10/12/2023 - 12:24

الأهل كمربين حقيقيين

تربية الإنسان تكون لجعله حرا بحياته، وهي كفاح مستمر للحفاظ على صفاته الأصلية وروحه الجوهرية والتي جاءت كما هي من الباري. لا نغيره ولا نهينه ولا نذله ولا نعطيه من ماضينا المجتر والمستهلك

الأهل كمربين حقيقيين

تواصلنا عبر المسافات مع الدكتورة ريم الزعبي تعمل كاستشارية علاقات أسرية، حاصلة على الدكتوراة في التربية، لها العديد من الفعاليات الاجتماعية والثقافية في الأردن والعالم العربي هي من الأوائل في مجال التوعية للعلاقات الأسرية وعلاجها، لها العديد من البرامج الإذاعية والإعلامية التوعوية في المجال. 

أجرينا معها بعض الأسئلة حول الدور التربوي الحقيقي وليس فقط دور الرعاية بل التطبيق.

الدكتورة ريم الزعبي

 

 

الدكتورة ريم الزعبي مربية ومستشارة علاقات أسرية

 

 

 

 

 

 

سؤال للدكتورة ريم الزعبي

 كيف نساعد أنفسنا كأهل لكي نكون مربين أكثر من راعين لهم؟

للأم نقول بشكل خاص:

أحبي أولادك بدون شروط، وليس لأجل المصلحة، ولا كون ماضيكِ علمك امرًا ما.

"فأولادكم ليسوا ماضيكم" تذكروا!!

و"ليسوا مستقبلكم"

هم رفقاء دربكم وشركاء الحياة معكم، و"ليسوا من الممتلكات"

ولهذا هم احرار مثلكم.

يجب أن نفرق تماما بين الرعاية والتربية. 

فالرعاية تصلح للمواشي فنوفر لها الماء والكلأ والمأوى، لكي نستفيد من لبنها ولحمها وجلدها وغيرها.

- ولكن تربية الإنسان تكون لجعله حرا بحياته، وهي كفاح مستمر للحفاظ على صفاته الأصلية وروحه الجوهرية والتي جاءت كما هي من الباري.

- لا نغيره ولا نهينه ولا نذله ولا نعطيه من ماضينا المجتر والمستهلك والممضوغ، ولا ننوب عن تخيلاته وتوقعاته في قدره المستقبلي، فهو ليس في علم أحد لانه لم يتشكل بعد لذلك.

 فمستقبلهم يتشكل من أيديهم، وليس من ايدينا فنحن لن نعيش عنهم.

ولكي تكونوا كل ذلك أحبوا الحياة بذاتها وكونوا سعداء معهم وأصدقاء لأنفسكم ولهم ومعهم، وفروا أجواء المرح والحب والسعادة لأجل الحب ولأجل الوعي ولأجل الحضور بذاته.

مثال صغير على أعياد الميلاد وشعور الأطفال الصادق:

الطفل يفهم ما إذا كانت حفلة عيد الميلاد له ولمشاعره أو لاستعراض الحب والرياء والنفاق، أم أن الناس الحاضرين يحبونه لشخصه هو.

يدرك ويميز بإحساسه الصادق في العلاقات أو الكذب.

فالطفل العصبي هنا على سبيل المثال، هو طفل مشتعل بالانفعالات، وهو ذو مشاعر عميقة،

يعرف حتى أن حفلة عيد ميلاده ليست من أجله هو، بل من أجل أن المظاهر والهدايا واستعراضها.

وإظهار الحب المفتعل غير الواعي، يعني لا يشعر بحقيقة المشاعر نحوه من الأهل.

فقد تكون مثلا الأم قد أقامت حفلة عيد الميلاد له لأنها حُرمت من هذا الاحتفال وهي طفلة طبعا "هذا مثال بسيط" فأحيانا تقول الأم لا أدري لماذاهو عصبي وغير راض:

- إني أوفر له كل شيء قد حرمت منه

- إني أعطيه الهدايا

- ولا أطالبه بعلامات عالية

ولا بتفوق

- ولا بعمل منزلي معي

- ولا شيء

ورغم ذلك فهو يصرخ على أتفه سبب ويعاند ويشاغب بطريقة مزعجة والكل منزعج منه.

 أيها الأهل الأعزاء:

- هو يريد الحقيقة

- هو يريد الوعي

- هذا طفل جميل ورائع لا يقبل الرشوة ولا الهدايا

- يريد الحب من القلب

- يريد حضنا دافئا يحميه

- وابتسامة مع الاحتضان كي يعرف أنه محمي دائما

وأنكم في وعيكم معه

ولستم في مكان آخر

لا في الماضي ولا في التوقعات، كل فعل معه يجب أن يكون من منطلق محب.

وأما اللا وعي فهو يعود لكم كأهل متى شئتم وأحببتم وليس على حسابه هو.

التعليقات