04/11/2022 - 16:15

مقابلة | ابتزاز نتنياهو سيكون أسهل... والتجمع "رهان المستقبل" للأجيال الشابّة

شلحت: "وصول عناصر سياسية متطرفة إلى وزارات مرتبطة بالأمن ينطوي على مخاطر تتهدّد مجتمعنا الفلسطيني ونضاله من أجل حقوقه وحماية هويته وأراضيه، لكن لا ينبغي الاستهانة أيضا بقدرة مجتمعنا على مواجهته"

مقابلة | ابتزاز نتنياهو سيكون أسهل... والتجمع

زعيم اليمين الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو (Getty Images)

رأى المحلل السياسي والباحث أنطوان شلحت، أن زعيم اليمين الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، والذي يُرجَّح أن يكون رئيس الحكومة الإسرائيلية المقبلة، "سيكون أشد خطورة" على الفلسطينيين في ولايته المرتقبة، ولا سيّما أن "الضمانة الوحيدة" لحكومة مستقرة تكمِل فترة ولايتها، هي "تلبية طلبات حلفائه الطبيعيين"، لذا "سيكون من السهل ابتزازه أيضا".

وأظهرت النتائج النهائية، والتي صدرت أمس الخميس، بعد فرز 100% من الأصوات، تحصُّل معسكر نتنياهو، على 64 مقعدا في الكنيست الـ25، في حين أظهرت النتائج أن حزب "ميرتس" فشل نهائيا في تجاوز نسبة الحسم وبات خارج البرلمان الإسرائيلي.

وحظي التجمع الوطني الديمقراطي بثقة نحو 138 ألف ناخب عربي، غير أنه لم ينجح في تجاوز نسبة الحسم، في حين حصل تحالف الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة مع الحركة العربية للتغيير على نحو 179 ألف صوت، وحصلت القائمة الموحدة - الإسلامية الجنوبية، على 194 ألف صوت. وحصل حزب ميرتس على 3.16% من أصوات الناخبين علما بأن نسبة الحسم هي 3.25%، واحتاج الحزب الذي يخسر تمثيله في الكنيست لأول مرة منذ العام 1992، إلى نحو 5 آلاف صوت لتجاوز نسبة الحسم. وحصل حزب العمل على نحو 176 ألف صوت والتي ترجمت بأربعة مقاعد.

وبلغت نسبة التصويت العامة في إسرائيل مع إغلاق صناديق الاقتراع 70.6%، بحسب المعطيات التي صدرت أمس، عن لجنة الانتخابات المركزية، إذ صوّت 4,793,641 ناخبا من أصل 6,788,804 أصحاب حق اقتراع. وبلغت المغلفات اللاغية نحو 30 ألفا.

"نحو المزيد من النزعات العنصريّة والاستعلائيّة"

وقال شلحت في حديث مع "عرب 48": "لا شكّ في أن نتائج الانتخابات أنتجت معطيات جديدة تدلّ على جوهر إسرائيل منذ أكثر من عقدين، وأقصد انزياح مجتمعها نحو اليمين والمواقف المتطرفة تجاه القضية الفلسطينية، ونحو المزيد من النزعات العنصرية والاستعلائية".

الباحث أنطوان شلحت

وأضاف: "وهذه المرة تجسدت بالأساس في تأييد تحالف الصهيونية الدينية الذي يضم الجناح المتطرف من التيار القومي الديني وأتباع الحاخام مئير كهانا، إلى درجة فوزه بمكانة الحزب الثالث في الكنيست، واحتمال تحوّله إلى مركّب مهم ومؤثر في الحكومة الإسرائيلية المقبلة".

وقال شلحت في معرض إجابته عمّا إذا كان يمكن القول إن نتائج الانتخابات بصورة عامة، قد أنتجت معطيات جديدة جوهرية، أم أن التغيير شكليّ فحسب: "لا أظن ذلك؛ ولكن يجب أن نأخذ في الاعتبار أن وصول عناصر سياسية متطرفة إلى وزارات مرتبطة بالأمن والشرطة والاستخبارات، ينطوي على مخاطر تتهدّد مجتمعنا الفلسطيني ونضاله من أجل حقوقه وحماية هويته وأراضيه، ولا ينبغي أن نستهين بهذا التحدي، وكذلك لا ينبغي في الوقت عينه أن نستهين بقدرة مجتمعنا على مواجهته".

