11/02/2023 - 13:16

جمعية الجليل ومركز "حملة" ينظمان يوما دراسيا بعنوان "صحافة مناخية محلية"

"مثال على اللاعدل المناخي، نجد أنه في النقب يتم طرد سكانه الأصليين بحجة التشجير، لحل مشكلة انبعاث الكربون والتخفيف من آثار التغيير المناخي، والحلول موجودة، لكن الدولة تضع حلولا غير عادلة على حساب أشخاص آخرين، ولا تقوم بأخذ احتياجاتهم بالحسبان"...

جمعية الجليل ومركز

الصحافيون في اليوم الدراسي

ضمن "مشروع بناء القدرات المحلية للصمود أمام التغيير المناخي"، نظمت جمعية الجليل في مكاتبها في شفاعمرو وبالتعاون مع مركز حملة، أمس الجمعة، يوما دراسيا للصحافيين بعنوان "صحافة مناخية محلية".

تخلل اليوم الدراسي محاضرات وورشات عمل تفاعلية، حيث قدمت المختصة في شؤون البيئة، آلاء عبيد من جمعية الجليل محاضرة تحت عنوان "أزمة المناخ، سرد محلي"، ثم قدم الكاتب والراوئي إياد برغوثي ورشة تفاعلية بعنوان "الرواية الرقمية"، وتحت عنوان "الصحافة البيئية أساسياتها وأمثلة محلية" قدمت المختصة في مجال التنمية المستدامة، ريم بركات محاضرتها.

ألاء عبيد

وتحدثت عبيد، لـ"عرب 48" عن افتقار الفلسطينيين للعدل المناخي نتيجة للممارسات الإسرائيلية الممنهجة ضد الفلسطينيين وقالت إنه "من الأهمية بمكان ونحن نتحدث عن قضية العدل المناخي أن نشير إلى وجود تفاوت في درجة آثار التغيير المناخي، والمسؤولين عنها، ففي المجتمع الفلسطيني في الداخل لا تتوفر البنية التحتية المناسبة، بالإضافة إلى أن الوضع السياسي والاقتصادي لا يسمح للمجتمع بتحمل أي أزمة وبخاصة الأزمة البيئية، وهناك تفاوت في درجة تحمل المشكلة والحلول المناطة بها، وتفاوت في المصادر التي نمتلكها للتعامل مع أزمة كأزمة المناخ التي تؤثر على ارتفاع درجات الحرارة والفيضانات والصحة والاقتصاد المحلي".

وأسهبت عبيد بطرح مثال حول اللاعدل المناخي الذي يُحرم منه الفلسطينيون قائلة: "وكمثال على اللاعدل المناخي، نجد أنه في النقب يتم طرد سكانه الأصليين بحجة التشجير، لحل مشكلة انبعاث الكربون والتخفيف من آثار التغيير المناخي، والحلول موجودة، لكن الدولة تضع حلولا غير عادلة على حساب أشخاص آخرين، ولا تقوم بأخذ احتياجاتهم بالحسبان، بمعنى أن هناك تفاوت وعدم توزيع عادل للمصادر المتاحة التي تلائم البعض وتسبب كارثة للبعض الآخر".

وعن سياسة التمويه الأخضر الذي تمارسه إسرائيل على حساب المواطن الفلسطيني قالت عبيد "في موضوع متصل هناك قضية التمويه الأخضر، ففي أزمة المناخ، يقع على عاتق كل دولة الحد من الانبعاثات الكربونية، وإسرائيل قامت بالتوقيع على معاهدة دولية، التزمت من خلالها بالحد من الانبعاثات الكربونية بحلول العام 2050. ولكن الطرق التي من شأنها التخفيف من الانبعاثات، والتي تلجأ إليها الدولة لا تشمل التخفيف من حرق الوقود الأحفوري، أو إيجاد صناعة خضراء غير ملوثة، وإنما تلجأ إلى طريقة ظالمة وهي ما يمكننا إطلاق مسمى ‘التمويه الأخضر‘ عليها، كاللجوء إلى تشجير النقب بحجة الحفاظ على البيئة، ولتحقيق ذلك تلجأ إلى ظلم أهالي النقب وطردهم من أراضيهم، أو باللجوء لطريقة أخرى لا تقل ظلما عن سابقتها وهي طريقة ‘الانتقال إلى الطاقة الخضراء النظيفة‘، وتتمثل بنقل المصانع إلى الضفة الغربية، أو استغلال طاقة الرياح في الجولان، حيث تلجأ إلى نصب طواحين الهواء في أماكن تواجد العرب، وهذا كله تحت عنوان الحفاظ على البيئة، حيث تظلم بذلك مجموعة محددة من السكان وهم العرب الفلسطينيون، وهذا هو التمويه الأخضر الذي تقوم به الدولة وقد أعطيتكم أمثلة على ذلك على سبيل الذكر لا الحصر".

