رمضان في الناصرة والمنطقة.. ارتفاع في أسعار السلة الغذائية

مدير مجمع "جبري إكسترا" للأغذية في الرينة: "الحركة التجارية تعد نشطة في هذه الأيام الرمضانية، ولكن سلة المشتريات العائلية تقلص حجمها، فقد أصبح المستهلك يحسب حسابا لكل منتج قبل أن يضعه في السلة".

رمضان في الناصرة والمنطقة.. ارتفاع في أسعار السلة الغذائية

مجمع جبري في الرينة (عرب 48)

بعدما سجل ارتفاع الأسعار أرقاما قياسية في الأشهر الأخيرة، والذي رافقه ارتفاع في الفائدة البنكية، انعكس ذلك في السوق التجارية من خلال سلوك المستهلك، وتراجع القوة الشرائية، وإعادة النظر في مصروفاته، وترشيد قوائم المشتريات، والتقليص في رفاهية العائلة، في ظل حالة الحرب التي تشهدها البلاد وحالة عدم الاستقرار الاقتصادي بوجه عام، وبالتالي يرافق ذلك خوف من المجهول ومما ستؤول إليه الأوضاع مستقبلا.

قال مدير مجمع "جبري إكسترا" للأغذية في بلدة الرينة، جمال صالح جبري، في حديث لـ"عرب 48" إنه "نلاحظ في الأشهر الأخيرة، وخاصة منذ بداية الحرب على غزة، ضعفا في القدرة الشرائية لدى المستهلك المتوسط بحيث أصبح المستهلك يختار منتجاته بحذر ودون إسراف أو تبذير".

وأضاف جبري أنه "نلاحظ في شهر رمضان الكريم، هذا العام، التركيز على شراء المنتجات الأساسية والضرورية للبيت وتجنب شراء الكماليات، إذ تبدو سلة المشتريات أصغر مما كانت عليه في سنوات سابقة في مثل هذا الموسم، بحيث كانت العائلات تسمح لنفسها أن تشتري فوق حاجتها، أما اليوم فتقتصر الشروة على الأساسيات".

جمال صالح جبري

وردا على سؤال "عرب 48" حول ابتعاد المستهلك عن المنتجات التي ارتفع سعرها وتوفر البدائل، قال جبري "نعم، هناك على سبيل المثال لا الحصر منتجات طعام أساسية من شركة أوسم مثلا سجلت ارتفاعا ملحوظا، وبالمقابل هناك بدائل لهذه المنتجات نقوم باستيرادها من مصادر مختلفة بما فيها من مناطق الضفة الغربية، ونلاحظ بأن المستهلك يختار هذه البدائل عوضا عن المنتجات التي ارتفعت أسعارها، والبدائل متوفرة في كثير من الأحيان".

سلة صغيرة

يؤكد مدير مجمع "جبري إكسترا" للأغذية في الرينة أن "الحركة التجارية تعد نشطة في هذه الأيام الرمضانية، ولكن سلة المشتريات العائلية تقلص حجمها، فقد أصبح المستهلك يحسب حسابا لكل منتج قبل أن يضعه في السلة، وكما ذكرت سابقا فإن المشتريات اليوم تقتصر على الحاجات الأساسية لدى الغالبية".

ملحمة عواودة في الرينة

وعن سبب تراجع القوة الشرائية، وما إذا كان غلاء المعيشة هو السبب الوحيد لهذا التراجع، قال "لا، هناك عدة أسباب أولها الحرب التي تعطل عمل حتى كبار المقاولين في مجالات البناء وغيرها، وكذلك الخوف من المستقبل، فلا أحد يستطيع أن يتنبأ أو يتوقع ما ستفضي إليه هذه الحرب وكيف يمكن أن تتطور، وثالثا ارتفاع الأسعار ورابعا ضعف السيولة النقدية في أيدي المستهلك، لذلك نلاحظ ارتفاعا في الاعتماد على بطاقات الائتمان في المشتريات وليس بالدفع نقدا".

أسر تشتري بحصّالات النقود

قال سمير كنانة، من "سوبر ماركت الورود" في الناصرة، في حديث لـ"عرب 48" إن "من بين المؤشرات لضعف القدرة الشرائية لدى المستهلك عدم توفر النقود في أيدي الناس"، مشيرا إلى أن "أكثر من 50% من زبائن المحل يدفعون بواسطة بطاقات الاعتماد، لكن يبدو أن لدى الأسر صعوبة بالقدرة على الدفع بمبالغ نقدية".

سوبر ماركت الورود في الناصرة

وكدليل على قسوة الظروف وضعف القدرة الشرائية، أشار كنانة إلى ظاهرة لم يسبق أن شاهدها من قبل، وقال إن "هناك ما لا يقل عن ثلاث عائلات جاءت وهي تحمل حصّالات النقود التي ادخرتها على مدار أشهر وقام أصحابها بفتحها هنا واستبدال النقود المعدنية التي تحتويها الحصالة بأوراق نقدية لشراء حاجات أساسية".

ضعف سوق اللحوم

سجل سوق اللحوم ارتفاعا كبيرا بالأسعار في الأشهر الأخيرة الماضية وهو ما انعكس على تقليص الشروة من اللحوم الطازجة.

يعتقد علي عواودة، وهو صاحب ملحمة في الرينة، أن للحرب على غزة كبير الأثر على تراجع سوق اللحوم وفي الدرجة الثانية يأتي ارتفاع الأسعار.

يقول عواودة لـ"عرب 48" إن "الحرب تركت معظم الناس بدون عمل، وبالتالي لا يوجد دخل، وحين يضعف دخل الأسرة تقلل من المصاريف ومن استهلاك المنتوجات غالية الثمن كاللحوم، واليوم نلاحظ ظاهرة لم تكن موجودة في الماضي وهي شراء اللحوم من يوم ليوم وليس بكميات كبيرة ومتنوعة".

أحد عمال الملحمة في الرينة

وحول ما إذا كان يعتقد أن الأوضاع ستعود، مع انتهاء الحرب، إلى ما كانت عليه في السابق، أعرب عواودة عن تشاؤمه قائلا إن "بلادنا تعيش حالة حرب مستمرة وأزمات منذ سنوات، ولا أبالغ اذا قلت لك إنه منذ العام 2000 حتى اليوم لا يوجد يوم أفضل من سابقه، والأوضاع تنحو إلى تدهور باستمرار".

في المقابل، على ما يبدو، لم يؤثر غلاء المعيشة وحالة الحرب على توجه الناس لتناول وجبات الإفطار الرمضانية في المطاعم.

في حديث لـ"عرب 48" مع أحد أصحاب المطاعم قال "إن المطعم يكتظ بالعائلات الصائمة حتى آخره في وقت الإفطار من كل يوم، ولا نلاحظ أي تراجع في القدرة المالية أو الشرائية لدى المواطنين".

"هكذا هو حال كل المطاعم التي تقدم وجبات رمضانية"، على حد قول صاحب المطعم الذي أكد أنه "لا نستطيع استقبال الزبائن إلا بحجز مسبق وليس في نفس اليوم، وإنما قبل أيام، فالأماكن محجوزة لغاية أسبوع مقبل".

التعليقات