إجماع على رفض إقامة مركز شرطة في سخنين: "وجودها لا يسهم في محاربة الجريمة"

أبو ريا: "إذا قرأنا الصورة في 11 بلدة عربية نرى أن وجود الشرطة لم يسهم في خفض الجريمة والعنف بل شهدت ازديادا، لا نقول إن هناك علاقة سببية ولكن وفقا للتقارير لم يكن هناك انخفاض في مستوى العنف وإنما تصاعد"

إجماع على رفض إقامة مركز شرطة في سخنين:

منظر عام في مدينة سخنين

تُجمع بلدية سخنين والأحزاب السياسية واللجنة الشعبية وأهالي المدينة على رفض مخطط إقامة مركز شرطة، وقد أوكلت الأولى مكتب محاماة مختص لتقديم اعتراض واستئناف على قرار اللجنة اللوائية للتنظيم والبناء بالموافقة على مخطط إقامة مركز للشرطة في سخنين يحمل رقم 262-0987438 في الجهة الشمالية الشرقية وعلى أراضي خاصة تعود للمواطن كمال غنايم.

تغطية متواصلة على قناة موقع "عرب 48" في "تليغرام"

وكانت اللجنة اللوائية قد رفضت عدة اعتراضات بينها اعتراض بلدية سخنين وسكان الحي على إقامة مركز الشرطة، علمًا أن مركز شرطة "مسغاف" يبعد عن سخنين 1.8 كلم فقط.

"لا علاقة بين إقامة مركز شرطة والحد من العنف"

وقال المتحدث باسم بلدية سخنين، د. غزال أبو ريا، لـ"عرب 48"، إن "البلدية ترفض مخطط إقامة مركز شرطة لعدة أسباب بينها أن هناك مركز شرطة غربي المدينة وهو مركز شرطة ’مسغاف’ وهو أقرب على أحياء سخنين الغربية من المكان المخطط إقامة مركز شرطة فيه، ثانيا إن الأبحاث أكدت ومنه بحث سهى عراف أنه لا علاقة بين إقامة مركز شرطة والحد من العنف".

د. غزال أبو ريا

وأضاف "لا نقول إن وجود مركز شرطة يزيد من أحداث العنف، ولكن إذا قرأنا الصورة في 11 بلدة عربية نرى أن وجود الشرطة لم يسهم في خفض الجريمة والعنف بل شهدت ازديادا، لا نقول إن هناك علاقة سببية ولكن وفقا للتقارير لم يكن هناك انخفاض في مستوى العنف وإنما تصاعد".

وتابع أبو ريا "أما السبب الثالث لرفضنا إقامة مركز شرطة هو موقع المركز الذي يؤثر على حياة المواطنين سلبا، كما أن في المنطقة نفسها مدارس تستوعب يوميا ألفي طالب، ووجود مركز شرطة يؤثر عليهم سلبا"؛ وتساءل "كيف يمكن قبول مركز شرطة قرب مدارس ورياض أطفال وسماعهم يوميا لصفارات الشرطة؟ ذلك يجعل مكوثهم في المدارس غير مريح ولا يساهم في بث الأمن والأمان في نفوسهم".

وشدد على أنه "أمر غير مقبول من حيث جودة حياة المواطنين ولا يمكن قبول مركز شرطة في قلب الحي السكني، وبناء عليه قدمت البلدية اعتراضا على المخطط وفي حال لم يتم قبول الاعتراض سيتم التوجه إلى المحكمة".

"قرار مسبق بتنفيذه من جهات حكومية ومعنية"

وذكر عضو اللجنة الشعبية، محمود شاهين، لـ"عرب 48"، أننا "أوضحنا موقفنا منذ فترة وهو موقف مبني على معطيات وفحص شامل أجريناه في اللجنة الشعبية وتواصلنا مع رؤساء سلطات محلية وبلديات فيها مراكز شرطة، إذ لم ينصحنا أي منهم بإقامة مركز شرطة في المدينة بل على العكس جميعهم بينوا أن العنف زاد والجريمة تفاقمت بعد إقامة مراكز شرطة في بلداتهم ومن بينها مركز شرطة ’مسغاف’ القريب من المدينة".

محمود شاهين

وأوضح أن "على الشرطة إقناع المواطن في سخنين بنيتها الحقيقية في مكافحة العنف والجريمة، وهذا ما لا يشعر فيه أي مواطن من سخنين أو المجتمع العربي. هذا المشروع قدم عن طريق مواطن من سخنين لإقامة مكاتب حكومية جرى بحثه خلال اجتماع للجنة المحلية للتنظيم والبناء بدون علم البلدية، وقد علم مندوب البلدية بالأمر فقط من خلال مندوب اللجنة اللوائية ولذلك تم الاعتراض ورفض المخطط".

وأضاف أن "القرار الذي أرسل إلى اللجنة اللوائية هو قرار من اللجنة المحلية أنه تم قبول المخطط بشروط، وللأسف اللجنة اللوائية سمعت الاعتراضات ورفضت جميعها وهو ما يدل على أن هذا المخطط تسعى من ورائه جهات في الحكومة ومعنية في تنفيذه بقرار مسبق، كما تبين لنا في اللجنة الشعبية زج اسم مقاول كواحد من المبادرين للخارطة بدون علمه وموافقته، وقد قدم اعتراضا باسمه بعد زج اسمه كمبادر وهناك قرار الإجماع في البلدية على متابعة الأمر قضائيا، ونحن في اللجنة الشعبية نقوم بالتوجه إلى الأهالي بالمدينة وإظهار موقفنا الرافض لإقامة مركز الشرطة".

محمد أبو صالح

"تجارب البلدات العربية مع مراكز الشرطة أثبتت ارتفاع الجريمة فيها"

من جانبه، قال الناشط في التجمع الوطني الديمقراطي، محمد أبو صالح، لـ"عرب 48"، إننا "أعربنا عن رفضنا القاطع لإقامة مركز شرطة في المدينة، إذ أن تجارب البلدات العربية التي أقيم فيها مراكز شرطة أثبتت أنه بعد إقامة هذه المراكز ارتفعت أحداث العنف والجريمة فيها، والمعطيات لا يمكن نقضها حيث هناك مركز شرطة قريب جدا من مدينة سخنين هو مركز شرطة ’مسغاف’، ولو كانت هنالك إرادة لدى الشرطة بمكافحة العنف والجريمة فلتفعل ذلك اليوم مع وجود مركز شرطة قريب جدا من المدينة".

ماجد أبو يونس

"أحداث يوم الأرض وهبة أكتوبر وهبة الكرامة شاهدة على سياسة الشرطة"

وذكر الناشط في جبهة سخنين، ماجد أبو يونس، في حديث لـ"عرب 48"، أن "جبهة سخنين أصدرت بيانا أعلنت فيه رفضها إقامة مركز شرطة في مدينة سخنين، وموقفنا طبعا أوضح في اللجنة الشعبية وكذلك في البلدية وفي مجلسها البلدي الذي اتخذ قرارا بالإجماع برفض مخطط إقامة مركز شرطة في سخنين، نحن نعرف الشرطة وسياستها المعادية للجماهير العربية وأحداث يوم الأرض وهبة القدس والأقصى وهبة الكرامة تؤكد ذلك، سخنين بالذات ومنطقة البطوف من أكثر المناطق التي عانت من سياسة الشرطة واضطهادها حتى أن قائد شرطة ’مسغاف’ قتل شبانا من سخنين خلال أحداث هبة القدس والأقصى، لهذا السبب نحن نرفض وجود مركز شرطة في المدينة".

التعليقات