السعودية تخلي مسؤوليتها من أي نقص بإمدادات النفط وتحذر من تهديدات الحوثيين

أخلت السلطات السعودية، اليوم الإثنين، مسؤوليتها من "نقص في إمدادات النفط للأسواق العالمية"، معتبرة أنّ هجمات جماعة "أنصار الله" (الحوثيون) في اليمن التي تستهدف منشآتها النفطية، تشكّل "تهديدا مباشرا" لأمن سوق النفط.

السعودية تخلي مسؤوليتها من أي نقص بإمدادات النفط وتحذر من تهديدات الحوثيين

منشأة لأرامكو في شمال مدينة جدة (أ ب)

أخلت السلطات السعودية، اليوم الإثنين، مسؤوليتها من "نقص في إمدادات النفط للأسواق العالمية"، معتبرة أنّ هجمات جماعة "أنصار الله" (الحوثيون) في اليمن التي تستهدف منشآتها النفطية، تشكّل "تهديدا مباشرا" لأمن سوق النفط.

ويشير الإعلان السعوي الذي أوردته وكالة الأنباء الرسمية ("واس") نقلا عن مسؤول في وزارة الخارجية (لم تسمه)، إلى تنامي إحباط السعودية من كيفية تعامل واشنطن مع الملفين اليمني والإيراني، ويعتبر خطوة ضاغطة على واشنطن في هذا الإطار.

ويأتي تحذير السعودية غداة إعلانها عن تسبّب هجوم شنّه الحوثيون على جنوب السعودية بخفض إنتاج مصفاة نفط تابعة لشرطة أرامكو، بعد هجمات متعددة استهدفت منشآتها النفطية ليل السبت - الأحد، في وقت تشهد أسواق الخام توترات على خلفية الغزو الروسي لأوكرانيا.

ونقلت وكالة الأنباء السعودية عن مصدر مسؤول في وزارة الخارجية، قوله إنّ "السعودية تعلن أنها لن تتحمل مسؤولية أي نقص في إمدادات البترول للأسواق العالمية في ظل الهجمات التي تتعرض لها منشآتها النفطية من المليشيات الحوثية الإرهابية المدعومة من إيران".

واعتبر أن هذه "الهجمات التخريبية تشكل تهديدًا مباشرًا لأمن الإمدادات البترولية في هذه الظروف بالغة الحساسية التي تشهدها أسواق الطاقة العالمية"، فيما تجاوز سعر النفط حاجز المئة دولار للبرميل أكثر من مرة أخيرا.

وحضّ المصدر السعودي المجتمع الدولي على "الوقوف بحزم" ضد هجمات المتمردين التي قد تؤدي إلى "التأثير على قدرة المملكة الإنتاجية وقدرتها على الوفاء بالتزاماتها".

وشنّ الحوثيون هجمات متعددة بطائرات مُسيّرة استهدفت محطة توزيع منتجات بترولية في جنوب السعودية، مساء السبت الماضي، ومعمل للغاز الطبيعي ومصفاة نفط في ينبع في غرب المملكة فجر الأحد، ومحطة توزيع المنتجات البترولية التابع لشركة أرامكو في جدة في غرب السعودية، مساء الأحد.

وأدّى الهجوم على مرافق "شركة ينبع ساينوبك للتكرير" (ياسرف) في غرب السعودية إلى "انخفاض مستوى إنتاج المصفاة بشكلٍ مؤقّت"، على ما أعلنت وزارة الطاقة السعودية، أمس الأحد.

وأشارت الوزارة إلى أنه سيتم "التعويض عن هذا الانخفاض من المخزون" من دون أنّ تحدّد كمية الإنتاج التي تسبب الهجوم في توقفها، علما بأنّ طاقة المصفاة التكريرية تبلغ 400 ألف برميل يوميا.

ويشنّ الحوثيون هجمات على المنشآت النفطية ومرافق البنى التحتية في السعودية، التي تقود تحالفا عسكريا في اليمن، في حرب أدت إلى مقتل وإصابة مئات الآلاف وسببت أسوأ أزمة إنسانية في العالم، بحسب الأمم المتحدة.

والسعودية أحد أكبر منتجي ومصدري النفط في العالم، وتقود مع روسيا تحالف "أوبك بلاس" الذي يضم مجموعة البلدان المصدرة ودولا من خارجها ويتحكم بكميات الإنتاج في السوق.

ورفضت السعودية مؤخرا ضغوطات أميركية لزيادة الإنتاج بهدف خفض الأسعار.

والقرار السعودي نابع من رغبتها في المحافظة على التحالف النفطي مع روسيا، لكنه يعود أيضا إلى خلافات مع إدارة الرئيس الأميركي، جو بايدن، خصوصا مع رفض واشنطن تصنيف الحوثيين "منظمة إرهابية".

التعليقات