31/10/2010 - 11:02

"يديعوت أحرونوت" تكشف عن لقاءات مكثفة يجريها كل من ليفني وقريع سرا للتوصل إلى "الحل الدائم"

أكثر من 50 لقاء في الشهرين الأخيرين في فنادق وشقق سرية في القدس * الهدف هو التوصل إلى "اتفاق مبادئ" قبل نهاية العام الحالي * إسرائيل تخشى من سيطرة حماس على الضفة الغربية..

كشفت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الصادرة صباح اليوم، الأحد، في عنوانها الرئيسي عن مفاوضات مكثفة، لم يحصل مثلها في أوسلو، تتم بهدوء وبسرية تامة حول الحل الدائم بين وزيرة الخارجية الإسرائيلية، تسيبي ليفني، وبين رئيس وفد المفاوضات الفلسطيني، أحمد قريع.

وكتبت الصحيفة أن الإثنين يلتقيان في فنادق وشقق بشكل سري في القدس، وأنه في الشهرين الأخيرين قد تم إجراء 50 لقاء على الأقل. وأن الهدف هو التوصل إلى "اتفاق مبادئ" قبل نهاية العام الحالي.

وكتبت الصحيفة أن ليفني وقريع يلتقيان بمعدل 2-3 مرات أسبوعيا، ويستمر اللقاء لعدة ساعات، بحيث يكون اللقاء التالي في فندق آخر أو في شقة أخرى خفية.

وأضافت الصحيفة أن ليفني وقريع يلتقيان خفية بعيدا عن عدسات الكاميرات وعناوين الصحافة، ويعملان على بلورة التسوية الدائمة. ونقلت عن مصدر سياسي إسرائيلي قوله إن الحديث عن محادثات تعتبر الأكثر جدية بين إسرائيل والفلسطينيين منذ اتفاقات أوسلو.

وبحسب "يديعوت أحرونوت" فقد التقى الإثنان في الشهرين الأخيرين أكثر من 50 مرة. واستمر كل لقاء لمدة2-3 ساعات. ما يعني أن مدة المحادثات وصلت إلى 120-150 ساعة، يضاف إليها عدد لا يحصى من المكالمات الهاتفية.

وأضافت أن المحادثات تجري بسرية تامة، ولم يتم التصريح عن معظم اللقاءات لوسائل الإعلام. كما تم تغيير الفندق الذي تجري فيه المحادثات في كل مرة للحفاظ على سريتها. وعلم أن عددا من اللقاءات قد جرت في فنادق: "هار تسيون" والملك داوود و"متسودات دافيد" و"عنبال". وفي بعض الأحيان كانت اللقاءات تتم في شقق سرية في القدس، بعضهم يملكها عناصر ذات صلة بالمفاوضات.

كما أضافت الصحيفة أن تتابع المحادثات لم ينقطع، سوى مرتين، الأولى بعد العملية العسكرية على قطاع غزة، والثانية بعد سفر ليفني إلى الولايات المتحدة في أعقاب عملية القدس في "مركز هراف".

وعلم أن الإثنين قد اجتمعا لوحدهما في معظم اللقاءات، وفقط في حالات قليلة تم إشراك بعض المختصين من الطرفين، كما تم إدخال خرائط في عدة مناسبات إلى غرفة الاجتماع.

وتابعت الصحيفة أنه بشكل مواز، تجري محادثات بين مستشاري ليفني وقريع. حيث يشارك من الجانب الإسرائيلي مستشار وزيرة الخارجية طال بكر، ورئيس الطاقم ألون بار، والمدير العام لوزارة الخارجية أهارون أبراموفيتش، والنائب السياسي للمدير العام يوسي غال. وتتناول محادثات المستشارين، بحسب الصحيفة "توضيح المسائل التي تطرح في المحادثات بين ليفني وقريع والمختلف عليها".

كما جاء أن هناك إطارا ثالثا تتم فيه المحادثات، بين طواقم موسعة، حيث ينضم إلى الطاقم الإسرائيلي رئيس طاقم الموظفين في مكتب رئيس الحكومة يورام طوروبوفيتش، ، والمستشار السياسي لرئيس الحكومة شالوم تورجمان، ورئيس الطاقم السياسي الأمني في وزارة الأمن عاموس غلعاد. وعلاوة على ذلك، فإن هناك إطارا رابعا يتناول المسائل الأمنية، وإطارا خامسا يتناول مسائل مدنية مثل المياه والاقتصاد وجودة البيئة.

