أعلنت أنقرة، اليوم الأحد، أن موسكو وكييف حققتا تقدما في المفاوضات الهادفة إلى وضع حدّ للغزو الروسي لأوكرانيا، وباتتا قريبتين من إبرام تفاهم، فيما قال الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ("ناتو")، ينس ستولتنبرغ، إن تركيا تبذل جهودا لتسهيل المحادثات بين الطرفين، لكن من المبكر توقُّع نتائجها. في المقابل، عدّت واشنطن، أن "المفاوضات تبدو كأنها من جانب واحد لأن الروس، لم يبدوا أي إمكانية لحل النزاع عبر حل دبلوماسي".
وقال وزير الخارجية التركي، مولود تشاوش أوغلو: "بالطبع، هذا ليس أمرا يسهل تحقيقه بينما الحرب تتواصل والمدنيون يُقتلون، لكننا نريد أن نقول إن الزخم ما زال موجودا".
وتابع في تصريحات من محافظة أنطاليا في جنوب تركيا: "نرى أن الطرفين قريبان من (إبرام) اتفاق".
ونقلت شبكة "إن بي سي" عن ستولتنبرغ، القول، إن "حلفاء الناتو يكثفون دعمهم العسكري والإنساني لأوكرانيا ويفرضون عقوبات على روسيا".
وأضاف ستولتنبرغ أنه "من المهم منع تحول الصراع إلى حرب شاملة بين الاتو وروسيا، لأنها ستسبب دمارا كبيرا".
وتابع: "نواجه واقعا أمنيا جديدا حيث تقوض روسيا الأمن وتستخدم القوة العسكرية لتحقيق أهدافها".
وذكر أن "أي تصعيد روسي خارج أوكرانيا سيؤدي إلى رد حازم من الناتو".
اقرأ/ي أيضًا | 10 ملايين لاجئ ونازح أوكراني منذ بداية الحرب
وأضاف الأمين العام للناتو: "نرحب بكل الجهود المبذولة لإيجاد حل سلمي تفاوضي لإنهاء الحرب في أوكرانيا".
بدوره، قال عضو وفد التفاوض الأوكراني، إن "روسيا لم تفهم حتى الآن أن حربهم على أوكرانيا غير مجدية".
واشنطن: مفاوضات تبدو كأنها من جانب واحد
من جانبها، ذكرت المندوبة الأميركية لدى الأمم المتحدة، ليندا توماس - غرينفيلد، لشبكة "سي إن إن"، أن "المفاوضات التي يحاول الرئيس الأوكراني عقدها مهمة ونحن ندعمها".
وقالت إن "المفاوضات تبدو كأنها من جانب واحد، لأن الروس لم يبدوا أي إمكانية لحل النزاع عبر حل دبلوماسي".
وأضافت: "حاولنا قبل بدء النزاع التوصل إلى حل دبلوماسي لكن الروس لم يستجيبوا".
وتابعت: "ما زلنا نأمل أن تؤدي الجهود الأوكرانية إلى إنهاء هذه الحرب"، مشيرة إلى أنه "إذا فشلت المفاوضات مع روسيا فإن القتال قد يؤدي إلى حرب عالمية ثالثة".
وأضافت المندوبة الأميركية: "لا يمكنني التعليق الآن على التسوية التي قد يتوصل لها الأوكرانيون".
زيلينسكي: مستعدّ لعقد محادثات مع بوتين
من جانبه، قال الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلنيكسي، في تصريحات أدلى بها لشبكة "سي إن إن": "جاهز لعقد محادثات مع الرئيس (الروسي، فلاديمير) بوتين وكنت مستعدا لذلك منذ عامين".
وأضاف: "القوات الروسية جاءت لإبادتنا لكن علينا اغتنام أي فرصة للتفاوض".
وشدد زيلينسكي على أنه "إذا فشلت المفاوضات مع روسيا فإن القتال قد يؤدي إلى حرب عالمية ثالثة".
ودافع عن عقد عدة جولات من المفاوضات بين كييف وموسكو منذ بدء الحرب، قائلا إن لها "قيمة كبيرة".
وقال: "إذا كانت هناك فرصة بنسبة 1 بالمئة فقط لوقف هذه الحرب، فعلينا اغتنامها".
وحضّ زيلنيكسي، روسيا، على القبول بمباحثات "جدية" لوضع حد للغزو الذي بدأته القوات الروسية في 24 شباط/ فبراير. وقال في شريط مصوّر بث، أمس السبت: "هذا هو الوقت للقاء، للتحدث، لتجديد وحدة الأراضي والعدالة لأوكرانيا".
وزار تشاوش أوغلو روسيا وأوكرانيا هذا الأسبوع، في ظل محاولة أنقرة التي تربطها علاقات قوية بالبلدين، أداء دور وسيط بينهما. كما استضافت تركيا الأسبوع الماضي لقاء بين وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، ونظيره الأوكراني، دميترو كوليبا في أنطاليا.
وأشار تشاوش أوغلو إلى أن تركيا تتواصل مع المفاوضين الروس والأوكرانيين، رافضا كشف أي تفاصيل بشأن المباحثات. وشدد على أن تركيا تؤدي "دور وسيط نزيه ومسهِّل".
من جهته، أفاد المتحدث باسم الرئاسة التركية، إبراهيم كالين في حوار مع صحيفة "حرييت"، أن روسيا وأوكرانيا تتفاوضان على ست نقاط هي: حياد كييف، ونزع السلاح والضمانات الأمنية، و"اجتثاث النازية" من أوكرانيا كما تطالب روسيا، إزالة العوائق أمام استخدام اللغة الروسية في أوكرانيا، وضع "الجمهوريتين" الانفصاليتين في منطقة دونباس، ووضع شبه جزيرة القرم التي ضمّتها روسيا في العام 2014.
وسبق لتركيا أن أبدت استعدادها لاستضافة لقاء بين زيلينسكي، ونظيره الروسي فلاديمير بوتين.
وشدد تشاوش أوغلو الأحد على أن أنقرة تعمل "ليل نهار من أجل السلام".
اقرأ/ي أيضًا | "الخبز" يضع المجتمع العربي في اختبار صعب.. ما العمل؟
التعليقات