هل سنصوّت في التاسع من نيسان؟

أُقِـــرُّ وأعـــتــرفُ...

حُجَجي بشأن التصويت ليست بأقوى من رغبتي في المقاطَعة.

حُجَجي بشأن التصويت ليست بأقوى من حُجَج دُعاة المقاطَعة (ولا سيّما العقائديّين /المبدئيّين منهم).

لن أصوّت لأنّي مقتنع بشرف التمثُّل في الكنيست، أو لأنّي مقتنع بأنّ أهمّيّة هذا الوجود هناك في البرلمان الإسرائيليّ تَفُوقُ كلَّ اعتبار، ولا لأنّي أستخفُّ أو أستهينُ بفكرة المقاطَعة وبحامليها وبالداعين إليها، بل إنّي أَكنّ لمعظمهم الكثيرَ من التقدير، وأرى أنّهم -بأكثريّتهم- ذوو حجج متينة متماسكة قادرة على الإقناع في حالات غير قليلة.

لن أصوّت طمعًا أو أملًا في أن يحلّ لي أعضاء الكنيست العرب مشاكلي، ولا لأنّي راضٍ كلّ الرضا عن أدائهم (أنا نفسي غير راضٍ عن نفسي؛ ولذا فلن "أتشاطر" على غيري). أقول هذا على الرغم من تخوّفي أن يطمئنّ المرشَّحون...

لن أصوّت لأنّ القائمة المشترَكة حافظت على نفْسها، أو لأنّها طرحت رؤيا وجاءت ببرنامج متكامل وإستراتيجيّة تخدم العرب الفلسطينيّين مواطني إسرائيل. هي لشديد الأسف لم تفعل ذلك. القائمة المشترَكة تخلّى عنها بعضُ من أقاموها، وتحوّلت إلى قائمتين، وقد تتحوّل في ما بعد إلى ثلاث... والله أعلم... فزواج المصلحة قد يتهاوى بأسرع من المتوقَّع.

لن أصوّت مدفوعًا بمجرّد الرغبة في ممارسة حقّ ديمقراطيّ. ديمقراطيّة هذه الدولة محدودةُ الضمان! هي ديمقراطيّةٌ ترشُّحًا (إلى حدّ بعيد) وانتخابًا.

لن أصوّت كي أُلَـمّع صورة دولة تريدني مواطنًا بلا وطن، وحنجرةً بلا صوت.

لن أصوّت كي أُرضيَ أحدًا غيري. سأصوّت إرضاءً لنفسي.

لأسبابٍ بسيطة (نسبيًّا) سأصوّت، أسبابٍ ربّما لا تنطوي على مبدئيّة عميقة...

سأصوّت لأنّ عدم التصويت حاليًّا، دون إعداد بدائل وتَحشيد لائق وكافٍ لها، قد تكون له عقابيل وخيمة. في حالة كهذه، قد ينشأ فراغ سيستغلّه أتباع ومقاولو الأحزاب الصهيونيّة.

سأصوّت لَعَلّني أُسْهِمُ في وَأْد آمال رئيس الحكومة الحاليّ في التهرّب من المحاكَمة. في هذا العام، سيبلغ نتنياهو السبعين من العمر. هو الآن يريد الفوز للمرّة الخامسة إثباتًا للموجوديّة، وفي الأساس رغبةً منه في أن يعمل هو وأعوانه على تغيير القوانين بحيث يُصبح من المحظور أن يحاكَم رئيس حكومة خلال فترة حكمه. نقاطع فتتحقّق آماله. نصوّت، فنخيّب آماله. لعلّنا نخيّبها.

سأصوّت لَعَلّني أُسْهِمُ في وأد قائمة "يسرائيل بيتينو" التي تغذّت بعنصريّتها تجاه العرب فحصلت في ما سبق على نتائج مفاجِئة حين زاودت على حزب الليكود (مَنْبت مؤسِّسها أفيغدور ليبرمان الذي بادر قبل أربع سنوات إلى رفع نسبة الحسم كي يحرم القوائم العربيّة من اجتياز هذه النسبة العالية نسبيًّا). لعلّ التصويت، إذا ارتفعت نسبته بين العرب بعض الشيء، يسهم في إفشال بعض القوائم اليمينيّة من التمثُّل في الكنيست. نصوّت، فنُقصي مَن يحلم بإقصائنا. نصوّت، فنُخْرس بعض الألسنة القذرة كأفكار أصحابها.

سأصوّت يَحـْدوني بعض أمل في أن أجد مَن يَصْدق فيدعم دعمًا حقيقيًّا نضالنا في سبيل التخلّص من البطريرك غير المستحقّ ثيوفيلوس الثالث، وفي سبيل تعريب الكنيسة الأرثوذكسيّة عندنا. لن أدعم مَن يتهرّب ويداور ويناور.

سأصوّت كي أعزّز احتمالات القائمتين العربيّتين الرئيسيّتين في اجتياز نسبة الحسم، ولا سيّما أنّ البعض يتوقّعون إخفاق إحداهما، وهنالك من يتمنَّوْن ويعملون في سبيل ذلك.

سأصوّت... وأمري إلى الله!