تجار عكا القديمة: متمسكون بالأمل رغم غياب مظاهر الفرح بحلول رمضان

غابت أجواء البهجة والسرور بحلول شهر رمضان الفضيل عن سوق عكا القديمة في ظل الأوضاع المعيشية الصعبة واستمرار الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة.

تجار عكا القديمة: متمسكون بالأمل رغم غياب مظاهر الفرح بحلول رمضان

سوق عكا القديمة (عرب 48)

تخلو البلدة القديمة في عكا من مظاهر الفرح والزينة الخاصة بشهر رمضان كعادتها سابقا، حيث شهدت البلدة في السنوات الماضية نشاطات رمضانية من مسيرات كشفية وغيرها، كذلك تزيين البلدة القديمة بأنوار مختلفة احتفالا بقدوم شهر الصوم، وذلك بسبب الأوضاع السائدة من جراء الحرب على قطاع غزة.

رفض العديد من التجار، أصحاب المحال التجارية في سوق عكا القديمة التطرق بشكل مباشر وصريح للحالة التي تسود البلدة القديمة خاصة في شهر رمضان الحالي، بسبب الشعور بالقلق، مؤكدين باقتضاب أنه "يتم تحريف تصريحاتنا إلى تصريحات سياسية في عكا، حتى لو تحدثنا بالشأن الاقتصادي أو الديني أو الثقافي، فكل شيء مرتبط بالسياسة، حتى وجودنا في عكا أصبح مرتبطا بقرارات سياسية".

وفي السياق، اعتذر آخرون عن الحديث عن استعداداتهم في البلدة القديمة لشهر رمضان من حيث استقبال الزائرين، وذلك لشعورهم بالإحباط من الأجواء التي تسود البلدة. ويبدو الحرص بشكل واضح في كيفية انتقاء المتحدثين للكلمات، واختصار المقابلات بأحاديث مقتضبة.

علي أبو قاهر

يقف بعض الزوار في مدخل السوق لشراء السمك فيما يقول صاحب محل بيع الأسماك، أحمد زكور، المعروف باسم غوار، ويعمل منذ قرابة 40 عاما في مجال صيد وبيع الأسماك، لـ"عرب 48" إن " شهر رمضان هو الشهر الأكثر انتعاشا للسوق عادة، وعلى الرغم من شعور الحزن الذي يبدو ظاهرا على وجوه الناس إلا أن الأمر لا يحد من إقبالهم على شراء حاجياتهم من السوق".

منى قيس

ومضى يقول "نحن التجار في عكا ننتظر دائما شهر رمضان المبارك لما يحمله من عادات للتآخي والتكافل بين الناس، وخاصة خلال العشر الأواخر من رمضان، حيث يتم تجهيز موائد إفطار للصائمين، كذلك توزيع طرود غذائية على العائلات المعوزة، والأهم تنظيم وجبات إفطار جماعية".

وقالت منى قيس (أم أحمد)، تعمل في مخبز صناعة يدوية في السوق، لـ"عرب 48" إن "هذا العام، على ما يبدو، هو الأقل جلبا للناس إلى سوق عكا القديمة. نأمل أن تتحسن الظروف خلال شهر رمضان، فقد فقدت الناس هذا العام مشاعر البهجة كالسنوات السابقة".

أحمد زكور

وأضافت أنه "أعمل هنا مع ابنتي في صناعة منتوجات يدوية من الخبيز، ولم نشهد عاما شبيها لهذا العام من حيث قلة وفود الزائرين للسوق من ناحية، ومن ناحية أخرى الشعور العام بالإحباط عند الناس".

يوافق علي أبو قاهر، صاحب محل حلويات خاصة برمضان في سوق عكا ما ورد على لسان التجار، وقال لـ"عرب 48" إنه "طالما لا يوجد سلام فلن تكون زينة أو مظاهر فرح في سوق عكا القديمة. نأمل أن يكون شهر رمضان خيرا وسلاما علينا، وعلى الرغم من شعور الفرح بحلول رمضان، شهر الرحمة والبركة، إلا أننا لا ننكر بأن مشاعر الفرح قد اختفت من على وجوه الوافدين، ونرفض تزيين محلاتنا التجارية كما عهدنا الأمر سابقا بسبب الأوضاع السائدة".

عادل طه

قارن عادل طه بين أجواء رمضان العام الماضي وبين رمضان الحالي، وقال لـ"عرب 48" إنه "أقوم بتصوير السوق كل سنة للأرشفة، ولو اطلعنا على الصور في رمضان الماضي لوجدنا أن الفرق كبير جدا من عدة جوانب أبرزها اختفاء مظاهر الفرح، فالأوضاع لا تسمح بتزيين السوق، وعادة تكون مسيرة كشفية أو فعاليات استقبال لرمضان، لكن رمضان هذه المرة يختلف في كافة المجالات".

سعيد الجارحي

تماشيا مع التصريحات للتجار في السوق، قال سعيد الجارحي والذي يعمل في السوق منذ 27 عاما، لـ"عرب 48" إن "أجواء الفرح غابت عن البلدة القديمة وغلبت مشاعر الإحباط عند الناس، وعلى الرغم من توافدهم للسوق وشرائهم احتياجاتهم لرمضان، إلا أن غلاء المعيشة وظروف الحياة الصعبة وتدهور الأوضاع الاقتصادية في البلاد تنعكس على الناس بشكل مباشر".

وختم الجارحي حديثه بالقول: "منحن تمسكون بالأمل، ونستقبل الجميع في عكا كأهل لنا، وليس كضيوف أو زائرين".

التعليقات