28/03/2023 - 09:25

سعيد نفّاع وفوبيا "الاتحاد القطري للأدباء الفلسطينيين"!

البؤس الذي يعيشه سعيد نفّاع وتفوح رائحته من كل حرف في مقاله/ ردّه، ويستجدي به شفقة القارئ، هذا البؤس دفعه لطرح مغالطاته التي تملأ ردّه/ مقاله، لا بعقليّة محامٍ ذكيّ، بل بعقليّة مختار يحمل شهادة محاماة.

سعيد نفّاع وفوبيا

نشر الكاتب سهيل كيوان مقالا في موقع "عرب 48"، بتاريخ 2023/03/12، يتساءل فيه: "لماذا اتحادان للكتّاب والشعراء؟!". وردّ عليه سعيد نفّاع في الموقع نفسه بتاريخ 2023/03/23، بمقال تحت عنوان: "رد على مقال سهيل كيوان".

للكاتب سهيل كيوان الحقّ في أن يسأل أو يتساءل، ولسعيد نفّاع الحقّ في أن يردّ، ولكن ما هكذا تورد الإبل يا مختار! فقد جاء ردّ نفّاع مفتقرا إلى أدنى حدود الموضوعية، بل ليس من الصعب على القارئ، أي قارئ، أن يستنتج أنّه بُني على عقليّة محام لا يتورّع عن أيّ فعل مهما كان، ليُنقذ موكّله المتورّط من أخمص قدمه حتى قمّة رأسه، فما بالك إذا كان المحامي وموكّله شخصا واحدا؟!

سعيد نفّاع اتّهم سهيل كيوان بأنّ مقاله "حوى الكثير من المغالطات"، وقصده من الاتّهام واضح، ليُؤثّر على القارئ لقبول مغالطاته هو كأنّها حقائق. وهذا تأكيد لأسلوب المحامي الذي يُريد أن يُنقذ موكّله الذي لم يجد سلاحا للدفاع عنه إلّا المغالطات. ولكنّ البؤس الذي يعيشه سعيد نفّاع وتفوح رائحته من كل حرف في مقاله/ ردّه، ويستجدي به شفقة القارئ، هذا البؤس دفعه لطرح مغالطاته التي تملأ ردّه/ مقاله، لا بعقليّة محامٍ ذكيّ، بل بعقليّة مختار يحمل شهادة محاماة. ولو بلغ قدرا من الذكاء والحنكة، يليق بشهادته، ولو تمتّع بشيء بسيط من التواضع والقدرة على احترام الآخر واحتوائه، لتنازل عن دفاعه الذي يُدينه هو ويُجرّم موكّله. وهما واحد كما ذكرت.

لن أتوقّف عند كلّ مغالطات نفّاع، فقد أكلنا وشبعنا منها منذ زمن بعيد، وليس فيها أيّ جديد. ولكن لفت انتباهي في ردّه أمران: الأولّ، إصراره على اعتبارنا، نحن "الاتّحاد القطريّ للأدباء الفلسطينيّين"، مجموعة من المنشقّين، والثاني، إصراره على محونا، من خلال إنكاره الصاخب لوجود اتّحاد آخر، نحن أو غيرنا، رغم أنّ نشاطاتنا، نحن الاتّحاد الآخر، "الاتّحاد القطريّ للأدباء الفلسطينيّين"، تملأ الصحف والمواقع وتتحدّث عنّ نفسها بنفسها على أرض الواقع. وهي التي شغلتنا عن الردّ على كلّ الأخطاء التي ارتكبها سعيد نفّاع بحقّنا منذ أن أشعل نار الفتنة قبل ما يُسمّيه زورا "المؤتمر الوحدوي"، بسنوات وحتى الآن. ونحن على ثقة بأنّ نشاطاتنا التي لا تتوقّف، ونجاحاتنا الباهرة والمتتالية، وربّما ما يقرأه نفّاع ويسمعه عنها، ذلك هو ما دفعه إلى هذا الإصرار، ليس إلى تشويه صورتنا فحسب، بل إلى محونا كلّيا. ولكن هيهات، فالشمس لا يخفونها بغربال من الترّهات. وليته يقنع بهذا الواقع الذي سيُسلّم به ويستسلم له عاجلا أم آجلا، ليته يقنع بتركنا لنشاطاتنا، ويذهب هو ليجد له نشاطا يلهو به، أو يتفرّغ لخدمة مخترته التي يحمل ختمها. ولكن هيهات، فهل ستغيّر المظاهرات التي تجري على الساحة مؤخّرا ضدّ انتهاك الديمقراطية وبيت القضاء، هل ستُغيّر عقلية سموتريتش ونظرته الاستعلائيّة إلى الآخر وتوقه إلى إلغائه. نعم سموتريتش الذي تعرفونه، توأم بن غفير لا أقلّ ولا أكثر.

