28/08/2021 - 21:38

لا بديل عن الحماية الشعبية والعودة الجماهيرية المنظمة إلى الشارع وبقوة

حين تتكرر مأساتنا يوميا، ويصبح إطلاق النار وقتل الشباب والأمان المجتمعي حالة عادية، فإما تتكلّس مشاعرنا وأخلاقيّاتنا كمجتمع، وإما نقول كلمتنا ونعود إلى "احتلال الشارع".

لا بديل عن الحماية الشعبية والعودة الجماهيرية المنظمة إلى الشارع وبقوة

حين تتكرر مأساتنا يوميا، ويصبح إطلاق النار وقتل الشباب والأمان المجتمعي حالة عادية، فإما تتكلّس مشاعرنا وأخلاقيّاتنا كمجتمع، وإما نقول كلمتنا ونعود إلى "احتلال الشارع".

لم يعد مردودا للكلام، بل بتنا نسمع صدى كلماتنا المرتدّة التي يعبث بها المجرمون القتلة، والذين لا يكترثون لشيء إلا لصوت السلاح الذي يحملونه علنا والمرضي عنه سلطويا. بتنا في وضع إما يكون الشارع تحت إرهابهم وإما يكون بحماية المجتمع.

لقد كشفت قيادة الشرطة الإسرائيلية قبل فترة وجيزة عن البيّنات الحاسمة بشأن قصور نفوذها وصلاحياتها أمام رؤساء عالم الجريمة الذين يحميهم "الشاباك" من سطوة الشرطة، وهذا اعتراف كان من شأنه أن يجعلنا كقيادات ومؤسسات ومجتمع أن نقيم الدنيا ولا نقعدها حتى نرى بوادر تحمّل الدولة لمسؤوليتها في محاربة الجريمة. وللأسف، لم تحظ بالاهتمام الكافي وبالأساس لم يحظ بالتحرّك الشعبي والسياسي المحلي والدولي. لن نلتهي في تقديم النصائح للدولة كيف تعمل أجهزتها، فهذه الأجهزة هي ذاتها التي قمعتنا قبل ثلاثة أشهر، وتكاملت مهامها في العدوان الدموي على جماهير شعبنا في الداخل ضمن عدوانها على كل شعبنا الفلسطيني. والتي تخطط للمستقبل كيف تقمع التحركات الوطنية بينما تتواطأ مع الجريمة وتتورط بها.

شاهدنا في أواخر العام 2019 ومطلع العام 2020 حالة واعدة نوعا ما، حين بادرت لجنة المتابعة إلى المظاهرات الكبرى التي سعت إلى احتلال الناس للشوارع الرئيسية، وإلى تعطيل جوانب من المرافق العامة والحياة العامة للإسرائيليين، لتشكيل الضغط المناسب حتى تتحرك أجهزة الدولة لمواجهة الجريمة. إنها الجريمة المزدوجة التي تحظى بوجهين، واحد جنائي والآخر سياسي هادف، يشير إلى مشاريع أمن قومي إسرائيلي هادفة إلى إنهاك مجتمعنا الفلسطيني وتفكيكه والقضاء على دوره الوطني والنهضوي.

لا أستطيع أن أجزم بالعلاقة السببية، لكننا شاهدنا أنه خلال هبة الكرامة في شهر أيار/ مايو الأخير وحين ملأ الحراك الشعبي الشوارع والحارات، تراجع منسوب الجريمة المجتمعية. وكانت أفضل حماية مجتمعية محلية وقطرية. ومن ذلك ممكن أن نعتبر بشأن قوة الجماهير الشعبية.

ما تؤكده ردود الفعل اليوم هو أن الكيل قد عاد وطفح، وأن مجتمعنا في حالة غليان، وليس لنا إلا أنفسنا كمجتمع، وهناك أنماط عمل مبدعة انطلقت من اللجان الشعبية والحراكات في كل بلد وساحة وشارع. وهذه اللجان الشعبية هي بنية العمل الأكثر جهوزية بين جماهير شعبنا الفلسطيني في الداخل، وهي الرافعة للعمل القطري السياسي الجماعي المنظم والهادف إلى استعادة الأمان واستعادة الحق بالحياة وحمايته.

ما حدث في اللد اليوم من جريمة ومقتل الفتى الواعد هو حالة تحتوي كل المفارقات، فاللد التي تتحرك شعبيا لإطلاق سراح معتقلي هبة الكرامة ولتحميل الدولة مسؤولية سقوط شهيدها موسى حسونة، تأتيها الرصاصة من مكان آخر، لتحصد روح شبانها.

الحالة حالة طوارئ، فهل من جهوزية؟ والأهم: هل من تحرّك قريب؟!

التعليقات