30/04/2021 - 18:40

فاخوري: لجنة خاصة لشؤون المجتمع العربي تكريس لما يمكن تصنيفه بحذر "غيتو عربي"

يرى الباحث في العلوم الاجتماعية السياسية ومدير معهد الأبحاث في "واحة السلام"، أمير فاخوري، أن تشكيل لجنة خاصة لشؤون المجتمع العربي في الكنيست الإسرائيلي، يشكل تكريس لقوقعتنا ضمن "غيتو عربي".

فاخوري: لجنة خاصة لشؤون المجتمع العربي تكريس لما يمكن تصنيفه بحذر

عباس ورئيس اللجنة المنظمة في الكنيست، ميكي زوهر (المكتب الصحافي للكنيست)

يرى الباحث في العلوم الاجتماعية السياسية ومدير معهد الأبحاث في "واحة السلام"، أمير فاخوري، أن تشكيل لجنة خاصة لشؤون المجتمع العربي في الكنيست الإسرائيلي، يشكل تكريس لقوقعتنا ضمن "غيتو عربي".

كما يرى فاخوري تشكل شريحة داخل المجتمع العربي يعرّفها بشريحة مطالب "غيتو" تتمثل بنهج منصور عباس ومطالبه النفعية الصرفة التي تفتقر لقيم جمعية وقومية بأنها انسلاخ تام عن عمق امتداد المواطنين العرب بأبعاده الثلاثة، الفلسطيني والعربي والإسلامي.

وعن إمكانيات تشكيل حكومة جديدة في إسرائيل، قال فاخوري لـ"عرب 48" إنه "على ما يبدو أننا في مرحلة ما بعد نتنياهو، فقد عجز عن إمكانية تشكيل حكومة بعد رفض سموتريتش أي حكومة بدعم القائمة العربية الموحدة، كما أن إمكانيات تشكيل حكومة تناوبية لا تُرى في الأفق، وعلى الأغلب أننا سنشهد للمرة الأولى حكومة تناوبية يرأسها أحد أفراد التيار الديني الصهيوني (نفتالي بينيت) والتي تمضي بخطى متسارعة".

أمير فاخوري

"عرب 48": هل ننعى نتنياهو من رئاسة الحكومة؟

فاخوري: رئيس الحكومة ثعلب سياسي بامتياز، ولا يمكن التقدير ما يمكن أن يفعله في الدقيقة الأخيرة. نحن نتحدث عن رئيس حكومة ليس لديه أية خطوط حمراء، تمكن من هتك الرسميات من أجل البقاء، ولا يمكن التوقع ما قد يحدثه في اللحظات الأخيرة، وقد ينجح فعلا في إقناع ساعر في لحظات أخيرة، فهو يخطو خطوات فيها تطاول على مؤسسات الدولة العميقة، الجهاز القضائي، ومشهد تعيين وزير قضاء خير شاهد على ذلك.

"عرب 48": هل يمكن لحزب لديه سبعة أعضاء أن يرأس حكومة؟

فاخوري: هذه حكومة ائتلاف توافقية وتستند إلى نفس قانون الأساس الذي تشكلت فيه حكومة نتنياهو- غانتس، والتي يحظى فيها اليمين على قوة مماثلة لكتلة المركز واليسار، وحتى أن بينيت كان قد طالب بترجيح صوته في حالة التعادل في التصويت وهو ما رفض من قبل لبيد.

"عرب 48": كيف ترى التصويت في اللجنة المنظمة، شهدنا صفقة بين الموحدة والليكود، والقائمتين العربيتين دون تنسيق بينهما؟

فاخوري: التنسيق يكون بين حلفاء، ونواب القائمة المشتركة والقائمة العربية الموحدة ليسوا حلفاء بعد حتى وإن كان انتخابهم لخدمة ذات المجتمع.

"عرب 48": كيف تصف تشكيل لجنة خاصة لشؤون المجتمع العربي؟

فاخوري: حتى الآن لا نعرف بعد ما هي صلاحيات هذه اللجنة، ولكن ما هو مهم في هذه المرحلة هو أنها المرة الأولى التي تتشكل فيها لجنة خاصة لشؤون المجتمع العربي، وهو ما يشكل تكريسا لما يمكن تصنيفه بحذر "الغيتو العربي".

نحن لا نحكم على نوايا منصور عباس وإنما نحكم على أفعاله ونهجه. ما يقدم عليه عباس من مطالب للمجتمع العربي هي مطالب "غيتو" وكأنه يمثل مجموعة إثنية لا قومية متقوقعة داخل "غيتو"، ومن حيث الحيز والخيال السياسي فهذا خطر علينا، وهو تعامل غير مسبوق مع أنفسنا، فعلى مر السنوات لم نتعامل مع أنفسنا وكأننا "غيتو"، فنحن لسنا جمهور الحريديين اليهودي وحتى أولئك لديهم مطالب خارج نطاق الـ"غيتو" نحو المركز السياسي، وهو نفس واقع الصهيونية الدينية والعلمانية الصهيونية، وهي ما يعرف بخطاب الأسباط الثلاثة التي تحدث عنها ريفلين في خطاب الأسباط عام 2015، ومنصور عباس يتعامل وكأننا السبط الرابع، فهذه مرحلة جديدة وخطيرة جدا، واللجنة الخاصة للمجتمع العربي تصب في هذا الجانب، قوقعتنا في "غيتو" وصناعة أنفسنا وكأننا مجموعة إثنية مغلقة وليست مجموعة قومية، ويترتب على ذلك سلخ الذات عن القومية الأوسع والهوية القومية.

"عرب 48": هل هذا النهج يعبّر فعلا عن شريحة لديها هذه القناعات؟

فاخوري: لدينا شريحة كبيرة في المجتمع العربي تؤمن بهذا النهج، وأكبر خطأ في التعامل معها هو لومها بدلا من فهمها وتغيير وجدانيتها لتفريغ هذا الفهم وإعادة تصويبها، وهذه الشريحة متأثرة بطبيعة الحال من العوامل المحلية والإقليمية، الربيع العربي، اتفاقيات مع دول عربية "أبراهم"، تراجع مشروع إقامة الدولة الفلسطينية. هذا له تأثيره على الناس، وعلى النُخب أن تخلق وجدانية جديدة لاحتواء هذه الشريحة، فنحن لا نتحدث عن طبقة وسطى تعتبر رصينة أمام تحديات الأسرلة، وليست كل شرائح المجتمع نُخب وطبقة وسطى، ولذلك نرى وجودا لهذه الشريحة التي ينبغي علينا حوارها واستعادتها وبلورة مفهوم القوة وخلق الوجدانية، بعيدا عن خطاب التخوين، الذي لم يثبت نجاعته سياسيا.

التعليقات