وإلى حقيقة ما حدث. تذكرون الكورونا بلا شكّ؟ وتذكرون أنّ الواحد منّا حين كان ينسحب من أمامها، كان يفعل ذلك حرصا على نفسه، وعلى الآخر بالقدر نفسه. ولذلك، صحيح أنّنا انسحبنا، ولكن لماذا وكيف؟ لم ننسحب من اتّحاد الكرمل، ولا حتى من الكرمل 48، لو أنّ الوحدة التي حدثت كانت وحدة حقيقيّة تقوم على المساواة والديمقراطيّة واحترام الدستور واحترام الآخر، وترمي حقيقة إلى توحيد الحركة الأدبية. ولكنّها لم تكن كذلك، ولذلك انسحبنا ممّا بقي من الاتحادين المذكورين. وما بقي منهما هو ليس أكثر من مخترة هي "مخترة سعيد نفّاع" التي قامت على أكذوبة الوحدة. لهذا انسحبنا وكان لنا الشرف أن ننسحب، لا لسبب إلّا لأنّنا نحترم أنفسنا والآخر والديمقراطية، ونرفض الدكتاتوريّة والمخترة.

اتهام نفّاع، سابقا واليوم، لنا نحن "الاتّحاد القطريّ للأدباء الفلسطينيّين"، ووصفه لنا بـ"مجموعة من المنشقّين"، هو أكبر دليل على العقليّة التي ذكرتها أعلاه، وهو اتهام رخيص يلهو به سعيد نفّاع أمام مريده لأسباب نفعية شخصية خالصة، إذ لا أبالغ إذا قلت إنّ لديه اليوم ما يُمكن تسميته بـ"رهاب أو فوبيا الاتّحاد القطريّ للأدباء الفلسطينيين". فعلى ما يظهر، أصبح اتّحادنا كابوسا يزوره في نومه ويقظته، ولا عجب في ذلك، فهو يرى فيه عدوّه الأول والوحيد الذي يُشكّل خطرا على زعامته، أو الأصحّ، مخترته. لقد أعمت بصيرتَه نشاطاتُنا ونجاحاتُنا فيها، فأصبحت هواجسه وكوابيسه تُصوّر له أنّ اتّحادنا سيقتلع جذوره من الساحة الأدبيّة والثقافيّة، وربّما من كلّ الساحات، إذ لن تبقَى أمامه بعد الآن ساحة أخرى، بعد الساحات الكثيرة التي دخلها وخرج منها كما دخل. هل أعدّدها لكم؟ الحزب والجبهة، حزب التجمّع، لجنة المبادرة الدرزيّة، جمعيّة التواصل، ميثاق المعروفيّين الأحرار، وقد أكون نسيت بعضها. خسارته في تلك الساحات، تجعله اليوم يتشبّث بأظافره وأسنانه بهذه المخترة التي أفرزتها أكذوبة الوحدة، لأنّها بلا أدنى شكّ، الأخيرة. وهذا هو سبب رهاب أو "فوبيا الاتّحاد القطريّ للأدباء الفلسطينيّين" الذي يقضّ مضجعه. نعم إنّها الفوبيا التي إذا حلّت في قلب شخص ما وعقله، لا تُسلمه إلّا للجنون، ويُخطئ من يظنّ أنّنا نشمت، ليس ذلك من طبعنا ولا أخلاقنا، بل نحن نشفق حتى على الذين لا يستحقّون الشفقة.

