06/08/2023 - 14:01

"النرجسية" من أين تبدأ؟ أي نوع أهل أنتم؟

يبدأ الطفل بالتعرف على ذاته واكتشاف قدراته واحتياجاته الشخصية من خلال التفاعل مع البيئة وردود فعل الآخرين. إذا تلقى الطفل الدعم والتشجيع اللازمين لتنمية الثقة بالنفس وتحقيق إنجازاته

في جميع الأحوال أو أغلبها تصرفات الأهل النرجسية عادةً يؤثر سلبًا على تربية الأولاد، بسبب سلوكهم الذي يتمحور حول اهتمامهم الشديد بأنفسهم ورغبتهم في التفوق والأهمية الزائدة التي يولونها لتحقيق احتياجاتهم الشخصية. وقد يتضمن هذا الأسلوب السلوكي النرجسي التأثير على ما يلي:

1. لأنهم غير قادرين على الانخراط بشكل صحيح في اهتمامات واحتياجات الطفل، وبدلاً من ذلك يركزون فقط على أنفسهم وتحقيق رغباتهم الشخصية.

2. افتقار للتعاطف والاهتمام تجاه الأولاد الذين يتربون في بيئة نرجسية، مثل نقص الدعم العاطفي والتعاطف من قبل الأهل، وذلك لافتقادهم له. (فاقد الشيء لا يعطيه).

3. فرض الأهل النرجسيين للتوقعات غير الواقعية من الأولاد، يريدونهم حسب رغباتهم هم غافلين عن حاجة الأولاد لأشياء مختلفة.حيث يتطلعون (الأهل) إلى تحقيق أهدافهم الشخصية من خلالهم، مثل اللبس والتعليم والتفوق في كل شيء وغيرها الكثير.

4. التقليل من ذات الطفل، فنراهم ينتقدون الأولاد بشكل مستمر لتصرفات وانجازات الأولاد الذاتية، مما يؤدي إلى تقليل ثقتهم في أنفسهم وسلوكهم.

النتيجة لهذه التربية النرجسية:

النتيجة يمكن أن تكون لها تأثيرات سلبية على تنمية الشخصية والثقة الذاتية للأولاد بأنفسهم، وتؤدي إلى مشاكل في العلاقات الاجتماعية والعاطفية في المستقبل.

برأيكم؟ هل نمط النرجسية في الطفل أمر يمكن التحكم فيه عن طريق التربية السليمة؟

يبدأ الطفل بالتعرف على ذاته واكتشاف قدراته واحتياجاته الشخصية من خلال التفاعل مع البيئة وردود فعل الآخرين. إذا تلقى الطفل الدعم والتشجيع اللازمين لتنمية الثقة بالنفس وتحقيق إنجازاته، فإنه من المحتمل أن يتطور بشكل صحي ويكون أقل عرضة للانغماس في النرجسية. ومن الجدير بالذكر أن التربية الصحيحة تشجع الطفل على التعاطف والاهتمام بالآخرين وتعليمه مفهوم العدل والاحترام.

"النَّرجسي/ة" هي صفة تُشير إلى الشخص الذي يتمتع بالغرور والتكبر على الآخرين والتحديق في مظهره وذاته هو، حيث يتملَّكهُ حبُّ ذاتٍ شديد واهتمامٌ مفرط بنفسه. يُعدُّ الشخص النرجسي غالبًا مرتبطًا بالاضطراب النرجسي في الشخصية، حيث يتصف بالعظمة الذاتية والحاجة المُفرِطة "للتبجيل" والتجاوب الإيجابي من الآخرين، والعرض المُفرِط للمواهب والقدرات الخاصة به.

