13/03/2018 - 12:32

عسر القراءة (الديسليكسيا )

"آمنوا بطلابكم وأبنائكم واجعلوهم يشعرون أنهم قادرون وأنكم داعمون".

عسر القراءة (الديسليكسيا )

أول من استعمل مصطلح "ديسليكسيا" كان طبيب عيون ألماني سنة 1887، مصدر الإسم يوناني، ديس (صعوبة)، لِكس(كلمة/علامة)، يا(إضافة تصف الحالة)، لهذا فإن مصطلح ديسليكسيا يعني "صعوبة في القراءة" وليس أي عسر لغوي آخر.

عسر القراءة ينتج عن إصابة في أحد مركبات النموذج الذهني لعملية القراءة، لهذا فأن الإصابات المختلفة في المواقع المختلفة تؤدي الى حدوث نوع مختلف من الديسليكسا، وفي دراسة حديثة (حداد حنا وفريدمان, 2018)، وُجد في اللغة العربية 13 نوعا من العسر القرائي, لكل نوع مميزاته, أخطاؤه الخاصة به, أنواع كلمات حساسة أكثر أو أقل وطرق اكتشاف وعلاج مختلفة.

في السنوات الأولى من تعلم القراءة قد يقوم الطفل بتنفيذ أخطاء عديدة, هذه الأخطاء طبيعية وتنفيذها لا يدل على وجود عسر في القراءة، لكن إذا استمرت هذه الأخطاء بعد اكتساب القراءة يجب توجيه الطفل إلى مختص لفحص سبب ومصدر هذه الأخطاء.

الجيل الذي فيه نستطيع أن نشخص حالة الطفل ونقرر أن هذه الأخطاء نابعة عن عسر في القراءة، أي في نهاية الصف الثالث الابتدائي وبداية الصف الرابع.
الأخطاء التي تستدعي اهتمامنا هي:

  • عدم القدرة على التعرف على الأحرف عن طريق النظر.
  • عدم القدرة على تذكر الأحرف.
  • حذف أو إضافة أحرف.
  • تبديل موقع الأحرف في الكلمة.
  • تبديل أحرف بين الكلمات.
  • قراءة جزء من الكلمة (مثلا بداية صحيحة للقراءة ومن ثم تخمين باقي الكلمة).
  • عدم القدرة على ربط الأحرف وإنتاج كلمة بشكل سليم.
  • عدم القدرة على قراءة كلمات بتاتا.
  • تبديل كلمات بكلمات أخرى.
  • قراءة الكلمات حسب معناها.
  • صعوبة في قراءة الإضافات التصريفية.
  • قراءة الكلمة كما تُكتب وليس وفقًا للقوانين (مثل "كتبوا" مع لفظ الألف).
  • قراءة بطيئة أو قراءة بدون معنى. في حال وجود أحد هذه الأخطاء أو أكثر يجب التوجه لمختص لتشخيص الصعوبة وملاءمة طرق علاج أو تأقلم في حال عدم وجود علاج ملائم.

من الجدير بالذكر أنه ليس هناك علاقة بين الديسليكسيا (عسر القراءة) ودرجة الذكاء, هنالك العديد من المشاهير الناجحين لديهم ظاهرة الديسليكسيا، لهذا من المهم جدًا:

  1. اكتشاف العسر القرائي
  2. تشخيصه
  3. ملاءمة طرق علاجه
  4. تأقلم للوضع

بالرغم من أن التشخيص النهائي يتم بحدود الصف الرابع، إلا أن هناك علامات أولية قد تظهر في أجيال مبكرة (جيل 4 – 8 سنوات) مثل:

- صعوبة في تمييز أشكال الأحرف أو حفظ أسمائها

- صعوبة في مجال الوعي النغمي للأصوات (كتحليل الكلمة إلى مقاطع أو كتمييز النغمة الأولى من الكلمة)

في حال ظهور هذه العلامات، يجب أيضًا استشارة مختص من أجل بناء خطة عمل ملائمة لصعوبات الطفل.

يوجد لقسم من أنواع الديسليكسيا علاج فعال يمكّن الطالب من التغلب على صعوباته، ولكن لقسم آخر لا يوجد علاج إنما توجد توصيات مهمة للتأقلم مع الحالة، لهذا كلما كان الاكتشاف مبكرًا أكثر, كلما كان احتمال نجاح الطالب ومساعدته في تخطي الصعوبات أكبر.

للبيئة المحيطة في الطالب، كالأهل والطاقم التدريسي في المدرسة، أهمية كبيرة جدُا، فتقبل وتفهم الطالب وصعوباته هما الدرجة الأولى لصعود الطالب إلى الأعلى.

 

توصية للأهل والمعلمين:

"آمنوا بطلابكم وأبنائكم واجعلوهم يشعرون أنهم قادرون وأنكم داعمون".

منار حداد حنا

 

 

مرشدة قطرية في موضوع العسر السمعي، مرشدة ومركزة في المركز السمعي في لواء الشمال

تقدم رسالة الدكتوراة في أنواع الديسلكسيا(عسر القراءة)

 

 

 

التعليقات