24/01/2012 - 09:55

حينما تستنفر "إسرائيل" ضد مفتي القدس!../ نواف الزرو

تستنفر المؤسسة الصهيونية السياسية والأمنية والإعلامية منذ أيام ضد مفتي القدس الشيخ محمد حسين، في أعقاب استحضاره حديثا نبويا زعم أنه يدعو إلى قتل اليهود، فطالب رئيس"إسرائيل" شمعون بيريز بفتح تحقيق ضد المفتي بزعم دعوته إلى قتل اليهود. ونقلت وسائل إعلام إسرائيلية عن بيريز قوله، خلال لقائه وزير القضاء الإسرائيلي يعقوب نئمان، "إن أقوال المفتي خطرة ومن شأنها أن تؤدي إلى تصعيد في العلاقات بين اليهود والعرب وحتى إلحاق الأذى بحياة البشر". وبدوره قال نئمان إنه "سيصدر توجيهات بإجراء تدقيق شامل حول السبل القانونية للعمل في الموضوع"، بينما كان نتنياهو أصدر تعليمات للمستشار القانوني لحكومته يهودا فاينشطاين، بفتح تحقيق جنائي ضد مفتي القدس، بزعم إطلاق تصريحات "معادية للسامية". ونقلت الإذاعة العامة الإسرائيلية عن نتياهو قوله "إن هذه التفوهات تعد جريمة خطرة للغاية"، وتطرق نتنياهو خلال اجتماع كتلة حزب الليكود في الكنيست أإلى الموضوع واصفاً أقوال مفتي القدس بـ"الخطرة للغاية" -يو . بي . آي-2012-1-23".

حينما تستنفر
تستنفر المؤسسة الصهيونية السياسية والأمنية والإعلامية منذ أيام ضد مفتي القدس الشيخ محمد حسين، في أعقاب استحضاره حديثا نبويا زعم أنه يدعو إلى قتل اليهود، فطالب رئيس"إسرائيل" شمعون بيريز بفتح تحقيق ضد المفتي بزعم دعوته إلى قتل اليهود. ونقلت وسائل إعلام إسرائيلية عن بيريز قوله، خلال لقائه وزير القضاء الإسرائيلي يعقوب نئمان، "إن أقوال المفتي خطرة ومن شأنها أن تؤدي إلى تصعيد في العلاقات بين اليهود والعرب وحتى إلحاق الأذى بحياة البشر". وبدوره قال نئمان إنه "سيصدر توجيهات بإجراء تدقيق شامل حول السبل القانونية للعمل في الموضوع"،بينما كان نتنياهو أصدر تعليمات للمستشار القانوني لحكومته يهودا فاينشطاين، بفتح تحقيق جنائي ضد مفتي القدس، بزعم إطلاق تصريحات "معادية للسامية". ونقلت الإذاعة العامة الإسرائيلية عن نتياهو قوله "إن هذه التفوهات تعد جريمة خطرة للغاية"، وتطرق نتنياهو خلال اجتماع كتلة حزب الليكود في الكنيست أإلى الموضوع واصفاً أقوال مفتي القدس بـ"الخطرة للغاية" -يو . بي . آي-2012-1-23".
 
إلى ذلك، عمدت منظمة "مراقبة الإعلام الفلسطيني" اليمينية الإسرائيلية إلى بث مقطع من كلمة للشيخ حسين في أحد الاحتفالات بذكرى انطلاق الثورة الفلسطينية قبل أيام، وتضمن المقطع الذي تم اقتطاعه من كلمة بثت على فضائية "فلسطين" يظهر فيها الشيخ حسين وهو يتحدث عن حديث نبوي شريف بقوله "في صحيح الحديث وفي الصحيحين يقول لنا البخاري ومسلم: لا تقوم الساعة حتى تقاتلوا اليهود، فيختبيء اليهودي وراء الحجر أو الشجر، فينادي الحجر أو الشجر يا مسلم يا عبد الله هذا يهودي ورائي تعال فاقتله، إلا شجر الغرقد، ولذلك فليس غريبا أن ترى الغرقد يحيط بالمستوطنات ويحيط بالمستعمرات".
 
تصوروا....!
"إسرائيل" تستنفر ضد المفتي وتفتح له ملفا جنائيا وقد يحكم عليه قريبا بالسجن بسبب تصريح نسب إليه هو ينفيه، ويقول إن كلامه تم تحريفه.
 