هناك تصرّفات كثيرة قام بها سعيد نفّاع، تُثبت حالة الفويبا التي يمرّ بها وتُؤكّد عقليته التي ذكرناها أعلاه، وسأذكر بعضها لاحقا. ولكن هنا أريد أن أنوّه بكل بساطة، وللقارئ العزيز أن يُصدّق أو لا. نحن، المجموعة التي انسحبت، والتي أصبحت فيما بعد، "الاتّحاد القطريّ للأدباء الفلسطينيّين"، لسنا مجموعة من المنشقّين، كما يحلو لنفّاع أن ينعتنا، بل نحن ينطبق علينا قول الشاعر العظيم، المتنبّي:

إذا تَرَحّلْتَ عن قَوْمٍ وَقَد قَدَرُوا أنْ لا تُفارِقَهُمْ فالرّاحِلونَ هُم

لم يترك لنا نفّاع والصامتون حوله، سوى أحد خيارين: أن نركع في محراب مخترته ونحلف بقدسيّتها، أو أن نرحّل، فلم نتردّد وانسحبنا غير مبالين بكلّ المغالطات والأكاذيب التي حاكها حولنا لتبرير الموبقات التي ارتكبها.

يتغنّى نفّاع بعدد أعضاء اتّحاده، وبمعايير قبولهم، وكأنّنا ما زلنا الخمسين الذين انسحبوا، فمن الصعب عليه أنّ يتقبّل كوننا في أقلّ من ستّة أشهر بعد انسحابنا، وهذا ما يُقلقه اليوم ويُسبّب له الفوبيا، فاق عددنا الـ150 عضوا، ومعاييرنا المحترمة لا تقلّ صرامة عن معاييره التي يدّعيها. ولكن المهمّ هنا هو أن يعرف القارئ أنّه حين شعر نفّاع بأنّ بعضنا بدأ بالتفكير بالانسحاب، شعر بكثير من الارتياح، وكأنّ أحدا "يَحُكّ له على بيت جرب"، وحينها تخيّلته يقول في نفسه: "بالناقص، أجت منهم ما أجت منّي"، لأنّه في حينه، اعتقدَ جازما أن "المنشقّين" لن يزيد عددهم عن أصابع كفّ أو كفّين على الأكثر. يُؤكّد ذلك أنّ بعض الأعضاء حين واجهوه بخطورة تصرّفه وما سيحدث جرّاءه، أغلق أذنيه بختم المخترة التي لا يُريد أن يُشاركه فيها أحد. ولا عجب، فهذا يليق تماما بمن يدّعي أنّه لم يكن لدينا رئيس ونائب، وأمين عامّ ونائب، وبعد ذلك صرّح لأحد خلصائه: "شو أنا بدّي أجيب رئيس عليّ؟". وهل هناك مقولة أكثر من هذه، تُثبت عقليّة المخترة والدكتاتوريّة والاستعداد لدوس الدستور لأجلها؟

ولهذا يُدافع المختار بقوله في ردّه أيضا: "ظهرت قبل المؤتمر وخلاله فئة صغيرة أرادت أن تغيّر الدستور بحيث يكون للاتّحاد (مختاران ونائبان لهما)؛ رئيس ونائب رئيس وأمين عام ونائب أمين عام". يُدافع لأنّه يعرف أنّ إنكاره لوجود ذلك في الدستور أصلا، هو محض افتراء، فهذه الفئة لم تطلب تغيير الدستور، بل أصرّت على احترامه واحترام ما كان واردا فيه، أي في الدستور الذي نعترف بأنّنا أخطأنا حين ائتمنّاه عليه فأكله، أكله وادّعى لاحقا، وفي الوقت الذي يُناسب مخترته، أنّ ذلك لم يكن واردا في الدستور! وهنا يحقّ لنا أن نتساءل، نحن الفئة الصغيرة: "هذه الفئة، فئتنا، سواء كانت صغيرة أو كبيرة، ما ذنبها أنّ بعض الأعضاء يُصفّقون لترّهات المختار ويضربون بسيفه حتى بدون أن يأكلوا خبزه. وأكثر من ذلك، فبعضهم يعلم أنّه يقتات على خبزهم الذي يغتصبه.

