الجامعات الإسرائيليّة تستدعي 160 طالبا عربيًّا خلال الحرب على غزة: اعتقال طلبة بعد أسابيع من ذلك

حملة غير مسبوقة وممنهجة من قبل المؤسسات التعليمية الإسرائيلية ضد طلاب عرب؛ اعتُقل منذ اندلاع الحرب نحو 10 طلاب عرب من الجامعات والكليّات في البلاد، فيما لا يزال 5 عرب من طلبة جامعة حيفا، قيد الاعتقال منذ الأحد.

الجامعات الإسرائيليّة تستدعي 160 طالبا عربيًّا خلال الحرب على غزة: اعتقال طلبة بعد أسابيع من ذلك

أثناء اقتحام سكن طلاب عرب في نتانيا خلال فترة الحرب (أرشيفيّة)

يتعرّض الطلاب العرب في الجامعات الإسرائيليّة منذ بدء الحرب في السابع من تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، لملاحقة غير مسبوقة ومُمنهَجة، إذ اعتُقل بعض الطلبة، فيما وُجِّه نحو 160 استدعاءً لطلبة من قِبل المؤسسات التعليميّة في البلاد، بسبب منشورات، طالب الطلاب في معظمها بإيقاف الحرب على غزة، المستمرّة منذ أربعين يوما.

تابعوا قناة موقع "عرب 48" عبر منصة "تليغرام" للأخبار أولا بأول

واعتُقل منذ اندلاع الحرب نحو 10 طلاب عرب من الجامعات والكليّات في البلاد، فيما لا يزال 5 عرب من طلبة جامعة حيفا، والذين كانوا قد اعتُقلوا منذ الأحد الماضي، قيد الاعتقال، بعد تقديم الجامعة شكوى للشرطة بحقّهم.

جامعات تقوم بدور "المُخبِر"

وفي هذا الصدد، قال مركّز الهيئة المشتركة للكتل الطلابية في الجامعات والكليات، يوسف طه لـ" عرب 48"، إن "ما حصل مع طلاب جامعة حيفا هو غريب حقيقةً، إذ إن الطلاب تم استدعاؤهم إلى لجان تأديبية قبل أسابيع، وقسم من هؤلاء الطلاب تمّ فرض عقوبات عليهم، ولكن الجامعة لم تكتفِ بذلك، بل قامت بإرسال صور منشورات الطلاب للشرطة وعملت دور ’المُخبر’ إزاء طلابها للشرطة، والشرطة بدورها قامت باعتقال الطلاب، وهذا ما أقرّ به الشرطي خلال جلسة المحكمة التي عُقدت عند تمديد اعتقال الطلاب".

مركّز الهيئة المشتركة للكتل الطلابية في الجامعات والكليات، يوسف طه

وأضاف طه أنّ "ما تقوم به جامعة حيفا تجاه الطلاب العرب غير مقبول أبدًا، وبخاصة أن نسبة كبيرةً جدًا من طلابها هم من المجتمع العربي، وهذه الإجراءات بحق نصف طلاب الجامعة غريبة وغير مقبولة، ولا يمكن أن تقوم جامعة بدور المخبر حتّى يتمّ الزجّ بهم في السجن، بل عليها حماية الطلاب".

وبخصوص عدد الطلاب الذين توجّهوا، ذكر طه أن "الحالات التي وصلت لنا والتي تعاملنا معها تتخطى الـ130 حالة لطلاب وطالبات تلقوا استدعاءً للجان تأديبية وغيرها، وقسم من الطلاب لم يتوجهوا لنا، وتوجهوا لمحامين أقرباء، إذ إننا نتوقع أن العدد الكلي يصل لأكثر من 160 طالب وطالبة منذ اندلاع الحرب".

ولفت طه إلى أن "الحالات التي وصلتنا تشمل مختلف الجامعات والكليات في البلاد، إذ إن الطلاب العرب في مختلف المؤسسات التعليمية في البلاد لا يمتلكون الحق في حرية التعبير عن الرأي في الأماكن التي يجب أن تتيح لهم ذلك كالجامعات والكليات".

قمع لحريّة التعبير

من جانبه، قال المحامي عدي منصور من مركز "عدالة" الحقوقي في حديث لـ"عرب 48"، إن "الحديث يدور عن مجموعة من طلبة جامعة حيفا في لجان تأديبية ومحاكم، والذين اعتُقلوا مطلع الأسبوع الجاري، وهذا الاعتقال جاء تقريبًا بعد شهر ونصف من النشر الذي نشره هؤلاء الطلاب، في حين نتحدث عن جلسات لجان طاعة أُجريت بعد 7 تشرين الأول/ أكتوبر بيوم أو يومين".

وأضاف أنه من "الغريب أن المحكمة اعتقلت الطلاب بعد أسابيع من اللقاء مع لجان تأديبية، وهؤلاء الطلاب تم تمديد اعتقال جميعهم حتى يوم غد الخميس، وستُعقد الجلسة للطلاب في محكمة الصلح في مدينة عكا".

وذكر منصور أن "ما نلاحظه هو أن وتيرة الاعتقالات والاستدعاء للجان تأديبية قد تراجعت، وهذا التراجع جاء بسبب خوف الطلاب من نشر أي شيء أو التعبير عن رأيهم، في ظل ما يعيشه الطلاب من ترهيب من قبل الجامعات التي قامت بحملة ضدّهم، الأمر الذي أدى إلى خوف الطلاب، ولكن هذا لا يعني أن الاستدعاء قد توقف؛ بل على العكس إنه مستمر، ولكن بوتيرة أقلّ مما كانت عليه بالسابق".

المحامي عدي منصور

وبخصوص عدد الطلاب الذين تم اعتقالهم، قال منصور إنه "منذ اندلاع الحرب اعتُقل نحو 10 طلاب من كليات وجامعات مختلفة، بالإضافة إلى 52 طالبا وطالبة (توجّهوا لمركز ’عدالة’) تمّ استدعاؤهم إلى لجان تأديبية التي عملنا عليها، جرى منها على أرض الواقع 24 جلسة، وصدر 28 قرارا بحقّ الطلاب، من بينها؛ فصل أو إبعاد لمدة فصل دراسي عن الجامعة، أو إدانة الطالب، كما كان هناك تبرئة طلاب بسبب عدم وجود أدلة كافية".

وشدّد على أنه "من المهم على الطلاب الذين تم استدعاؤهم إلى لجان تأديبية، التوجه لنا لمركز ’عدالة’، وذلك لأخذ استشارة قانونية قبل الدخول إلى اللجنة، وذلك لسلامة الطلاب، والحفاظ على حرية التعبير".

التعليقات