 فإذا كانت "إسرائيل" تستنفر وتحاكم مفتي القدس على تصريح يتيم كهذا-رغم نفي المفتي-، فكيف يمكن إذن التعامل مع كبار ساسة وحاخامات "إسرائيل" الذين يفتون منذ أكثر من سبعين عاما بذبح وقتل وترحيل العرب؟!
تصوروا... العنصرية الصهيونية الحاقدة في ذروة تجلياتها السيكولوجية!
 
فإن أردنا أن نتحدث عن فتاوى وتشريعات قتل وإبادة العرب بالجملة فحدث!...
 والأخطر دائما هي تلك الفتاوى الإبادية التي يطلقها الحاخامات، فدعت مجلة صادرة عن التيار الديني الصهيوني في إسرائيل إلى إقامة "معسكرات إبادة" للفلسطينيين، وذكر موقع "واي نت" الإخباري التابع لصحيفة "يديعوت أحرونوت" أن مجلة أسبوعية صادرة عن هذا التيار يتم توزيعها في الكنس اليهودية في جميع أرجاء إسرائيل نشرت فتوى وقع عليها عدد من كبار الحاخامات تدعو إلى إقامة هذه المعسكرات باعتبارها فريضة شرعية. وأشار "واي نت" إلى أن الموقع اعتبر"أن إقامة هذه المعسكرات مهمة "اليهود الأطهار"، وهاجمت الفتوى بشدة الحاخامات الذين يتحفظون على إقامة هذه المعسكرات للفلسطينيين، الذين وصفهم بأنهم "العمالقة"، في إشارة إلى العمالقة الذين تروي المصادر الدينية "أن الرب أمر بني إسرائيل بذبحهم وذبح أطفالهم ونسائهم وشيوخهم وحتى بهائمهم قبل ألفي عام".
 
 وحسب ما قاله الحاخامات في مجلتهم، فإن التوراة تلزم اليهود بمحو أي أثر للعمالقة في هذا العصر، في إشارة للفلسطينيين، وأوضحوا أنه حتى الحاخامات الذين يرفضون التوقيع على هذه الفتوى يؤيدون جوهرها.
 
وتعقيبا على هذه الفتوى الجديدة، اعتبر المفكر الإسرائيلي "أودي ألوني" أن الدعوة للقضاء على الفلسطينيين يتم التعبير عنها بشكل صريح وعلني في الكنس اليهودية، على اعتبار أن التخلص من الفلسطينيين بات خيارا عمليا، واستهجن ألوني أن أحدا لم يعترض على كل من الحاخام شلومو إلياهو، الحاخام الأكبر لمدينة صفد، والحاخام شلومو أفنير، الحاخام الأكبر لمستوطنة "بيت إيل"، اللذين كانا من بين الموقعين على الفتوى.
 
من ناحية ثانية، أعلن العشرات من الحاخامات أن ما يسمونهم بـ"عرب إسرائيل" ليسوا أكثر من ضيوف في إسرائيل.
 
وتذهب النزعة العنصرية الإبادية إلى أبعد من ذلك، فترتقي لديهم إلى مستوى فلسفي –كما حدث مع جابوتنسكي وتلاميذه من أمثال بيغن وشارون ونتنياهو وباراك وموفاز ويعلون وغيرهم، حيث جاء في أدبيات هؤلاء مثلا: "إن قوة التقدم في التاريخ ليست للسلام بل للسيف"، و"أنا أحارب إذن أنا موجود"، و"أولا وقبل كل شيء يجب أن نقوم بالهجوم عليهم - أي على العرب"، و"لا يمكن الوثوق بالعربي بأي حال من الأحوال، وبالتالي فإن الطريقة الوحيدة للتعامل معه هي قتله".
 
إذن، المشهد بمنتهى الوضوح، فهم يخططون ويبيتون ويعملون من أجل قطع رؤوس العرب وإبادتهم، وإلغاء الكيانات العربية سياديا وإراديا ومعنويا وعسكريا وسياسيا!
 
ونقول في الخلاصة المفيدة إنه حينما يفتي الحاخامات ومن ورائهم كبار الساسة والجنرالات بإبادة العرب بالجملة، ألا تشكل هذه حالة تستدعي استنفارا دوليا أمميا وليس عربيا فقط؟!

التعليقات