ولماذا نعتبر "وحدة عام 2019" بين الكرمل والـ48، أكذوبة الأكاذيب؟ أولا لأنّ "الوحدويّين" من الطرف الآخر، في حينه "اتّحاد سامي مهنا"، سيقوا إليها مكبّلين، وثانيا لأنّ سعيد نفّاع، ابتدعها لسببين: الأول، ايجاد أغلبيّة من المصفّقين، يعتمد عليهم بعد إدخالهم في دائرة اتّخاذ القرار، ولهذا امتدّت فترة ترسيخ الوحدة لثلاث سنوات، في حين أنّ ترسيخها لم يكن يحتاج إلى أكثر من شهر لو كانت وحدة صادقة وأطرافها يحترمون الوحدة. والسبب الثاني، تمرير مثل تلك الأكاذيب حول الدستور ليتسنّى له تفصيل دستور على مقاسه. واعذروني، المقام هنا لا يتّسع لكلّ المغالطات والترّهات.

ويقول نفّاع أيضا: "اقتباسنا لمصطلح "اتّحاد" من أقوال الكاتب كيوان هو فقط لأمانة الاقتباس وليس في ذلك أدنى اعتراف بوجود اتّحاد على الساحة غير الاتّحاد العام الكرمل 48، والإطار القائم الذي يتحدّث كيوان عنه (يقصد طبعا "الاتّحاد القطريّ للأدباء الفلسطينيّين" وبهذا يُؤكّد على عقليّة المحو)، هو مجموعة منشقّين عن الاتّحاد على خلفيّة نتائج المؤتمر الوحدويّ الأوّل". وسؤالنا هنا: هل منّا من ادّعى أنّنا بحاجة لاعتراف سعيد نفّاع بنا أو بأيّ خطوة نقوم بها؟

ولو قبلنا فرضا هذا الطرح العاري عن الصحّة، واعترفنا كما يُريد سعيد نفّاع، بأنّنا "مجموعة منشقّين" فاشلين، هل يسمح لنا أن نسأل ونتساءل:

ما الذي يُخيف المختار، "بطل الساحة والزعيم الأوحد"، من هذه المجموعة الفاشلة؟

لماذا فعل المستحيل ليُفشل مؤتمرنا في أيلول الماضي؟ وهنا من واجبي أن أبيّن لكم ما أعرفه. قبل مؤتمرنا التأسيسيّ، كانت لسعيد نفّاع محاولتان واسعتان لإفشاله: الأولى على الصعيد المحلّي وقد فشل فيها فشلا ذريعا، فقد اتّصل بأكثر من واحد من أعضائنا وحاول إقناعه بتركنا والامتناع عن حضور المؤتمر أو الاجتماعات التي سبقته. وقد فشل مع جميعهم من اتّصل بهم. والمحاولة الثانيّة كانت على مستوى الإخوة في الأرض المحتلّة، وبعض صنّاع القرار هناك. وقد نجح في محاولته نجاحا ملموسا، إذ نجحت توسّلاته لبعض الهيئات أن تضغط على من دعوناهم لحضور المؤتمر، وتمنعهم من حضوره. وللأسف كان له ما أراد. ولكنّ لماذا أقول "نجاحا ملموسا" رغم أنّ المدعوّين رضخوا للضغط ولم يحضروا المؤتمر؟ أقول ذلك لأنّ نجاح نفّاع في محاولته هذه، لم يُؤثّر أبدا، لا من قريب ولا من بعيد، علينا أو على سير مؤتمرنا ونجاحه. وربّ ضارّة نافعة، فقد علّمنا درسا في العلاقات المشبوهة من حيث لا يدري.

وفي الفترة الأخيرة أيضا، نجح نفّاع في تجميد مساعي "الاتّحاد العامّ للكتّاب والأدباء الفلسطينيّين" في الأرض المحتلّة، وإجهاض محاولتهم التدخّل من أجل الوحدة التي رفضها، بينما اليوم يدّعي أنّه يُوافق سهيل كيوان عليها، حين يقول في ردّه: "والأهمّ أنّ في صلب محادثتنا (محادثته مع كيوان) كان أنّ اقترحت عليه وما دام الأمر يقلقه، أن يبادر و"محرَجون" آخرون لوحدة الحراك الثقافي فالمنتديات والنوادي أكبر من تُحصى (لاحظوا أنّه يقول "المنتديات والنوادي"، ولا يقول "الاتّحادات"، لأنّه يرفض وجودنا كاتّحاد). وقد وعدته (يقصد وعد كيوان) أن نتقبّل نحن في الاتّحاد العام للكتّاب الفلسطينيّين- الكرمل 48 المبادرة، إن أطلقها، برحابة صدر". ونحن نتساءل: كيفّ سيسمح لنفسه عاقل بعد تلك الأكاذيب والمغالطات، أن يُصدّق هذا الكلام، وبعد كلّ العراقيل التي وضعها سعيد نفّاع أمام مبادرة "الاتّحاد العامّ للكتّاب والأدباء الفلسطينيّين" التي بدأها الإخوة في رام الله بعد اجتماعنا بهم في شهر أيلول الماضي، ولم يصلنا منهم أيّ ردّ رسميّ عليها حتى الآن؟