ونقلت الصحيفة عن ليفني قولها في محادثات مغلقة أن المحادثات مع الفلسطينيين تجري بوتيرة جيدة، وأنه تتم مناقشة كافة القضايا الجوهرية، بما في ذلك القدس.

وأضافت المصادر ذاتها أن هدف أولمرت وليفني هو التوصل إلى "اتفاق مبادئ" قبل نهاية العام الحالي، والذي سيتم تقديمه إلى مجلس الأمن التابع لهيئة الأمم المتحدة للمصادقة عليه. وبعد ذلك يظل الاتفاق على الرف لكون تطبيقه مرتبطا بتطبيق "خارطة الطريق".

وفي سياق ذي صلة، كتبت الصحيفة أن تقديرات الجيش الإسرائيلي تشير إلى أن حركة حماس سوف تسيطر على الضفة الغربية في حال التوصل إلى التسوية الدائمة بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية.

وجاء أن شعبة التخطيط في هيئة أركان الجيش العامة قد أعدت وثيقة، بناء على طلب الإدارة الأمريكية، تشير إلى أن الحل الدائم بين إسرائيل والفلسطينيين سوف يؤدي إلى صعود حركة حماس إلى السلطة في الضفة الغربية بطريقة ديمقراطية.

وبحسب الوثيقة فإن هذا الأمر يلزم إسرائيل بالاهتمام بإجراء ترتيبات أمنية مشددة بشكل خاص، لتوفير الرد على إمكانية إطلاق قذائف صاروخية باتجاه إسرائيل من الضفة الغربية.

وتابعت الصحيفة أن الوثيقة المذكورة تفصل المواقف الإسرائيلية بشأن الترتيبات الأمنية بين إسرائيل والدولة الفلسطينية في الحل الدائم، وسوف يتم عرضها في الأيام القريبة على الجنرال الأمريكي جيمس جونس، مبعوث وزيرة الخارجية الأمريكية إلى المنطقة.

وأضافت الصحيفة أن هذه هي المرة الأولى التي تطلب فيها الإدارة الأمريكية وثيقة مواقف بشأن الترتيبات الأمنية في مرحلة الحل الدائم، المرحلة الثالثة من خارطة الطريق.

ونقلت الصحيفة عن مصادر في جهاز الأمن أن وزير الأمن، إيهود باراك، قد طلب من شعبة التخطيط في هيئة الأركان أن يضيفوا إلى الوثيقة التي تم إعدادها الدروس الأمنية والعسكرية المستخلصة في أعقاب فك الارتباط من قطاع غزة.

وفي هذا السياق أشارت الصحيفة إلى أن الاستعدادات لإمكانية إطلاق قذائف صاروخية من الضفة، سواء عن طريق جعل مناطق منزوعة السلاح أم عن طريق تقليص القوة العسكرية الفلسيطينية، تعتبر ضمن دروس "فك الإرتباط".

وفي لقائه مع الجنرال الأمريكي جونس، كان باراك قد قال إن الترتيبات الأمنية يجب أن تأخذ بعين الاعتبار إمكانية سيطرة حركة حماس على السلطة الفلسطينية بشكل ديمقراطي.

وفي السياق ذاته، تجدر الإشارة إلى أنه ليس من المستبعد أن تكون تصريحات ليفني، اليوم، بشأن ترسيم حدود الحل الدائم قبل إخلاء المستوطنين شرق جدار الفصل، تأتي على خلفية هذه اللقاءات المكثفة التي تجريها مع قريع.

كما تجدر الإشارة إلى أن تصريحات وزيرة الخارجية الأمريكية، كونداليزا رايس، اليوم، بشأن تفهمها للاعتبارت الأمنية الإسرائيلية، تأتي على خلفية هذه الوثيقة التي قامت شعبة التخطيط في هيئة الأركان بإعدادها.

التعليقات