا أن وجود هذا المركز أمر مهم لنا نظرًا لنجاحه في تقديم الخدمات على مدار 30 عاما من العمل منذ العام 1993 وحتى اليوم".

إياد ذياب

وذكر رئيس لجنة أولياء أمور الطلاب المحلية في طمرة، إياد ذياب، لـ"عرب 48" أنه "لم يكن هناك أي تواصل معنا بالنسبة للخلاف المتعلق بالمركز، إذ أن القرار كان مفاجئا واتخذ في غضون ساعات فقط".

وختم ذياب بالقول إننا "لجنة أولياء أمور طلاب يجب أن نكون شركاء في جميع الأمور المتعلقة بطلاب ومدارس طمرة، ونعلن أننا على استعداد لأي مساهمة بالتنسيق مع بلدية طمرة والأهالي لاستدراك الأمر وإعادة فتح مركز الموهوبين أمام الطلاب من مختلف مناطق الشمال والعودة إلى مقاعد الدراسة".

التعليقات