وتابع شلحت: "نحن أمام خطر ولا شك في ذلك أبدا. وقد يكون خطرًا أشدّ ممّا مثلته الحكومة الإسرائيلية السابقة. كما يجب أن نأخذ في الاعتبار أن بنيامين نتنياهو سيكون في ولايته الحالية كرئيس للحكومة أشد خطورة أوّلا، وثانيا؛ سيكون أكثر حاجة إلى حكومة مستقرّة تكمل كل ولايتها القانونية لو كان بإمكانها ذلك".

وأوضح أنه "في سبيل ذلك، ستكون الضمانة الوحيدة لحكومة مستقرة كهذه، هي تلبية طلبات حلفائه الطبيعيين وهم تحالُف الصهيونية الدينية وأحزاب اليهود الحريديين المتشددين دينيًّا. وفي ضوء هذا سيكون من السهل ابتزازه أيضا".

"سيكون من السهل ابتزاز نتنياهو" من قِبل حلفائه (Getty Images)

وفي ما يتعلق "بآفاق محاربة حكومة يمين سافرة مع مركبات فاشية"، رأى شلحت أنه من "الطبيعي أن محاربتها عالميًّا أسهل. وهذه مناسبة لحثِّ أحزابنا وقوانا السياسية ومنظمات المجتمع المدني، على الدفع قدما أكثر فأكثر بموضوع عوْلَمة قضايا الفلسطينيين في إسرائيل، مع الأخذ بالاعتبار كونها جزءا من القضية الفلسطينية".

التجمّع "حقّق ما هو أبعد من هدف اجتياز نسبة الحسم"

وذكر أنه من "المؤكَّد أن الفرز يثري الحياة السياسية والثقافية في مجتمعنا. وبرأيي هذا الفرز كان قائما ولم يكن خافيا على كل من لديه عينان ويرى، حتى عندما انخرط الجميع في إطار القائمة المشتركة"، مضيفا: "كنت أتمنى وأمنّي النفس أن ينجح التجمع الوطني الديمقراطي في اجتياز نسبة الحسم، كي يكون هناك تمثيل للتيار الوطني المتنائي عن غايتي الاندماج والتأثير اللتين تمثلهما القوتان اللتان اجتازتا نسبة الحسم، وكي يكون سدًّا يحول دون تدهور الحقل السياسي الفلسطيني في الداخل إلى حضيض جديد من التشويه والأسرلة، وكي يعكس مواقفه من منصة البرلمان، ولا يترك الساحة لممثلي التشويه والأسرلة، كي يسرحوا فيها بدون رقيب أو حسيب".

وأضاف شلحت: "ومع ذلك، لا بدّ من القول إن التجمع نجح في أن يحقّق ما هو أبعد من هدف اجتياز نسبة الحسم"، مشيرا إلى أن التجمّع "نجح في تحقيق غاية جَوهَرة جدل المعركة الانتخابية حول الخطاب السياسي الوطني، ونجح كذلك في إعادة اللُّحمة إلى صفوفه، بوصفه طليعة الحركة الوطنية. وسيظل يتحمل المسؤولية عن كل هذا، وعن كل مساعي تكريس ما تحقق".

(Getty Images)

وشدّد شلحت على أنّ "التجمع نجح في أن يستقطب من حوله، نسبة كبيرة من أصوات الأجيال الشابة، ما يحيل إلى أنه ’رهان المستقبل’ بالنسبة إلى هذه الأجيال وإلى مجتمعنا عموما، وهذا أمر مهم للغاية، سواء في حاضرنا أو في المستقبل".

وقال شلحت: "أخيرًا علينا أن نكرِّر أنّ النتائج التي حصل عليها التجمع، تثبت ما قلناه من أن له جذورا، وأن وراءه شعب وحركة وطنية يحمونه من أي مؤامرات تعرّض لها، مثل المؤامرة الأخيرة قبل الانتخابات، وما قد يتعرض له، من أجل إقصائه والقضاء عليه".

وختم شلحت كلامه بالقول: "نستطيع الآن، القول بملء الفم، إن التجمع أصبح ’الرقم الصعب’ في مجتمعنا، والعنوان السياسي المشتهى للأجيال الشابة الحالية التي تُعدّ عماد المستقبل".

التعليقات