لماذا فرض نفّاع على أمانته العامّة أن تتّخذ قرارا في اجتماع رسميّ دعاها إليه، بأنّنا أعداء يُمنع عليهم التعامل معنا حتى في معاملاتنا اليومية خارج الاتحادين؟ والمؤسف أن معظم أعضاء أمانته العامّة وافقوا لدرجة أنّنا خفنا أن ينفونا خارج مكّة! ولكن للحقيقة والأمانة، لا بدّ هنا من ذكر أنّ قلّة من أمانتهم العامّة، استهجنت هذا الطرح التفسيخي الهدّام الذي لا يخدم، لا الحركة الأدبيّة ولا المجتمع، فرفعت صوتها ضدّه وأعلنت رفضها القاطع للانصياع له.

ومؤخّرا، لماذا حاول نفّاع إفشال "مهرجان آذار السابع للشعر الفلسطيني"، والذي أقامته في سخنين، تلك "المجموعة الصغيرة من المنشقّين" على حدّ زعمه؟ اسألوا بعض شعراء سخنين الذين انتدبتهم البلدية لإلقاء قصائدهم في المهرجان ولم يحضروه بعد أن كانوا أعلنوا عن مشاركتهم، لا بل وأعلن بعضهم عن أكثر من المشاركة أيضا، ثم تراجع!

والآن، إذا كان القارئ المحترم ينتظر إجابات للأسئلة أعلاه، فنصيحتنا له ألّا ينتظرها من سعيد نفّاع، والأحرى به أن يسأل غيره أو أن يستخلصها بنفسه. أما نحن، "الاتّحاد القطريّ للأدباء الفلسطينيّين"، فهل يصحّ وهذه الحال، أن يكون لدينا مكان، مع عقليّة المحو تلك، تلك العقليّة المفضوحة بالاستعلاء والتزوير والمغالطات، هل يصحّ أن يكون لدينا مكان للتفكير بالوحدة مع أصحابها؟

ورغم كلّ ما تقدّم، فليكن واضحا وبكلّ صراحة وصدق، إنّ ردّنا أعلاه، موجّه لسعيد نفّاع فقط، أمّا الإخوة في الاتّحاد الآخر، فهم ليسوا أعداءنا، ونحن نترفّع عن التفكير بهم بمثل تلك العقليّة. بل هم إخوتنا الذين نحبّهم ونحترمهم، ونؤمن أنّ قلّة قليلة جدّا منهم فقط تقبل مغالطات سعيد نفّاع وأكاذيبه وتوافقه عليها. ولهذا، فليقبل من يقبل وليرفض من يرفض، لم نكن سعداء حين اضطررنا للانسحاب، ولم نُفكّر يوما بالكفّ عن تواصلنا مع إخوتنا الذي يُصرّون على التواصل معنا، وهم ليسوا قلّة أبدا. وستظلّ يدنا مفتوحة للجميع، وبكلّ تأكيد لوحدة الحركة الأدبيّة وإعلاء شأنها بشكل محترم، ديمقراطيّ وشفّاف. ولكن، لنكون صادقين مع أنفسنا ومعكم، ومرّة أخرى فليقبل من يقبل وليرفض من يرفض، نقولها لكم بكل صراحة، لا وحدة مع سعيد نفّاع، لا في ظلّ مخترته ولا خارجها. وإلى الإخوة الذين يُفكّرون بإطلاق مبادراتهم بشأن الوحدة نقول: حركتنا الأدبيّة أثمن وأرفع من أن يُديرها مختار بتلك العقليّة، فلا تضيعوا وقتكم ولا تظلموها!


*الأمين العامّ لـ "الاتّحاد القطريّ للأدباء الفلسطينيّين"

التعليقات