عن نظريات علم النفس للنرجسية:

1- حسب نظرية "فرويد"، النرجسية تشير إلى حالة طبيعية لكل إنسان يعيش فيها ويهتم بالنفس ورضاه الشخصي. يكون الشخص النرجسي مهووسًا بذاته ويولي اهتمامًا خاصًا لمظهره الخارجي والسمات التي يحسبها لنفسه. يستفيد النرجسيون بشكل كبير من الاعتراف والمديح من الآخرين ويسعون للتميز والتفوق في كل شيء يقومون به، ومع ذلك، فلا تعد النرجسية بالضرورة سمة سلبية، فإنها قد تكون مشابهة للثقة بالنفس والقدرات الذاتية القوية. ولكن عندما يصبح النرجسيون مستعمرين بشكل غير صحي، قد يكون لديهم رغبة متزايدة في السيطرة والاستبداد وسلاسل القوة والاعتراف المستمر. يمكن أن يؤدي ذلك إلى نرجسية مفرطة تتعزز الأنانية والعدائية وعدم القدرة على تكوين علاقات صحية ومستدامة مع الآخرين.

2- حسب نطرية "جان بياجيه"، النرجسية هي مرحلة تنمية طبيعية يمر بها الأطفال في سن مبكرة. وهي مرحلة انتقالية في التطور النفسي، حيث يبدأ الطفل في اكتساب وعيه لذاته ويحاول فهم وتحليل العالم من حوله بناءً على احتياجاته ورغباته، أي أنها طبيعية وعادية للجيل المبكرة.

في هذه المرحلة، يكون الطفل مهووسًا بذاته وينظر إلى العالم من منظور ذاتي. يركز على تلبية احتياجاته الشخصية ويتوقع الانتباه والرعاية من الآخرين كل الوقت. وفي هذه المرحلة يبدأ الطفل بتعلم تحقيق التوازن بين احتياجاته الشخصية واحتياجات الآخرين، الأنا والآخر، وبالتالي ينمو في تعاون وتفاهم مع المحيط البيئة الخارجية، أهل أصدقاء أقارب وغيرها.

من الجدير بالذكر أن بياجيه يشير إلى أن النرجسية في هذه المرحلة ليست سلبية بحد ذاتها، وإنما هي ضرورية لنمو الشخصية وتطور الذات. ومع ذلك، فإنه من المهم توجيه الأطفال لتحقيق التوازن بين احتياجات الذات واحتياجات الآخرين، وبذلك يتمكنون من بناء علاقات صحية مع الآخرين والاندماج في المجتمع بشكل صحيح وصحي.

كيف يتم ذلك؟

يتم التوجيه بواسطة الأهل والمربين في حياة الطفل من خلال التنشئة:

- الاهتمام بالاحتياجات الأساسية للطفل يجب على الأهل والمربين تلبية احتياجات الطفل الأساسية بشكل منتظم، مثل الرعاية الجسدية، والتغذية السليمة، والحنان والاحتضان. هذا يساعد الطفل على بناء الثقة بالنفس والأمان الأساسي.

-  يجب أن يشعر الطفل بأنه مهم ومحبوب، عندما يحقق أهدافًا صغيرة أو يظهر إنجازات، يجب تشجيعه وتقديره. يمكن ذلك عن طريق التحدث معه بشكل إيجابي ومشجع، وإظهار الفخر به وبتحقيقاته.

تشجيع روح التعاون مع الآخرين، وذلك بتعليم الطفل أهمية العمل الجماعي والتعاون مع الآخرين، من خلال اللعب والأنشطة الاجتماعية المختلفة، العائلة أو الصف أو الأصدقاء وغيرهم. 

4. تعليم الطفل قيمة التفاهم والاحترام تجاه الآخرين. يمكن ذلك عن طريق تعليمه مهارات التعامل مع الصراعات وحل المشكلات بشكل بناء، وتقديم الاحترام والتعاون.

5. تنبيههم لاحتياجات الآخرين وليس هم فقط، يجب أن يتعلم الطفل توجيه اهتمامه ورعايته لاحتياجات الآخرين أيضًا. يمكن تعزيز هذا عن طريق تشجيعه على العمل الخيري والمساعدة في المجتمع.

بشكل عام، تحقيق التوازن بين احترام واحتياجات الذات واحترام واحتياجات الآخرين هو المفتاح لتوجيه عدم النرجسية في التربية. يجب أن يكون التوجيه بشكل إيجابي وداعم، مع التركيز على تطوير النمو الصحي للشخصية والعلاقات الاجتماعية.

 

بقلم: سوسن غطاس - موجهة مجموعات أهل - موقع والدية برعاية موقع عرب 48
 

التعليقات