مروى حنا

وتحدثت مديرة دائرة تطوير القدرات في مركز "حملة"، مروى حنا، لـ"عرب 48" حول الشراكة مع جمعية الجليل في مشروع الصحافة البيئية قائلة "استضافت جمعية الجليل وبالشراكة مع مركز حملة نشاطا تدريبيا في مجال رواية القصة على المنصة الرقمية، ويهدف هذا التدريب لتعزيز ومناصرة قضايا التغيير المناخي والقضايا البيئية. بالإضافة إلى ما تم ذكره فالتدريب الذي يشرف عليه الكاتب والمدرب، إياد البرغوثي بالتعاون مع مركز حملة، يهدف أيضا إلى تطوير مفهوم الصحافة البيئية والتأكيد على أهميتها وإتاحة المعلومات للمتلقي ورفع الوعي المجتمعي تجاه قضايا التغيير المناخي، كما تناول التدريب تطوير أساليب كتابة القصص الهادفة في هذا المجال، وشرح لمميزاتها وخصائصها، وطرق استخدام واستغلال هذه الأساليب المبتكرة على صعيد الفضاء الرقمي، كما تم التركيز على ضرورة استخدام بعض التقنيات الهامة في إنتاج القصص الرقمية".

وتابعت حنا "باشرنا عمل شراكة مع جمعية الجليل، بخصوص عمل محاور بحث ودراسة للصحافيين فيما يخص الصحافة البيئية، والهدف الأساس من هذه الشراكة هو إثراء المحتوى الرقمي بكل ما يتعلق بالتغيير المناخي والصحافة البيئية على وجه الخصوص والحاجة الملحة لدراسة الخطط التي وضعتها المجالس المحلية في قرانا وبلداتنا بهذا الموضوع تحديدا، وبطبيعة الحال فالمساحات الرقمية تزخر بالكثير من الأشخاص، ومن الأهمية بمكان أن نوصل صوتنا وقضايانا لأكبر عدد ممكن، ونحشد لالتفاف جماهيري حول قضايانا التي تؤثر بشكل مباشر في المحيط من حولنا".

ريم بركات

وعن دور وسائل الإعلام في أهمية وضع القضايا البيئية ضمن أجندة مضامينها قالت الباحثة والكاتبة في مجال التنمية المستدامة والتخطيط المكاني، ريم بركات، لـ"عرب 48" إنني "أرى ضعفا في الصحافة البيئية في فلسطين والعالم العربي، فالصحافة جل اهتمامها المواضيع السياسية والاقتصادية والرياضية وما إلى ذلك، وتهمل الشق البيئي، ونحن بحاجة ماسة إلى فن تحريري متخصص بالصحافة البيئية، وإلى وجود كوادر للتدرب على إعداد تقارير بيئية، فالتقرير البيئي ليس كالتقارير السياسية، وهو مجال غني ومهم للتعمق فيه، ونحن أيضا بحاجة ماسة لتدريب هذه الكوادر على التحرير والنشر، وبحاجة لمدربين أخصائيين لتدريب هذه الطواقم الصحافية".

وتابعت موضحة أن "المواضيع البيئية تمس حياة كل مواطن بشكل يومي، وأرى من منظوري الخاص أننا نفتقر للوعي البيئي وهذا يمنعنا من الصمود في وجه الكوارث الطبيعية البيئية التي تعصف بمحيطنا، وعلينا التسلح بوعي بيئي على مستوى الأفراد والمؤسسات والمجتمع ككل، ومن المهم أن يتعرف الشخص على الموارد المتاحة من حوله وكيف يستثمرها، من خلال تصميم نظام بيئي في مسكنه، أيا كانت المساحة التي يمتلكها وأيا كان الحيز الذي يتواجد فيه، بحيث يصل لمرحلة الاكتفاء الذاتي والسيادة الغذائية، لأننا نعيش في وضع لا يمكننا أن نتنبأ من خلاله بما سيحدث مستقبلا".

الروائي والمدرب إياد برغوثي

وقدم الكاتب والروائي، إياد برغوثي، محاضرة للصحافيين عن أهمية الكتابة من خلال استخدام أسلوب السرد الرقمي القصصي وأنسنة القضايا التي يتم طرحها إعلاميا، وكيفية تنفيذ السيناريو، التصوير، تسجيل الصوت والكتابة، وقام البرغوثي بمشاركة الصحافيين في إنتاج مادة إعلامية بأسلوب السرد الرقمي.

التعليقات