عرضت الحركة الإسلامية (الجنوبية) والقائمة العربية الموحدة، برئاسة د. منصور عباس، أمس السبت، في فندق "رمادا"، ميثاقها العام، وذلك بحضور النائبين مسعود غنايم وعبد الحكيم حاج يحيى، وأدار اللقاء المفتوح مع مندوبي وسائل الإعلام، الصحافي سعيد حسنين.

وافتتح اللقاء النائب غنايم بالقول إن "الحركة الإسلامية لا تخاف أن يُعرض كل ما لديها تحت الشمس، حتى في قضية ميثاق الحركة الإسلامية، الذي عرض أمام أكاديميين واليوم أمام الإعلاميين، فنحن نحمل فكرا إسلاميا قائما على الواقعية والاجتهاد والحركة وليس الجمود، فالإسلام من أجل الحياة والإصلاح وحركة دائمة في الاجتهاد والتبلور".

وأضاف: "نحن نركز في خطابنا على أننا جزء من الشعب الفلسطيني الذي يحمل قضية، سواء محليا في الداخل أو على صعيد القضية الفلسطينية ككل، ونحن رافد من روافد الشعب الفلسطيني الذي يدلي بدلوه في القضية المحلية والقُطرية دون إلغاء للآخر".

وأوضح أنه "لدينا رؤيا حول ضرورة التمسك والدفاع عن هويتنا، مع إعطاء البعد الإسلامي الحضاري والثقافي حضوره، فهو يعززها ويحافظ عليها من الذوبان، كما نقدم اجتهادنا الاجتماعي وتفعيل الأركان الإسلامية لمصلحة شعبنا، وأقصد مشروع التكافل الاجتماعي الذي تحمله الحركة الإسلامية، من زكاة وإغاثة والمشاكل اليومية".

"لم نبحث عن البحث عن النجومية على حساب المشروع الوحدوي"

وعن تجربة القائمة المشتركة، قال غنايم، إن "القائمة المشتركة ليست أمرا مقدسا بطبيعة الحال، النقد مفتوح على أدائها أو تركيبتها أو خطابها وهذا أمر صحي وشرعي، ولكن علينا أن لا ننسى أن القائمة المشتركة ولدت في ظرف صعب جدا، ولادتها انعكست على صياغتها والحاضنة الإقليمية والمحلية كانت صعبة، ونعم نحن نواب الإسلامية لم نسع إلى الأضواء الإعلامية، بل قد يذهب أحد ويصفنا بالرماديين، لأننا لم نسع إلى نجومية إعلامية، ولم نسع إلى إبراز إنجازاتنا، بل دائما حافظنا على خطاب الوحدة من باب المصلحة القومية، ولم نبحث عن البحث عن النجومية على حساب المشروع الوحدوي. نعم، أصدقكم أن القائمة المشتركة فشلت في إدارة أزماتها بالشكل الصحيح والسليم وفشلت في إبراز منجزاتها بما فيها زعزعة الثقة بالقائمة المشتركة حول أزمة التناوب".

وختم بالقول إنه "مع كل ذلك، نحن نشدد على أهمية الحفاظ على القائمة المشتركة، على أن تصحح كل الأخطاء التي كانت في الفترة السابقة".

وقال النائب عبد الحكيم حاج يحيى، إن "خصوصية الحركة الإسلامية تتمثل بأن العمل البرلماني هو فقط جانب واحد من عمل الحركة الإسلامية، فنحن حركة لها دورها المجتمعي إلى جانب العمل السياسي البرلماني، وربما نقول إننا لم نغط نشاطنا السياسي والبرلماني على الوجه الصحيح. نحن ندعو إلى حراك عربي جماعي نتكاتف فيه جميعا دون مساعي إفشال الآخرين، وهذا نقوله على المستوى المحلي والعام".

تسمية

وشرح رئيس القائمة العربية الموحدة، د. منصور عباس، "أهمية إصدار ميثاق وتجدد رغم أن الحركات الإسلامية اعتادت اعتماد القرآن والسنة فقط"، وقال: "نحن نقول إن الميثاق هو تعبير عن اجتهادنا في قراءة النص الديني الثابت والذي لا يتغير، والحركة الإسلامية تعبر عن تيار إسلامي وسطي معتدل، والميثاق يخاطب كل إنسان في هذه الدنيا ومختلف الشرائح، ومنفتح على كافة الشرائح المجتمعية في الداخل الفلسطيني مع الأخذ بعين الاعتبار كافة الملاحظات التي قدمت من خلال مجموعات أكاديمية، وهنالك مساهمات من إخواننا من أبناء الطائفتين المسيحية والمعروفية، وهنالك مساهمات فكرية مختلفة، كما يجتهد الميثاق في تقديم رؤية لطبيعة الدولة والديمقراطية، كما يخاطب الميثاق المجتمع الإسرائيلي اليهودي منطلقا من تثبيت الرواية الفلسطينية في كل أجزائها وآلامها".

وأشار إلى أن "الميثاق يعرّف إسرائيل بأنها وليدة المشروع الصهيوني العنصري الاحتلالي، والاستعمار البريطاني الغاشم".

"القائمة المشتركة غير قائمة اليوم لأن الاتفاق الذي شكلها انتهى"

وتطرق عباس إلى القائمة المشتركة بالقول إنه "من حق الجميع أن يطرح كل ما يريد، ولكن عندما نجلس على طاولة حوار وحتى من يرفع مطلب الاستطلاع يعلم أن الاستطلاعات لا تعكس الحالة الميدانية الحقيقية، وهناك من رأى بطرحنا للانتخابات التمهيدية بهلوانية، ولكنني أؤكد أنه اتخذ بقرار من مجلس الشورى وليس كموقف شخصي لي، ولا ضمان كيف ستكون النتيجة. نحن في واقع أنه اليوم لا توجد قائمة مشتركة، وإن لم نبرم اتفاقا جديدا فلا يوجد قائمة مشتركة، سواء انفصل طيبي أم لا. السؤال هو كيف سنبني من جديد القائمة المشتركة، وطاولة المفاوضات هي الوسيلة الوحيدة لتشكيلها، وكل طرف سيؤخذ ما يستحق وزيادة شرط أن نكون معا ونخوض هذه الانتخابات موحدين".

وعن موقفه من انشقاق طيبي عن القائمة المشتركة، قال المرشح الأول عن الحركة الإسلامية، إن "طيبي ارتكب خطأ كبيرا حين انفصل عن القائمة المشتركة، ونحن نرى ضرورة استمرار القائمة المشتركة بكل مركباتها".

"يجب إخراج رئاسة القائمة من المحاصصة"

وحول رئاسة القائمة المشتركة، قال عباس: "يجب إخراج رئاسة القائمة من المحاصصة والنظر إليها بشكل مستقل، ونحن نعتقد أنه بعد الأزمة نحتاج إلى قيادة جديدة تعبر عن مرحلة جديدة وخطاب جديد يكرس الحالة الوحدوية وقادر على جمع الفرقاء كفريق عمل ويطرح إستراتيجية واضحة، بل يكون للرئاسة دور وصلاحية وليس كما في الحالة السابقة مجرد لقب".

اقرأ/ي أيضًا | غنايم: من يشق صف الوحدة سيكون الخاسر

اقرأ/ي أيضًا | القائمة المشتركة تزور رئيس اللجنة القطرية لرؤساء السلطات المحلية العربية